حوار : عبدالله الذيب
حوادث التفجيرات التي حدثت في الرياض مؤخراً هزت العالم الإسلامي لبشاعتها وطريقة تنفيذها فالمسلم المتبع لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعيد كل البعد عن مثل هذه العمليات الانتحارية التي لم تعد تميز بين صغير وكبير ولا رجال ونساء او مسلم وغير مسلم هدفهم اصبح واضحا للناس كافة وهو التخريب والدمار وارهاب الآمنين وقتل انفس حرم الله قتلها بغير وجه حق وفي الحقيقة لابد ان يناقش المسؤولون في شتى المجالات الامنية والثقافية والتعليمية والاعلامية مشكلة هذا الفكر الضال من جميع جوانبه والطرق التي يتم فيها نشر هذا الفكر الدخيل على الاسلام والمتلبس بغطاء الدين للسيطرة على عقول الشباب المندفعين والبعيدين عن النهج الاسلامي الصحيح.
وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحاصل على درجة الماجستير من اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية في تخصص الادارة الامنية قد اخذ العديد من الصفات الكريمة من والده حفظه الله ومن اهمها الصبر والحكمة وعدم التسرع في اتخاذ القرارات وهو من المتابعين للاحداث العالمية والمحلية.
الجزيرة التقت بسموه واجاب على تساؤلاتها بكل رحابة صدر فماذا قال:
غلو
* بؤر الارهاب والدمار تأتي دوماً من غلو بعض من ينتسبون للدين وهم يشكلون اكبر ازمة في تصوير وعي زائف عن الاسلام - كيف يمكن تصحيح ما شوه عن الاسلام؟
- ان هذا الغلو ليس بجديد على هذه الامة فقد شخص النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشريحة ايما تشخيص حينما وصف حالهم «الخوارج» فهم اهل عبادة وصلاة ولكن يمرق احدهم من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، وبيان الوسطية الذي اختصت به هذه الامة {$ّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ $ّسّطْا} بين غلو الغالين وتفريط المفرطين هو المنهج الذي ينبغي ان يؤصل وتعاد صياغته ليعلم الناس كنه هذا الدين وسماحته فليس في الاسلام سراديب وكهوف للعمل السري الذي يدعي اربابه انهم يذودون عن الدين ويرتكبون المحرمات باراقة الدماء وازهاق الانفس وزعزعة الامن واثارة الفتن والقلاقل.
فوضى
* منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الى الآن والمملكة لم تحد عن ثباتها في تحكيم شرع الله. ترى هل ثمة ايد خارجية تغذي هؤلاء المتطرفين لتشويه صورة بلادنا؟
- ان الموتورين الذين يسوؤهم ان نعيش بأمن وامان في ظل تحكيم شريعة الرحمن يخططون لاشاعة الفوضى في بلادنا، وبلادنا شجرة وارفة الظلال يانعة الثمار اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها باذن ربها ولا تبخل بمد يد العون والمساعدة لكل محتاج دون منة. فوجدوا بغيتهم في فئة مهيأة لقبول هذه الافكار الملوثة من بعض ابناء هذا البلد فاستدرجتهم لينسلخوا من دينهم وبرروا لهم القتل والترويع ليظل اولئك الخونة المخططون بمنآى عنهم ولكن انا لهم الفرار وسيأتي اليوم الذي ينالون جزاءهم ان في الدنيا ذلاً وخزياً وعاراً وان في الاخرة عذاباً وبؤساً وندامة.
* كيف تقرأون احداث الحادي عشر من ربيع الاول والتي حدثت شرق العاصمة امنياً وهل تعتقدون ان هناك من سهل لهؤلاء افعالهم المجرمة؟
- ان هذه الشرذمة تعمل في الظلام ولا اعتقد ان مسلماً خالط الايمان سويداء قلبه يرضى ان يسهل لهم فعلتهم ألا تعلم ان مسلماً قتل في التفجير وهو يصلي حيث امطره المجرمون بوابل من الرصاص وهم يرونه راكعاً ساجداً اي دين هذا الذي يبيح لهم القتل وسيقف هذا المسلم المغدور وغيره امام الله ليحاج هؤلاء، فما هو الذنب الذي اقترفه فدم المسلم غال، والذمي المستأمن الذي دخل بلاد المسلمين بعهد وعقد من ولي الامر سيقف امام الله ليطالب بحقه ممن غدر به دون ذنب او جريرة.
منبوذ
قال سمو الامير وزير الداخلية، ان كل متعاطف او مبرر لافعال الجناة سيتعرض للاعتقال كيف تصفون هذا وهل نجد من اهلنا من يدعم مثل هذا التوجه الدموي؟
في اعتقادي ان الضرب بيد من حديد لمعتنقي هذا الفكر الذين لم يجد معهم حوار او نقاش هو من انجع الوسائل لوأد هذا الحمل السفاح قبل تشكله وتكوينه والعاقل من اهلنا لا يدعم هذا الفكر لانه فكر مرفوض ومنبوذ.
* لوحظ في الاونة الاخيرة تطاول بعض الصحفيين ورسامي الكاركتير في صحفنا المحلية على العلماء والملتزمين بل تعداها بعضهم للقدح في رجال هيئات الامر بالمعروف ماهو رد سموكم الكريم على مثل هؤلاء الصحفيين؟
- اقول لهم لا تشعلوا الفتنة والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ان هذه البلاد لها خصوصية بتحكيمها شريعة الله وهي محط انظار المسلمين في مشارق الارض ومغاربها واني لاستغرب من هذا التوجه الذي لا يفرق بين فكر ضال مرفوض من جميع الشرائع والاديان وبين دين ارتضيناه لنا حكماً في حياتنا ولا ازيد على ما تفضل به سمو سيدي وزير الداخلية بأن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باقية في هذه البلاد ما ظل الاسلام باقياً فيها.
الانترنت
* الانترنت والساحات السياسية ومنتديات الانترنت اصبحت مرتعاً خصباً لنشر الفكر الضال والتكفيري لولاة الامر وعلماء الامة مما يؤثر في قلوب ضعفاء النفوس من شبابنا ماهو توجيه سموكم لابناء واولياء امر الشباب لتوجيه ابناءهم في الاستخدام الامثل للانترنت؟
- دعني اولا اوجه ندائي لاخواني الشباب فهم امل الامة الواعد وغدها المشرق وبناة نهضتها اقول لهم كل منكم يحمل املا في غد آمن لا تنغصه اكدار الحروب، كل منكم يحمل املاً في تكوين اسرة مستقرة وهذا لا يتأتى باعتناق مثل هذا الفكر الضال المنحرف الا تريدون الله والدار الاخرة ان منهج الوسطية الذي نطالب دوماً بتحقيقه في حياتنا ينص على اننا لا نكفر احداً من اهل القبلة بذنب مالم يستحله، وهذا الفكر خلل عقائدي احذروا من الوقوع فيه فهو نفق مظلم يهوي بكم في واد من التيه سحيق.
وللاباء الافاضل اقول انتبهوا لابنائكم فأغلى ثروة يمتلكها المرء في حياته هم ابناؤه تابعوهم ولاحظوا مع من يذهبون واي فكر يحملون حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
رسالة
* لقد تابعت محاضرة الشيخ سعد البريك على شاشة التلفزيون السعودي وكان لها اثر بالغ في ايصال الرسالة الاعلامية والتوجيه السليم للشباب لمعرفة الاسلام الحقيقي وانه دين يرفض التطرف والارهاب بأشكاله المختلفة. فما هو رأي سموكم في مثل هذه المحاضرات لو كثفت لتوجيه الشباب التوجيه السليم لمعرفة الدين وعدم القدح في ولاة الامر وعلماء الامة؟
نعم مثل هذه المحاضرة وغيرها لعلمائنا ودعاتنا ممن لديهم اطلاع واسع على خلفية هذا الفكر ومعرفة تضاريسه من اهم اسباب كشف الزيوف عن هذا الفكر الضال وعلى العلماء والدعاة جهد مضاعف ليقفوا سداً منيعاً امام هذه الافكار الشوهاء، وبحمد الله نحن مطمئنون لان هذا الفكر لا يملك مقومات البقاء فالذين يحملونه شرذمة سيكشف القناع عنهم ولا يملكون المرجعية الشرعية التي تستند الى دليل لاقامة ومواصلة هذا الفكر.
* اترك لسموكم كلمة اخيرة تقولونها لصحيفة الجزيرة وقرائها؟
اشكر لكم حرصكم واهتمامكم بهذا الجانب الفكري والعقائدي الذي يحتاج الى منبر اعلامي لايضاح الحق فيه وبيان خطر الباطل وتعرية اهله ومعتنقيه.
|