* الرياض سلطان المواش:
أوضح وكيل كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية للدراسات العليا والبحث العلمي بكلية الطب البيطري بالأحساء د. خالد البوسعدة بانه تم مناقشة رسالة ماجستير والتي تقدم بها الطبيب البيطري حسين العبدالله وذلك عن الالتهاب بضرع الأبقار المفطوري.
وأشار الدكتور البوسعدة ان هذه الدراسة إكلينيكية وتعتبر مرضية وبائية وبكتيرية في مزارع الألبان الكبرى بالمملكة.
تدني الإنتاجية
وأضاف الدكتور وكيل كلية الطب البيطري في حديثه ان البحث كان عطاء علمياً متميزاً لتعلقه بما يجري في دولتنا الحبيبة وبما يواكب نموها وتقدمها وتوجيهاتها الاقتصادية. هذا العطاء هو جزء من عطاء كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية وهو رافد من روافد برامج الدراسات العليا في جامعتنا الشامخة، إن هذا العطاء تميز بدراسة عميقة في مجال ذي أهمية كبيرة لصناعة الألبان في المملكة وهو مكافحة الأمراض التي تصيب الأبقار الحلوب مما يؤدي إلى تدني الإنتاجية كماً وجودة وربما فقدانها كلياً وما يترتب على ذلك من آثار سلبية مباشرة على اقتصاديات هذه الصناعة في المملكة قد تقعد بها عن الانطلاق إلى آفاق التقدم المنشود ومجالات التطور المرتقب.وقال الوكيل ان من أهم الأمراض التي تقض مضاجع المسؤولين عن صحة القطيع في مزارع الألبان مرض التهاب الضرع الذي يستهدف العضو الأهم في البقرة الحلوب. وموضوع البحث الذي تقدم به الطالب عبارة عن دراسة ناضجة لمرض التهاب الضرع الذي تسببه جراثيم المفطورة والتي تعتبر من أصغر الجراثيم حجماً إلا أنها أشدها خطورة عندما تصيب الضرع مسببة التهاباً حاداً إذا لم تتم معالجته، قد يؤدي إلى تليف أنسجة الضرع وإتلافها مما يستلزم استئصال الضرع كلياً أو جزئياً أو التخلص من البقرة المنتجة وهي في قمة إنتاجيتها.
في مزارع كبرى بالمملكة
ومن الجدير بالذكر ان هذه الدراسة أنجزت في واحدة من مزارع الألبان الكبرى في المملكة العربية السعودية ونسبة لأهمية المرض، فان الدراسة هدفت إلى الأمور الهامة التالية:
مسح معدل انتشار المرض في منطقة البحث.
عزل وتصنيف أنواع المفطورة من الحالات المرضية باستخدام طرق العزل والاختبارات الكيميائية الحيوية المختلفة.
عزل أنواع البكتيريا الأخرى من الحالات وتقييم دورها في نسبة الآفات المرضية.
دراسة الصفة المرضية التشريحية لآفات المفطورة في ضرع الأبقار المصابة.
إجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية على أنواع المفطورة التي يتم عزلها.
تقديم النصائح والمقترحات لسبل التحكم في المرض.
وعرج الوكيل للطب البيطري انه بالنظر إلى تلك الأهداف يبدو واضحاً للعيان طبيعة هذه الدراسة التطبيقية ونؤكد على ذلك أكثر بإلقاء الضوء على أهم النتائج التي قادت إليها الدراسة فقد أثبت البحث ان عينات الحليب المجمعة في الخزان مناسبة لإجراء مسح لمرض التهاب الضرع المفطوري في مزارع الألبان وذلك باستزراع العينات مرة كل أسبوع على الأقل لمراقبة ظهور المرض.
استخدام بعض الصبغات
وبعد الاستزراع وظهور مستعمرات المفطورة من الأفضل استخدام بعض الصبغات والاختبارات المعينة حتى يتم التفريق سريعاً بين جنس المفطورة والأجناس الأخرى المشابهة في حال تفشي المرض في المزرعة، عند الكشف الإكلينيكي على الأبقار المصابة، ثبت إنها تعاني من الالتهاب الحاد الشديد في الضرع وأثر المرض على الحالة الفيزيائية للحليب وتدنت الإنتاجية بصورة حادة جدا، وقد كانت أعلى نسبة للإصابة بالمفطورة في أثناء فصل الصيف بينما سجلت أغلب الإصابات في مناطق أوروبا وأمريكا في الشتاء، وبين الباحث ان السبب هو استخدام طرق التبريد بالرش في الصيف مما يؤدي إلى ازدياد الرطوبة النسبية، وكذلك ظهر جلياً أن الحيوانات في فترة الإدرار الأولى بعد الولادة أكثر عرضة للإصابة بالمرض وعليه فان عينات الحليب من تلك الحيوانات قد تكون مهمة للكشف عن الأبقار المصابة أو الحاملة للمرض.
وبين الباحث ان هناك عوامل وأسباباً علمية ساعدت على ذلك وهي عوامل الضغط على الحيوان المتمثلة في إجهاد الحمل والولادة والمعروف ان جراثيم المفطورة قد تكون موجودة في الرئتين والغدد الليمفاوية ومنها تنتقل للضرع مسببة للمرض. وكذلك فان الآثار المثبطة لجهاز المناعة أدت الى تدني تركيز الأجسام المضادة التي اكسبتها البقرة من الأم أو من عدوى سابقة، وعلاوة على ذلك فان بداية إنتاج الحليب وتأقلم أجهزة الجسم مع ذلك يسبب أجهادا يزداد مع زيادة الإنتاج ويجعل الجسم عرضة للإصابة.وأخيراً اختلاط هذه الحيوانات في فترة الإدرار الأولى والأبقار عالية الإنتاج هي أكثر عرضة للإصابة مما يؤدي الى نقص أو فقدان الإنتاجية في الأبقار وهي في قمة عطائها.ولبيان مدى تأثير هذه الحالة على مزارع الألبان فقد قدرت الخسائر الناجمة عن التخلص من الأبقار الحلوب فقط في إحدى المزارع بالمملكة بحوالي اثنين ونصف مليون ريال في العام هذا عدا الخسائر الأخرى، وهذه تشكل معضلة اقتصادية لمنتجي الألبان لأن نقص أو عدم إنتاج بعض الأبقار للحليب بالإضافة الى هدر الوقت في انتظار عملية إحلال لهذه الأبقار بأخريات جديدة والتكاليف المادية واستنزاف الجهود البشرية ولذلك فان هذه الدراسة لها فوائد محسوسة في حل المشاكل الصحية التي تواجه صناعة الألبان.وانبثاقاً من خطط الجامعة في دعم الروابط مع التقدم التنموي في المملكة وثقت صلتها بميادين العمل في تخصصاتها مثل هذا القطاع الإنتاجي الهام حتى تسهم الجامعة بفاعلية في حل مشاكله لينطلق بقوة لممارسة الدور المنوط به في دعم الاقتصاد الوطني ونظراً لأهمية هذا المشروع في النواحي العلمية والتطبيقية فقد وافقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على دعمه مادياً وفي ذلك توطيد للعلاقة بين الكلية والمدينة لما فيه خير الوطن.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في ملامستها لميدان العمل ومعالجتها لمشكلة هامة في قطاع صناعة وإنتاج الألبان على الصعيد العالمي.
وأشار وكيل كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية للدراسات العليا والبحث العلمي د. خالد البوسعدة بان هذا البحث الذي تقدمه كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية تميز بعمق وجدية الدراسة وهذا هو الدور المناط بها ومن الجدير بالذكر ان لجنة مناقشة الرسالة شملت أساتدة متخصصين في هذا المجال.
|