* القدس - غزة - واشنطن - الوكالات:
ربطت إسرائيل ضمناً أمس الجمعة بين عقد قمة أمريكية- فلسطينية- إسرائيلية حول السلام في الشرق الاوسط بحصولها على ضمانات من واشنطن بشأن «خريطة الطريق» وزعم مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ان الشروط لعقد القمة لن تتوافر في غياب ضمانات أمريكية تأخذ في الاعتبار ملاحظات إسرائيل على «خريطة الطريق» وهي خطة السلام بين الفلسطينيين الإسرائيليين.
وأضاف المسؤول من دون رسالة ضمانات أمريكية من غير الممكن الموافقة على «خريطة الطريق» من جانب الحكومة والرأي العام في إسرائيل معتبرا ان بلاده قد تحصل في الايام المقبلة على مثل هذه الضمانات بعد سلسلة من الاتصالات مع واشنطن.
ويلمح المسؤول الإسرائيلي بذلك الى احتمال عقد قمة بين الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيسي الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس.
وقال مسؤولون في الادارة الامريكية الخميس ان بوش يفكر في زيارة مصر لعقد قمة حول السلام في الشرق الاوسط بعد قمة مجموعة الثماني التي تستمر من الاول الى الثالث من حزيران/ يونيو في افيان (فرنسا)، وقد يلتقي شارون وعباس في شرم الشيخ على البحر الاحمر.
ولم يستبعد مصدر دبلوماسي في إسرائيل عقد قمة في جنيف قرب مدينة افيان الفرنسية.
وتنص «خريطة الطريق» خصوصاً على وقف أعمال العنف وتجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005 وقد شدد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الجمعة على أهمية استمرار الاتصالات واللقاءات الفلسطينية الامريكية من أجل تنفيذ خطة خارطة الطريق، مشيراً في الوقت نفسه الى عدم وجود ضغوط امريكية كافية على إسرائيل للموافقة عليها.
وقال أبو ردينة: ان الاتصالات الفلسطينية الامريكية مستمرة وكان آخرها لقاء سلام فياض وزير المالية مع الرئيس الامريكي جورج بوش ومستشارة الامن القومي (كوندوليزا رايس) وهي لقاءات مهمة جدا. لكن الاهم هو تنفيذ خارطة الطريق على الارض ووقف العدوان الإسرائيلي.
وأكد أبو ردينة انه لا توجد حتى الآن اية خطوة جدية لتطبيق خارطة الطريق في اشارة الى عدم وجود ضغوطات كافية من قبل الادارة الامريكية على إسرائيل.
وأوضح ان مصداقية وجدية اللجنة الرباعية خصوصاً الادارة الامريكية تتوقف على مدى تطبيق هذه الخطة، مشيراً الى ان إسرائيل نجحت حتى الآن في تعطيل تنفيذها عبر التهرب والمماطلة بعدم اعطاء الموافقة عليها بالرغم من الجهود الدولية.
وفيما يتعلق بلقاء محتمل بين محمود عباس (أبو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني والرئيس الامريكي قال نبيل أبو ردينة إنه لا يوجد اي جديد بهذا الشأن أو حول الموعد والمكان. ونفي نبيل أبو ردينة المزاعم الإسرائيلية بان الرئيس عرفات متورط في تهريب أسلحة من حزب الله في لبنان الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال أبو ردينة ان المزاعم الإسرائيلية تهدف إلى التهرب من تنفيذ خارطة الطريق وباقى الاتفاقات.
وكانت سلطات الامن في إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق ان سلاح البحرية الإسرائيلي اعترض سفينة صيد محملة بالاسلحة أثناء ابحارها في المياه الدولية قادمة من بيروت باتجاه قطاع غزة.
وادعت السلطات الإسرائيلية ان السفينة كان على متنها كميات كبيرة من الاسلحة والوسائل القتالية والعتاد الحربي ومواد إرشادية حول كيفية تحضير واعداد العبوات الناسفة والاحزمة المتفجرة.
من جهة أخرى أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي نسف أمس الجمعة في الضفة الغربية منزل عائلة شابة فلسطينية نفذت الاثنين عملية فدائية في شمال إسرائيل.
ومن جهة أخرى أوقف الجنود الإسرائيليون فجرا 21 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم 16 في منطقة جنين اثر عملية توغل على ما أفادت مصادر فلسطينية.
وهدم الجيش في بلدة طوباس القريبة من جنين منزل عائلة هبة عازم سعيد دراغمة (19 عاما) المؤلف من طابقين والذي يقيم فيه 13 شخصا وفق مصادر أمنية فلسطينية.
وكانت العملية التي نفذت في مدينة العفولة وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى مسؤوليتهما عنها اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى فضلا عن المنفذة وهي طالبة ادب انكليزي.
من ناحية أخرى أكد أبو مازن التزامه باستمرار الحوار مع المعارضة من اجل الوصول الى تفاهم على أساس ما جاء في بيان الحكومة مع الاصرار على ان الاقتتال الداخلي هو خط أحمر واضح.
وأكد أبو مازن على انه توجد سلطة واحدة تحكم من خلال سيادة القانون بكافة جوانبه وأدواته، وتابع انه أكد لقادة حماس ان جميع الفصائل السياسية لها الحرية بالتعبير ديمقراطيا عن آرائها السياسية في القانون والتعددية السياسية وليس الامنية.
وأوضح انه تم الاتفاق على استمرار اللقاءات والحوار.وأبلغت حركة المقاومة الاسلامية حماس رئيس الوزراء الفلسطيني خلال اللقاء في مكتبه بغزة انها على استعداد لوقف العمليات حال اوقفت إسرائيل قتل المدنيين.من جهته أكد الرنتيسي للصحافيين انه تم الاتفاق مع أبو مازن على مواصلة اللقاءات والنقاشات.
وأضاف ان أبو مازن شرح في اللقاء الوضع السياسي والداخلي وتحدث عن رؤية شاملة عن مجمل الاوضاع.
ومن جهة أخرى قال وزير الثقافة زياد أبو عمرو في الحكومة الفلسطينية الذي شارك في الاجتماع تم التأكيد في اللقاء على انتهاج أسلوب الحوار في كل الامور والمعاملات، ووصف أبو عمرو اللقاء بأنه يشكل انطلاقة جدية لحوار وطني شامل من أجل تقوية الوضع الداخلي.
|