* بغداد - باتريك تيللر- إدموند أندريو:
يمثل وصول بريمر الى بغداد نقطة تحول في الجهود الأمريكية الرامية الى ضمان تحقيق السلام والامان وكان الرئيس الأمريكي بوش قد عين بريمر ليكون المسئول الاداري الاعلى في العراق بدلا من الليفيتنانت جنرال الأمريكي المتقاعد جي جارنر الذي كان قد وصل الى بغداد في الحادى والعشرين من ابريل للاشراف على الجهود الأمريكية التي تهدف الى استعادة الخدمات في العراق في اسرع وقت ممكن وكان جارنر قد وعد فور وصوله الى بغداد بأن الامريكيين لن يطيلوا امد بقائهم في العراق.
الخطر الماثل
وتشهد بغداد والكثير من المناطق العراقية وضعا يتسم بالاضطراب حيث عادت بغداد تشهد مجددا عمليات اطلاق نار كل ساعة تقريبا وقال مسئول أمريكي: «من المحتمل ان ينفجر الوضع في وجهنا مالم نتخذ اجراء ما في المستقبل القريب».
وكانت سحب الدخان قد ارتقعت الى عنان السماء في بغداد في الوقت الذي اشعل فيه اللصوص النار في مركز سابق للاتصالات الهاتفية بالمدينة فيما يبدو انه محاولة من جانبهم لجذب الانتباه بعيدا عن لصوص اخرين حاولوا سرقة سيارات بالقرب من المكان وعلى الجانب الاخر من المدينة تدفق مئات من اللصوص - الذين يجوبون شوارع المدينة يوميا - على قصر سابق لصدام حسين بعد قرار الوحدات العسكرية الأمريكية اخلاءه وكان المجرمون يطلقون النار بعضهم على بعض وفق ماذكره المسئولون بينما شرعت العائلات العراقية في الانتقام من الذين الحقوابهم الضرر في الماضي بل لجأ بعض العراقيين الى تصويب نار بنادقهم الى القوات الأمريكية.
بودين والعسكريون
ويعترف الامريكيون ان عملية استعادة النظام والادارة المدنية في العراق كانت مروعة منذ البداية أكثر مما كانوا يخططون له حيث لا توجد حتى الآن قوة شرطة فاعلة في بغداد بعد مرور شهر من عملية الاعمار في الوقت الذي اعترف فيه زملاء بودين بوجود الكثير من المشاكل في وقت مبكر من مهمته وأنها اصطدمت مرارا وتكرارا مع القادة العسكريين ازاء الخطوات الجذرية التي كانت تعتقد انها ضرورية لاستعادة النظام.
وقال مسئول بفريق جارنر: «لقد اعترفوا بان النظام العام قد انهار بشكل اكثرخطورة مما كانوا يتوقعون» وفيما يتعلق بالمسئولة بودين قال احد زملائها «انه ليس خطأها بالطبع.. لوانك ظللت توجه الاتهامات للناس فانك لن تكون مألوفا جدا» وقد اصرت بودين على الاستعانة باكثرمن خمسين مترجما بارزا لموظفي جارنر حتى يمكنهم التفاعل مع العراقيين والاتصال بهم وقال مسئول اخر ان الدعم اللغوى لا يزال حتى الآن نقطة مؤلمة.
عقبة الأمن
واشار المسئولون إلى ان الأمن كان - منذ بداية الحرب في مارس العقبة الرئيسية امام مهمة جارنر حيث يعيش فريق عمله في عزلة وراء اسوار شائكة ومواقع تطل منها المدافع الرشاشة في القصر الجمهوري الخاص بصدام حسين،
ورفضت توتويللر - المخضرمة في تقديم الاستشارات في العلاقات العامة منذايام عملها مع وزير الخارجية الأمريكي الاسبق جيمس بيكر - لقاء الصحفيين في بغداد وقال مسئول: «كان السؤال المطروح يدورحول من هوالمسئول» واصدر الليفتنانت جنرال ديفيد مكيرنان - قائد القوات البرية التابعة للتحالف - مرسوما يفيد بانه يمثل السلطة النهائية في البلاد.
واصاب رحيل بودين من العراق مسئولين كثيرين بالدهشة فيما يبدو ان هذا الاجراء يعكس نفوذ بريمرحيث قال مسئول ان الشكوك تساور بريمر منذ امد طويل ازاء تعيين بودين في منصبها مشيرا الى انه لم يتضح بعد ما اذا كانت هذه الشكوك ترجع الى كونها سفيرة سابقة في اليمن ام الى امور اخرى وقال مسئول: «ليست تلك الخطة الاصلية » مشيرا الى ان وزارة الخارجية بذلت جهدا كبيرامن اجل تعيينها في هذا المنصب.
الاسابيع الحاسمة
وقال مايكل كورتيز المتحدث باسم بول نيلسون مفوض المساعدات الانسانية في الاتحاد الأوروبي: «لم يكن من المفترض ان تكون تلك فترة ازعاج مدتها اسبوعان أو ثلاثة.. ان الاسابيع القادمة سوف تكون حاسمة في عملية العودة الى ممارسة نوع من النشاط كالمعتاد «وكان نيلسون قد زار بغداد الاسبوع الماضي حيث لاحظ ان النقص في المواد الغذائية والادوية والخدمات الاساسية لم يصل بعد الى حد الازمة ولكنه اشار الى ان هناك «خطرا حقيقيا» من تدهور الوضع بصورةمثيرة مالم تتحسن حالة الأمن.
«هيرالد تريبيون»
|