* كتب - عيسى الحكمي:
تأهل الأهلي أمس لملاقاة غريمه التقليدي الاتحاد على نهائي بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الكروية للمرة الرابعة في تاريخه والثالثة بين قطبي جدة وذلك بعد فوزه المثير على القادسية «3/2» في المباراة التي أقيمت على أرض استاد الأمير عبدالله الفيصل وظل فيها القادسية «مفاجأة» الموسم متقدماً بهدفي سعيد الودعاني «27» و«53» حتى الدقيقة 63 التي قلص فيها محمد بركات الفارق قبل أن يمدد البديل بوشعيب المباركي وقتها في الدقيقة «78» إلى الحصة الاضافية.
وقبل نصف دقيقة من نهاية الوقت الأضافي خطف إبراهيم السويد الفوز للأهلي بهدف ذهبي هز شباك المتألق هاني العويض الذي انتهى به ورفاقه خط المغامرة القدساوية بأداء ممتع ومدرب قدير كان قاب قوسين أو أدنى من قيادة فريقه لأول مرة إلى نهائي البطولة.
الشوط الأول
لم يخالف الأهلي وضيفه القادسية التوقعات بعد صافرة البداية التي أطلقها الحكم معجب الدوسري فالأهلي انطلق نحو الهجوم باحثاً عن هدف يقتل طموحات الضيوف وكاد ان يتحقق له مع رأسية المشعل التي أفلتت من الحارس العويض قبل ان يعود الأخير للسيطرة على الكرة بمساعدة زميله البرازيلي اليكس عند الدقيقة3.
وأعطت المحاولة الأهلاوية الجادة مبكراً انطباعاً بأن أصحاب القمصان الخضراء والبيضاء عازمون على حسم الأمور مبكراً بيد ان القادسية الذي بدأ بداية متوقعة بتحفظ دفاعي وانضباط تكتيكي أكد من جديد تفاعل أصحاب القمصان الحمراء والصفراء مع خطط مدربهم الذي بدت فلسفته تقوم على ترك ملعب الأهلي لأصحاب الأرض وتحصين ملعبه ومن ثم التقدم لشن هجوم خاطف تدفعه عجلة السرعة ودقة التمرير الجماعي الذي كان يؤديه الرباعي (كريري والحكمي والقنبر والودعاني).
ورغم مواصلة الأهلي الذي اعتمد على الجهة اليمنى حيث الشلية والسويد والعمق حيث الثلاثي الواكد وبركات والمشعل مساره الهجومي حتى الدقيقة (8) التي تعمق فيها بركات من وسط الميدان وسدد ضعيفة بين يدي العويض إلا ان الأمور تغيرت بعد دقيقة من ذلك الحال عندما سدد عبده حكمي هائلة حولها آل نتيف إلى ضربة ركنية نفذها ماركوس على رأس زكريا الهداف بيد أن الكرة اعتلت العارضة.
تغيير إجباري
ولم تكد الدقيقة 12 تكمل دورتها حتى اضطر العجلاني لاستبدال مهاجمه المشاغب صالح السرحاني بياسر القحطاني نتيجة إصابة الأول الذي كان قد نقل فريقه لمباراة الأمس وجاء دور القحطاني منسجماً مع ما كان يقوم به السرحاني حيث كثف حضوره في الجانب الأيمن لعرقلة جبهة عبدالغني التي ظل حضورها خجولاً في الحصة الأولى عدا محاولة وحيدة عند الدقيقة 22 لم يهيئ السويد منها الكرة بشكل مثالي للمشعل فاعتلت العارضة كما ذهبت يسارية أخرى لنفس اللاعب عالياً بعد تعمقه داخل صندوق العمليات القدساوية (25).
القادسية يتقدم
وبعد الهدوء الذي خيم على المباراة بعد العشر الدقائق الأولى فاجأ القدساويون أصحاب الأرض بلقطة ثلاثية من ماركوس إلى القنبر ليضع فيها الأخير زميله المنطلق من الخلف سعيد الودعاني في مواجهة صريحة مع مرمى الأهلي الذي استقبل منه هدف السبق رغم محاولات آل نتيف اليائسة في الدقيقة 27 فارضاً لحظة صمت أهلاوي محاطة بالذهول وفرحة قدساوية تترجم المحاكاة الحقيقية لانضباط ودقة الفريق داخل الميدان.
وأفقد هدف السبق للضيوف لاعب الأهلي فهد الزهراني فحصل على البطاقة الصفراء (30) نتيجة مخاشنته لقائد القداسية الرويعي.
وحصل الأهلي على فرصة معادلة الكفة (32) بيد ان الثابتة التي تسبب فيها المشعل سددها الواكد في الحائط المقابل.
وحصل ماركوس (39) على بطاقة صفراء بداعي المخاشنة وكاد القنبر ان يخطف (40) هدفاً ثانياً حين دخل الصندوق لكنه سدد زاحفة بجوار القائم.
ومن تسديدة مفاجئة لم تجد المتابع أطلق الواكد في الوقت الضائع محاولة أهلاوية لم يحسن العويض التصدي لها في الوهلة الأولى قبل ان ينهي الحكم معجب الدوسري المقابلة في الفترة الأولى قدساوية بهدف الودعاني ووسط تفوق أهلاوي استمر 8 دقائق وحضور لافت للقادسية عن طريق الحملات المضادة حتى أدرك هدف التقدم (27) ومن ثم مال الأداء إلى الانحصار في وسط الملعب نتيجة الانضباط الدفاعي القدساوي وفوضى أهلاوية لم تغير النتيجة رغم المحاولات الخجولة.
الشوط الثاني
وبعد الاستراحة كرر الأهلي الدور الهجومي الذي افتتح به المباراة بحثاً عن ادراك النتيجة وبصورة أكثر جدية من دقائق الشوط الأول مستفيداً من التحرك الايجابي للسويد في وسط الميدان والتحرر لبركات رغم افتقاد المشعل للمساندة حيث بقي وحيداً في المقدمة وفي المقابل واصل القادسية بنفس الوتيرة الفنية أمام حملات الأهلي التي بدأت بعرضية السويد «48» لبركات بيد أن تدخل ماركوس عطل مسارها، وسدد المشعل بعد استدارة «49» أمسكها الحارس العويض ونفسه المشعل كرر المحاولة برأسية «52» اعتلت العارضة.
هدف ثان للقادسية
وفي نسخة مكررة لما حدث في الدقيقة «27» عزف الثلاثي القدساوي «القنبر، القحطاني، والودعاني» لقطة ثلاثية انتهت بمواجهة ثانية بين آل نتيف والودعاني ليضع الأخير الكرة بهدوء على يسار الحارس الأهلاوي مضيفاً الهدف الثاني للقادسية «53» وسط دهشة وحسرة مدافعي الأهلي بقيادة بدره.
تغييرات أهلاوية
وأمام الحضور القدساوي المفاجئ لإيليا مدرب الأهلي لم يجد الأخير بداً من استدعاء الثنائي الهجومي وليد الجيزاني وبوشعيب المباركي بدلاً من الشلية والجحدلي في عمل هدف من خلاله المدرب الأهلاوي إلى مساعدة المشعل في الهجوم واعاد الواكد للظهير الأيمن من اجل الحفاظ على التوازن الدفاعي وتحولت طريقة الأهلي فعلياً إلى 4-3-3 لتشكيل هجوم ضارب بحثاً عن التعادل.
وكاد القنبر أن يوجه القاضية لأصحاب الارض «57» لولا تدخل القاضي في اللحظات الأخيرة لمنعه من مواصلة التقدم نحو آل نتيف.
وأمام الاندفاع الأهلاوي دفع العجلاني بالمدافع بشير السويدي بدلاً من القنبر لتأمين الدفاع والتفكير في الحفاظ على التقدم.
هدف لبركات
ومن عمل محسوب لوليد الجيزاني الذي مرر بعيداً لبركات أيقظ الأخير ملعب المباراة بما في ذلك القدساويين من حلم التأهل عندما خطف بلقطة مهارية الكرة من فوق رأس السويدي قبل أن يركن الكرة بمقدمة «يمناه» على يمين العويض مضيقاً الفارق إلى هدف «63».
وتهيأت للقادسية فرصة جديدة لتأكيد حجز الفوز بالمباراة بعد ثنائية الحرندا والقحطاني بيد أن الأخير سدد عالياً «66» كما ذهبت رأسية لنفس اللاعب إلى ضربة ركنية من قبضة آل نتيف «70» وكان أفضل الاهلاويين السويد قد سدد «67» كرة لا ترد لم يحسن الجيزاني إكمالها بعد ارتدادها من العويض.وفي تحرك فني جديد لإيليا دفع بالمحمدي على حساب الواكد في خطوة هجومية «بحتة» على حساب الدفاع «77».
المباركي يتعادل
وترجمة للخطوة الأهلاوية المتزايدة بعد هدف بركات تعمق الشجاع الزهراني بكرة من السويد حتى رأس صندوق العمليات ثم وضع المباركي أمام الحارس العويض الذي استقبلت شباكه الهدف الثاني للأهلي وعودة الأخير للمباراة «78».
كريري يهدر هدفاً
وكادت فرصة الأهلي تموت في مهدها بعد دقيقة عندما سقطت كرة مشتركة من الحارس آل نتيف بيد أن سعود كريري لم يستفد من الكرة، ودفع العجلاني بأديلتون بديلاً للرويعي «80» لتنشيط الوسط أمام تفوق الأهلي الذي حصل على فرصة الحسم «88» عندما تلقى المشعل هدية من دفاع القادسية سددها دون تركيز أمام المباركي داخل الست ياردات لكنه لم يحسن التوجيه مفوتاً هدف الحسم للأهلي وفارضاً نهاية الوقت الأهلي بالتعادل «2-2» ليحتكم الجانبان إلى الوقت الاضافي بعد شوط مثير تفوق فيه الأهلي وحصل من خلاله خالد بدره والودعاني على البطاقة الصفراء كما شهدت اصابة لاعب القادسية اليكس الذي لم تمكنه اصابته من دعم فريقه منذ الدقيقة «85».
الإضافي الأول
واستمرت خطورة الأهلي في الفترة الإضافية الأولى في حين تكتل القدساويون أمام مرماهم مجددين العهد مع الحملات المضادة التي كانت ترسل للقحطاني رغم الوجود (السلبي) للمصاب اليكس في الملعب.
وكاد المباركي (7) ثم بركات (9) حسم المباراة لأصحاب الأرض لولا براعة العويض الذي تكفل بوقف انطلاقة الأول وتصدى لتسديدة الثاني قبل ان يشن زملاؤه حملة مضادة انتهت إلى خارج الملعب من قدم الحكمي الذي قام بدور المساعد لياسر القحطاني في حين عاد الودعاني لمساندة الخطوط الخلفية.
الإضافي الثاني
وتهيأت في الحصة الثانية الإضافية فرصة هدف ذهبي قدساوي من قدم ياسر القحطاني الذي وضعه الحكمي بمرتدة الودعاني أمام آل نتيف بيد أن الأخير كان صاحب الكلمة عندما تصدى ببراعة للكرة (18) وأهدر المباركي (22) فرصة أهلاوية أرسلها الجيزاني من الجانب الأيمن غير أن المباركي لم يحسن اللمسة الأخيرة ومنح الدوسري زكريا الهداف بطاقة صفراء لمخاشنته المشعل (23).وكان البديل وليد الجيزاني (25) في مواجهة جديدة مع مرمى القادسية الذي ظل محاصراً من الأهلي لكن تدخل الهداف أنقذ الموقف إلى ضربة ركنية لم تحمل الخطورة عكس تسديدة الحكمي (26) التي اعتلت عارضة الأهلي في أول رد قدساوي.وأهدر المشعل أثمن كرة للأهلي (27) عندما واجه المرمى القدساوي وسدد بيساره إلا ان نجومية العويض رفضت نسبة ال 100% التي كانت تسير مع كرة المشعل لتبقى المباراة على أرض الملعب قائمة وتسجل بطاقة صفراء جديدة بحق البديل المحمدي من الأهلي.
الذهبي للسويد.. يحسمها
ولأن كرة القدم عالم خاص بأحداثه فقد حسم ابراهيم المباراة قبل نهايتها بثوان عندما حول ثابتة عبدالغني برأسه إلى المرمى القدساوي موقفا مغامرة القادسية وناقلاً الأهلي لملاقاة الاتحاد في النهائي وليوقع بصمة نجوميته في المباراة التي حملت كل عنواين الإثارة وتألق طاقمها التحكيمي بقيادة معجب الدوسري وشجاعة القادسية الذي ودع البطولة مع مدربه العجلاني مرفوع الرأس.
|