Friday 23rd may,2003 11194العدد الجمعة 22 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صور من الصحراء صور من الصحراء
الشعر الشعبي يرفض الإرهاب قديماً وحديثاً

ما ذنب أطفالي الذين روعوا ولم يناموا في تلك الليلة المشؤومة وسماعهم عن قرب لهذا الترويع والصدمة، وكذلك جميع من يسكن مثلي في الأحياء المجاورة لمواقع الانفجارات، وما ذنب الأطفال الذين قتلوا أو يتموا وخصوصاً طفلتي محمد البليهد رحمه الله اللتين في المهد من يتحمل ذلك الذنب العظيم.
انهم نفس المجرمين الذين قتلوا النساء والمسنين وقتلوا المخلصين في أداء واجبهم الذين استشهد وجرح منهم الكثير.
وليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن الشرفاء صيانة العهد، ونبذ الارهاب بأنفسهم وبأقلامهم رافضين قتل المسنين والنساء والأطفال وقتل معيليهم والتسبب في يتمهم. إنها جريمة شنعاء يرفضها الجميع بما فيه الشعر الشعبي قديماً وحديثاً والشعر الشعبي الذي هب شعراؤه في هذه الأيام لاستنكار تلك الجرائم لم يكن عليه ذلك جديداً والشاعر الشعبي خلف أبوزيد عاش قبل ما يقارب مائة عام، وفي أثناء تردده على المجلس اليومي الذي يرتاده لاحظ بحسه الشاعري جريمة وشيكة الوقوع وهي الاعتداء على بعض الضيوف بالقتل من قبل أطراف شريرة أخرى في القوم، وفي هذا خيانة للعهد واعتداء على ضيف الذي تعتبره البادية والحاضرة على حد سواء عيبا وعارا، فما كان من أبي زيد إلا ان أسمع الجميع هذه القصيدة يحذر من هذه الجريمة النكراء مما تسبب في عدم حدوثها:


ياالله يا عالم خفيات الاسرار
بخيص ما تخفى عليك الجحاده
يا خالق الجنة ويا خالق النار
ويا خالق الدنيا وبيدك نفاده
يا الله طلبتك يا الولي طلب صخار
طلبت ضعيف مصخر بالعباده
تفرج لقلب دب الايام محتار
لا قلت هود جاه هم وزاده
قلبي غدا لمذلق الشوك محضار
سدر بساتينه وطلح بلاده
هذا زمان كنه اطرم ومنعار
لو حل في صم الصخر كان باده
وخلاف ذا يا راكب فوق مذعار
ما فوقه إلا قربته مع شداده
حمرا هميم وعينها تقل حيمار
تقلب كما المقباس حدر السواده
حمرا تشابه با الخلا رقط الاطيار
شوكا الاذان وغاربه به سناده
عين العديم ليا سمع حس ثوار
ماضي وربعه قلدوه العقاده
ركابها كنه بضل من الغار
لاهي دنون ولا بطبعه شراده
تلقي لهم وتبلغ بكل الاسرار
العلم كلن يحفضه في فؤاده
ما دام ضيف ومخطي له على جار
عز الله انك سالم من سواده
ياناس ذبح الضيف عيب ومعيار
ذي خصلة ماهي للجواد عاده
ان كان ذبح الضيف بين العرب سار
الناس ما يامن بواقة عهاده
ان سانعت دنياك فالحبل جرار
والنفس ما تنسا طواري مراده
مامن قلوب حيل كله به اعشار
تلقح ولا يدرا بحزة ولاده
تلقح رجال من رجال بالأشوار
لقاح قبسون قمعها زناده
سبة لقاحه من مدورة الاشرار
وكل بحد السيف ياخذ مراده
ولولا ردات الشور ما صار ماصار
من خلقت الدنيا طمعها فساده
وكم واحد يوقد على القدر لافار
با الشر سلف للجهامه وقاده
واكثر دمار الدار من ورثة الدار
وكم نار اجاويد يحرث سماده
على قعود ماسوى ربع دينار
عندك ولايازن جناح الجراده
ياكبرها يا عبرها يا اهل الافكار
ياحيف يا اهل الراي واهل السعاده
عيني لها عن لذة النوم قهار
عيت قبول النوم فوق الوساده
كنه يكب بوسطها ملح جنزار
وكنه لجا بالموق شوك الكداده
رعي الزقيميات في ضلع سنجار
اخير عندي من حياة الزهاده

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved