|
|
لم يعد الزمن يجري لصالح قيادات تدير عملها وتصنع قراراتها متجاهلة أصواتاً مهمة يعنيها التحديث والتطوير، يتم تجاهل تلك الأصوات بحجة أن أصحابها قاصرو الفهم والإدراك، أو بحجة أنهم يبحثون عن مصالح شخصية، أو عن الشهرة أو عن اشباع تغرضهم الشخصي. هناك من القيادات من يدفعه قصوره الشخصي والمهني إلى الاختفاء أو التمترس خلف عبارات هلامية مملة ومكرورة، أو إلى العزف على الثوابت الوطنية حيناً أو الثوابت الدينية حيناً آخر، وقد يضطر هذا القيادي احياناً إلى إبقاء مساحة كبيرة بينه وبين الآخرين ليملأها بمكاتب وموظفين بحجة تنظيم العمل. وقد يجد هذا القيادي نفسه محتاجا إلى مزيد من الغموض في علاقته بمن حوله، فالوضوح والشفافية في الطرح وفي التعامل قد تكشف سوءات كثيرة. سنرى مزيداً من هذا النمط القيادي طالما كان المسؤول لا يحتاج إلى رضا وقناعة من هم تحت إشرافه المباشر، وطالما أن كل ما يعنيه هو رضا رئيسه المباشر والذي غالبا ما يتحقق له عن طريق كيل المديح ورفع تقارير منمقة تتحدث بأرقى الأساليب الإنشائية عن إنجازات الله بها عليم. وأخيراً، لا بد من القول إن هذه الرؤية ليست نتاج تجربة شخصية بعينها عاشها الكاتب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |