الكثيرون يجهلون كيفية قضاء أيام عطلهم واجازاتهم فهذه الفترات الضائعة سدى، يمكن أن تستغل، ويستفاد فيها أضعاف ما يستفيده الشخص العادي أثناء تأديته لعمله أو عند التفرغ لمشاغله، ولكن رغم هذه الحقيقة نجد أن الكثيرين من الناس بجانب اضاعتهم سدى، لهذه الفترات الثمينة من أعمارهم، أيضاً لا يحسنون كيفية تمضيتها بالراحة أو الاستجمام الصحيح.
فالمشكلة اذن هي مسألة كيفية وليست كمية، وذلك يعود إلى الترابط الوثيق ما بين الاستجمام من جهة، وبين ما يدور في خلد الانسان من وساوس وهواجس واضطرابات نفسية من الجهة الأخرى وعندما يتوازن هذا الترابط، عندئذ يشعر المرء بالانتعاش والنشاط بعد كل فترة يقضيها بالراحة والاستجمام.
فالانسان الطبيعي، يستطيع أن يأخذ قسطه من الراحة أثناء نومه، ومن خلال الفترات المتقطعة من نهاره أثناء تأديته لعمله كل يوم، مهما كان نوع ذلك العمل، يتصف بالتعب والمشقة.
فنظرة خاطفة على سير أعاظم الرجال، نجد أن مفهومياتهم نحو أوقات الفراغ تختلف من مفهوميات الأشخاص العاديين الجامدي التفكير إذ تتميز أوقات فراغهم بأكثر الأيام عملاً واجتهاداً.
فقد خطط «نابليون» قبل أن يصبح امبراطوراً، تخطيط فتح القارة الأوروبية في يوم من أيام عطله، وكتب «مارك توين» الكاتب الأمريكي الشهير، أهم قصصه في أيام اجازة كان يقضيها، واخترع «آدسون» المصباح الكهربائي في فترة من فترات الراحة، بعد عمل شاق طويل قضاه في معمله واكتشف «نيوتن» قانون الجاذبية الأرضية وهو جالس في حديقة بيته طلباً للاستجمام، وأكمل «اين شتين» النظرية النسبية التي اعتمدت عليها صناعة القنبلة الذرية في يوم فراغه من التدريس.؟
|