* القدس - واشنطن - (اف ب):
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون انه مستعد لقبول «خارطة الطريق» بينما عبر الفلسطينيون عن تشكيكهم في النوايا الإسرائيلية مؤكدين انهم لن يقبلوا بأي تعديل في خطة السلام هذه.
وبعد ان أعلن شارون انه سيعرض هذه الخطة الدولية على حكومته للموافقة عليها أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه قد يعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
وأكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية ان شارون أعلن ان دولة إسرائيل مستعدة لقبول الاجراءات المحددة في «خارطة الطريق» والمسألة ستطرح على الحكومة للموافقة عليها.
ولم يحدد نص بيان رئاسة الوزراء أي موعد لتصويت الحكومة على خارطة الطريق لكن أقرب موعد لاجتماع الحكومة الإسرائيلية هو اليوم الأحد.
وتنص خارطة الطريق بشكل خاص على الوقف الكامل لاعمال العنف وتجميد الاستيطان في الاراضي المحتلة واقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول 2005.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط نشرت الخطة في 30 نيسان/ ابريل الماضي، وأعلنت الحكومة الفلسطينية موافقتها عليها على الفور.
ويبدو ان «خارطة الطريق» تلقى تأييد الجزء الاكبر من الحكومة الإسرائيلية باستثناء حزبين يمينيين متطرفين.
وقال رعنان غيسين المتحدث باسم شارون ان الحكومة الإسرائيلية ستصوت في أسرع وقت ممكن على الخطة. ملمحا ان نتيجة التصويت شبه محسومة.
لكن هذا القبول لن يخلو على الارجح من الغموض، وقال غيسين: سيكون قبولا واضحا في إطار التأكيدات التي قدمها البيت الابيض الجمعة لإسرائيل ويتضمن التوضيحات والوعود الاميركية وليس بدونها.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث الجمعة عن شرط ان تؤخذ التحفظات الإسرائيلية على «خارطة الطريق» في الاعتبار لعقد قمة ثلاثية محتملة بين بوش وشارون وعباس تحدث عنها الرئيس الاميركي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي في كروفورد (تكساس) قال بوش: أفكر جديا في لقاء شارون وعباس إذا كان ذلك يسهم فعلا في قضية السلام في الشرق الاوسط.
وأضاف ان قبول شارون ب«خارطة الطريق» يشكل تقدما موضحا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل الخطة بعد ان أكدت الولايات المتحدة حرصها على حماية أمن إسرائيل.
وذكر مسؤولون أميركيون ان هذه القمة ستعقد في حال الدعوة اليها بعد قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني في فرنسا، وأشاروا إلى احتمال تنظيمها في شرم الشيخ (مصر) ليقوم الرئيس بوش بذلك بأول رحلة له إلى الشرق الاوسط منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني/ يناير 2001م.
وبعيد ذلك أكدت القيادة الفلسطينية في ختام اجتماع في رام الله بالضفة الغربية ضرورة تنفيذ خطة اللجنة الرباعية الدولية بدون أي تغيير.
وقال بيان صدر بعد الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وبحضور محمود عباس ان القيادة الفلسطينية تتابع الاهتمام الاميركي الجدي بتنفيذ خطة خارطة الطريق وتؤكد على أهمية الالتزام الدقيق بها دون تغيير.
وقبل هذا الاعلان أكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان السلطة الفلسطينية لن تقبل ادخال أي تعديل على خطة السلام الدولية متهما الحكومة الإسرائيلية بمحاولة التهرب من تنفيذها وتدميرها.
وكان شارون قد أعلن انه موافق من حيث المبدأ على خارطة الطريق بعيد نشرها وطلب من واشنطن ادخال حوالي 15 تعديلا عليها تتعلق بالامن خصوصا.
ورفض باول في باريس امكانية ادخال أي تعديلات على «خارطة الطريق».
وقال باول في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الثماني في العاصمة الفرنسية: لا ننوي ادخال أي تعديلات على الخطة موضحا: أبلغنا الحكومة الإسرائيلية اننا سنأخذ في الاعتبار تعليقاتها لكن هذا لا يعني ان نغير «خارطة الطريق».
وأعلن كولن باول ان الولايات المتحدة سترسل إلى الشرق الاوسط مسؤولين متخصصين بالامن والاستخبارات لتنسيق عملية تطبيق «خارطة الطريق» من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال مسؤولون أميركيون ان هذا الفريق الذي يضم بين سبعة وعشرة أشخاص سيغادر واشنطن خلال الايام المقبلة وسيكون مقره القدس بينما حث الرئيس الاميركي جورج بوش الإسرائيليين والفلسطينيين على تطبيق خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول 2005.
وأوضح باول انه يتم حاليا اختيار افراد المجموعة التي ستقوم بمهمة التنسيق لتطبيق خطوات خارطة الطريق التي تنص على اجراءات لاقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية انها مجموعة صغيرة لتنسيق الجهود للتأكد من اننا نتحدث مع بعضنا البعض واننا على طريق البداية.
ويتوقع ان يصل الفريق بعد تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خارطة الطريق إلى حكومته للموافقة عليها بعد اعلانه أول أمس الجمعة انه قبل الخطة رغم تحفظاته الكبيرة عليها.
| 
