في ردين متناقضين وردا إلى «العزيزة» أكدت السيدة مشاعل العيسى رفضها المطلق لما أوردته «زينة» وأكدت على أن لا مبرر لقيادة المرأة السعودية للسيارة مهما كانت الظروف، وقالت إن أكثر شيء أثارني في موضوع زينة هو كلمة «شجاعة» وأنا هنا أضع ألف خط على هذه الكلمة، فيما ناقضت رأيها واختلفت معها السيدة سارة محمد بنسبة 180 درجة، وقالت إننا نشاهد النساء في كل مكان فما المانع ان تقود المرأة السيارة وهي متحجبة وإليكم الردود:
ورد في يوم الثلاثاء 19/3/1424هـ مقال بعنوان «امرأة شجاعة تقود السيارة في وادي الدواسر» والعنوان تسبب في أن يكون لي عليك بعض العتب.. بل كل العتب يا عزيزتي الجزيرة.
أما انت يا.. زينة.. لدي لك بعض الحلول.
بالمناسبة زينة هي المرأة المظلومة التي كتبت المقال.. ولكنها «لا شك» لم تكتب العنوان.
عزيزتي الجزيرة..
أكثر شيء أثار حفيظتي كلمة «شجاعة»، هل قيادة المرأة للسيارة شجاعة؟ وهل المعاناة والتعب والشقاء شجاعة؟ هل تغلب المرأة على ظروفها الصعبة بقيادة السيارة يعد شجاعة؟ ما مقاييس الشجاعة؟ ان تتخلى المرأة في هذا البلد عن التدليل والتكريم؟ هل تم اختيار العنوان للإثارة.. لإثارة الانتباه.. أم لاستثارة الموضوع الذي.. يتمنى البعض ان تسنح له الفرصة أي فرصة للظهور؟
العنوان العريض، وهذا الحجم الكبير.. وهذه المساحة اللافتة.. يخلق هذا إيحاءً ما.. إيحاءً.. بأنه من الشجاعة.. قيادة السيارة.
رجال الحسبة
والكلام.. فيه.. ايضاً.. نبرة غضب على رجال «الحسبة».. رجال «الهيئة».
هذه الفئة التي تتحمل غضب من أراد ان يتبع هواه.
هذه الفئة.. التي تتحمل كل النقد وكأنه لا يخطئ سواها.
كل إنسان على وجه الأرض يخطئ لكن الذي يُشهّر بخطئه هو «رجل الهيئة» لا بل يعتبر حرصه.. في غالب الأحيان خطأً.
كلنا نخطئ
أين نحن من العهود الماضية.. كيف كان رجال «الحسبة» لهم هيبة ومكانة..
واليوم.. نتصيد زلاتهم ونضخم اخطاءهم.. وننظر لهم على أنهم معصومون من الخطأ .. ومن الذي عصمه الله من الخطأ.. حتى السلف كانوا يخطئون ، انس «رضي الله عنه» قال: «ليس مِنّا إلا راد أو مردود عليه إلا صاحب هذا القبر» يعني النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهل الوالد اذا ضرب ابنه ومنعه من ارتكاب حماقة.. يعد حاقداً وظالماً.. ومتزمتاً ويُشهر به في كل مكان.
تناقض
أما أنت يا زينة.. فالذي حرضك على الكتابة.. يريدك طُعماً.. ليصطاد في الماء الآسن.
ولعلك.. واتوقع منك انك ربما تفاجأت من عنوان «مظلمتك» واعتقد يا زينة انك لو عرضت مشكلتك على المسؤولين بطريقة خفية.. افضل لك ولعائلتك.. فلقد اسأت لاسرتك ولأخيك كلنا عرفنا ان زينة «قد كان لها أم وقامت هذه الأم برضاعة ابن اخيها».. وقمت بفضح اخيك.. وانه عاق.. ونقلت الحوار الذي دار بينكما.. واسوأ ما في المقال طريقة استجداء العواطف.. وإثارة الشفقة.
وكيف تتناقضين تقولين ان محافظتكم صغيرة وفيها الكثيرات اللاتي يقدن السيارة ثم تقولين ان القوانين الصارمة تمنع قيادة المرأة للسيارة؟
قد تحصلين فيما لو حاولت وكانت ظروفك تستدعي رخصة خاصة «استثنائية» لكن.. معظمنا يريدك استثناء وسراً نظراً وعطفاً على حالك فقط.
ثم تقولين انك ان اتيت بسائق فلا بد لك من محرم، وإذا ذهبت في السيارة لوحدك ألا تحتاجين لمحرم؟! أيهما.. أقل ضرراً.. وجودك مع سائق برفقة ولديك او احدهما او ذهابك لوحدك.. وأنت كثيرة التردد على السوق.
أنت بريئة
زينة.. لقد خدعوك فقالوا: «شجاعة».
ولعلك صدقتِ هذه المقولة وصرت بطلة وغداً سيسطر لك التاريخ هذه «مفخرة».
لكن.. هل نفخر بسنّ السنن السنية.
فمن سَنّ سُنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وأي فساد يحدث فيما لو قُدنا كلنا السيارة وأي حادث تصاب فيه المرأة.. سنلقي باللائمة عليك.
أعلم انك «بريئة» وان عندك معاناة والبعض استغل براءتك كي يبعثوا قضية موءودة..
كثيرات لهن مصلحة من ورائِك يردن ان يصلحن حال واحدة ويفسدن أحوال الملايين.
هذا الحل
اجلبي سائقاً وتغلبي على ظروفك بالصبر والاحتساب والجئي الى الله بالدعاء كي يفرج كربتك.. فوالله لا يهلك مع الدعاء أحد.
وتذكري ان من ترك شيئاً لله فسيعوضه الله خيراً منه. من الواضح انك لا تنوين الخطأ ولا السوء، كلنا.. نلمح ذلك لكنك ستفتحين باباً.. لمن يردن الشر.. ولمن يسعون فساداً ولمن يحببن ان تشيع المنكرات.. وصدقيني انني سأدعو لك منذ اليوم ان يعينكِ وكلنا سندعو لك، اعانك الله يا زينة على تحمل ظروفك.. ورزقك بالزوج الحنون الذي يخلصك من معاناتك.
أختك /مشاعل العيسى
***
عزيزتي الجزيرة:
ببالغ السعادة والفرحة صافحتني صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء الفارط بقصة انسانية جعلتني اتعاطف معها 100% انها قصة السيدة زينة التي لم تطلب «مستحيلاً» بل طلبت رخصة قيادة!.
نعم رخصة قيادة للسيارة وليست رحلة الى سطح القمر!
لقد دغدغت حروفها مشاعري وكلماتها كانت مثل الصدمات الكهرومغناطيسية، التي تتعرض لها بنات حواء كونهن مكسورات الجناح ولا حيلة لهن ولا قوة أمام جبروت الرجال وسطوتهم ونفوذهم وهيمنتهم على كل ما يتعلق بالنصف الآخر من البشر في الوقت الذي أعطاها الإسلام حقوقها والواجبات المطلوبة منها.
هنا اتوقف عند قصة زينة «الحزينة» التي انا متأكدة ان مثلها الآلاف اللاتي تعرضن للظلم والضيم والقهر في ظل ظروفهن الاجتماعية التي لا ترحم فمثلاً هناك «الأرملة» التي ليس لها أبناء وهناك «المطلقة» التي تقف ساعة كاملة تحت اشعة الشمس الحارقة تنتظر سائق ليموزين يوصلها الى مقصدها وهناك المعلمة ووو...؟!
يا سادة ان هناك مئات الآلاف من السائقين الخاصين ومثلهم في سيارات الاجرة ولو نظرنا اليهم من ناحية اقتصادية فإنهم يكلفون عشرات المليارات سنوياً ولو نظرنا اليهم بصفة شرعية فإنه لا يجوز «البتة» ان تخرج امرأة مع رجل دون محرم، وكما يقول الحديث الشريف «ما اجتمع رجل وامرأة إلا الشيطان ثالثهما» هؤلاء هم الذين يوصلون الزوجات والبنات الى أعمالهن والى الأسواق وإلى الأعراس وكل المناسبات الأخرى فأيهما أهون أن تقود المرأة السيارة بنفسها أم تركب مع رجل غريب؟!
إن قصة زينة قد احزنتني وتمنيت ان توجد لها ولأمثالها الحلول المناسبة لمعالجة هذه «القضية» التي اشبعت طرحاً دون ايجاد نتيجة فعّالة وحاسمة بدلاً من الهجوم والاستهجان عليها وعلى أفكارها!
إنها أخيراً «مواطنة» وجدت كل الأبواب مؤصدة أمامها فماذا تفعل؟
سارة محمد
|