* أصله من حيث المعنى خبث النفس ولؤم الطبع وضعف العقل، وأصله من حيث الشرع تمني زوال نعمة الغير بصورة من الصور.
وكما أن الحسد يختلف فكذلك الحاسد يختلف من شخص الى آخر.
وحكمه يختلف باختلاف أثره والشرع يراعي الأسباب والآثار.
والحاسد قد يتلون وينتقل ويقوى ويضعف، ويكفي أنه كبيرة من كبائر الذنوب أنه اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى.
وقد يحسد المرء ويظن أنه لا يحسد وإنما هو واقع في الحسد كمن يلبس لباس النصيحة التي باطنها الذم وكمن يظن: الوصاية على الغير فيلبس اللباس الباذل وإنما هو: الحسد حتى يوقع بمن يريد ولو بعد حين.
والحاسد ذكي لماع جاد حتى يصل الى مراده، ولكن مع هذا فإن الله جل وعلا له الأمر والنهي، وإنما يكسب الحاسد الكبيرة وتبرير الوسائل للوصول اليها: الغاية وغالب من يحسد يعلم أنه من نفسه أنه: لئيم متلبس بذنب كبير وان أول أو علل.
والخطورة هنا إذا ترتب على الحسد آثار سيئة قد لا يستطيع الحاسد ردها فيما لو ثاب الى رشده وتنبه لخطورة فعله فهناك أمور جليلة بالغة الخطورة لم يزل بعض الحاسدين يعايشونها وقد ماتوا في حال كرب شديد لهول ما ترتب على فعلهم.
* هذا الحديث له تمام لم تورداه وهو:«رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار».
|