يقول محمد منير حجاب في كتابه «الإعلام والتنمية الشاملة» الصادر في القاهرة عام 2001م:
«إن التنمية الشاملة تعني إلى معالجة الفقر وتوفير فرص العمل، ومحو الأمية وتحقيق العدالة الاقتصادية وضمان الحرية في التعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرار، فهي عملية مجتمعية واعية تشمل الجوانب الروحية والذاتية والاقتصادية والبيئية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والبشرية وموجهة لإيجاد تحولات هيكلية تؤدي إلى إطلاق طاقة إنتاجية ذاتية يتحقق بموجبها تزايد منتظم في متوسط إنتاجية الفرد وقدرات المجتمع».
** والحقيقة أن كلمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قبل أيام في مجلس الشورى وما حوته من نقاط تنموية مهمة ووعود بالمزيد من الإصلاحات الشاملة والتطويرية التي تدعم ولا شك منظومة الإنتاج العام والتفاعل في الوطن..
وكذلك دعوة سمو ولي العهد - حفظه الله - إلى تحويل كلمة خادم الحرمين الشريفين إلى برنامج عمل حكومي تنفيذي.
وما تضمنته إجابات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأحد الماضي والمتضمنة أيضاً وعوداً بتطوير أداء أجهزة الأمن وتطوير أداء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
كل هذه الكلمات وغيرها من الإجراءات التي شهدناها هذا العام بدءاًً من معالجة الفقر والاهتمام بالسعودة ورعاية حريات الإعلام.. هي ولا شك مؤشر إيجابي على نظرة عالية الحس لمفهوم التنمية.
ولعل توسيع المشاركة الشعبية يعد تحولاً مهماً ومطلباً ملحاً في هذه المرحلة.
فتطور بنية المجتمع الفكرية يفرض الآن ويهيىء الفرصة السانحة لإشراك فئاته بصنع القرار لتنمية حسِّه الوطني وتحميله مسئولياته تجاه قراراته واختياراته.. ودفع الإحساس بالتهميش وعدم المشاركة التي تتمثَّل في الفصل بين أصحاب القرار في المؤسسات وبين فئات المستفيدين منها.
وأعتقد أن المشاركة الشعبية بدأها فعلياً وزير المياه والكهرباء د.غازي القصيبي في توزيعه على المستفيدين من الكهرباء استفتاءً حول تحويل تسديد الفواتير إلى متوسط شهري لمعدل الإنفاق السنوي لكل أسرة أو مؤسسة..
** والإشراك الشعبي سيتجلَّى أكثر في تأسيس هيئات وجمعيات ولعل أهم ما نحتاجه تفعيل دور مجالس المناطق ومجلس الشورى وما يتصل بهما.. وكذلك توسيع المشاركة في نوعية الخدمات وطرح الرؤى العامة والخاصة في كل الشئون المتصلة بالمواطن عبر قنوات تكفل إيصال صوت الشعب ومشاركته الفعلية في كل ما يخصُّه...
** لنا وطن يستحق منَّا رباطة جأش وجهداً دؤوباً لتكامل معنى التنمية والتعاضد لتحقيق مقاصدها التي تثبت أقدامنا أكثر وتوصل رسالتنا بشكل أقوى.
| 
