رغم زيارة باول وتصويت باريس لصالح المشروع الأمريكي حول العراق
التوتر الفرنسي الأمريكي على حاله

* باريس رويترز:
أشار وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى ان العلاقات الامريكية الفرنسية ربما تبقى متوترة رغم اتخاذ فرنسا خطوة في الاتجاه الصحيح بموافقتها على قرار يرفع عقوبات الامم المتحدة عن العراق.
وأصبح باول أكبر مسؤول أمريكي يزور فرنسا عندما وصل الخميس باريس لاول مرة منذ ان أثارت باريس غضب واشنطن بمعارضتها الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق.
وقال الوزير الامريكي انه سيمر وقت قبل ان تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها مشيرا الى ان وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» تقلص بعض الانشطة العسكرية المشتركة.
وتبذل فرنسا محاولات لاصلاح الروابط أبرزها موافقتها يوم الخميس على قرار ساندته الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي ينهي عقوبات الامم المتحدة المفروضة على العراق منذ عام 1990 ويعطي الولايات المتحدة وبريطانيا سلطة واسعة لحكم البلاد.
وقال باول: انها خطوة في الاتجاه الصحيح... لكن هل تعني ان خلافات الماضي أصبحت في طي النسيان تماما.. لا. ومن جانبه لم يخف وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان رغبة فرنسا في نسيان الماضي.
وقال فيلبان في مؤتمر صحفي منفصل: أفضل علاج الان هو العمل. رغبة فرنسا الاساسية الان هي التطلع الى المستقبل ومعالجة التحديات التي تواجه العالم.
وقال باول انه واثق ان العلاقات بين البلدين ستتغلب على الخلافات لكنه لمح الى استمرار مشاعر الاستياء في بعض أوساط الحكومة الامريكية وبصفة خاصة البنتاجون.
وفي واشنطن قالت وزارة الدفاع الامريكية انه لم يتم توجيه دعوة الى فرنسا للمشاركة في تدريبات جوية دولية يطلق عليها العلم الاحمر سيستضيفها السلاح الجوي الامريكي العام القادم في قاعدة نليس الجوية في نيفادا.
ونفى مسؤولون أمريكيون ان يكون هذا عقابا للجيش الفرنسي على موقف حكومته بشأن العراق لكنهم أوضحوا ان البنتاجون قلق من انه لا يمكنه ان يعوِّل على المشاركة الفرنسية في «العمليات» في المستقبل.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أبلغ البنتاجون فرنسا ان واشنطن ستقيد مشاركتها في معرض باريس الجوي الذي سيقام الشهر القادم، ولن يحضر المعرض أي جنرالات أمريكيين وستعرض الطائرات الحربية الامريكية على الارض ولن تقوم بأي استعراضات جوية.
وقال باول ان موقف البنتاجون لا يعكس سياسة عامة للادارة بل يعكس حقيقة ان البنتاجون يريد مراجعة انواع ومستويات أنشطته المتعددة مع فرنسا والدول الأخرى.
وفي علامة على ان الولايات المتحدة تبقي على علاقات عمل روتينية مع فرنسا أجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك اتصالا هاتفيا بالرئيس الامريكي جورج بوش يوم الخميس لمناقشة قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في الفترة من الاول الى الثالث من يونيو/ حزيران في منتجع افيان بفرنسا.
ولقاء باول مع نظيره الفرنسي على افطار عمل امس الجمعة من المعتقد انه المحادثات الثنائية الوحيدة في برنامج زيارته لباريس حيث سيحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني للاعداد لقمة افيان.