الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدينة الرياض والتي أودت بحياة أبرياء واستهدفت زعزعة استقرار الوطن واجتماعه واقتصاده، كشفت عن جانب وضيء مهم مركوز وعلى نحو أصيل في الوجدان السعودي الفردي والجماعي،. هذا الجانب هو حب هذا الوطن العزيز والاستعداد لدفع الغالي والنفيس لحماية تماسكه ووحدته والذود عن ترابه من جميع أنواع الاعتداء والضرب.
والواقع أن ما من أحد من أبناء هذا البلد الآمن بإذن الله، أو من المقيمين فيه يغفل حجم الجهود المضنية التي يبذلها ولاة الأمر وفي كل الأصعدة لتوفير أقصى قدر من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والأمني لإنسانه وجماعاته والسهر على راحتهم وسعادتهم، كما أن تلك الجهود انعكست تماماً في الإقبال المتزايد على العمل داخل هذا البلد والسعي لتنميته والارتقاء بإنسانه وذلك من قبل جميع الأجناس بمختلف ألسنتهم وثقافاتهم انطلاقا رشيداً من آصرة الدين الإسلامي الحنيف ومن لحمة الإنسانية في تلاطفها وتعاضدها.
على أن التوجه الذي بدأ بالبروز من بعض فئة محسوبة على نسيجنا الاجتماعي والثقافي المعروف بنبذه ورفضه الصريح لجميع مظاهر العنف والغلو في التفكير والتنفير وعلى الرغم من أنه في مهده الأول إلا أنه يحتاج لبذل جهد مضاعف دينيا واقتصادياً ونفسياً بحيث يصار إلى لجمه ومنع تفشيه على نحو أكبر، ومن هنا فإننا في القطاع الخاص وبجميع مجالات عمله نعلن استعدادنا التام والسريع للمساهمة في أي برنامج وطني تتداعى إليه قطاعاتنا الوطنية المعنية.
ومن المؤكد أن ولاة الأمر حفظهم الله يثقون كما نثق,في أن المملكة ستتجاوز هذه الأحداث وهي أكثر منعة وقوة.. لأننا في أعماق وعينا ندرك تماماً مخاطر الانزلاق في خضم هذه الأفعال المشينة، كما أن رصيدنا القيمي ومقومات وجودنا الاقتصادي والاجتماعي ستحمي هذا البلد - بإذن الله - من كل فكر منحرف ,ضال ومضل، على أنني أرى مكاسبنا من وراء ذلك ستكون عديدة مديدة بإذن الله لأن يقظتنا الآن في أكمل أحوالها، كما أن تضامننا هو الأخر في محل تمامه،. فالجميع يولون قبلة واحدة ويتحدون لهدف واحد،
(*) رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
|