«أخو ظمأ يحص حشاه سبع
وأربعة وكلهم ظِماءُ
كأنجم يوسف عدداً ولكن
برؤياء هذه برح الخفاءُ
خطوب طاجتهم من دواةٍ
يموت الحزمُ فيها والدهاءُ
تراءت بالكواكب وهي ظهر
وآذن فيه بالشمس العشاءُ
فهل نظري تخفَّى أو بصدري
وضاق البحر عنها والفضاءُ
وكلهم كيوسف إذ فداه
من القتل التغربُ والجلاءُ
وان سجنٌ حواه فكم خواهم
سجون الفلك والفقر القواءُ
نقائذ فتنة وخلوفُ ذلٍ
ألذ من البقاء به الفناءُ
وان أقوت مغاني العز منهم
فكم عَمرت بهم بئر خلاءُ
وان ضاقت بهم أرض فأرض
فما بكت لمثلهم السماءُ
شموس غالها ذعرٌ وبينٌ
فهن لكل ضاحية هباءُ
فكم لبسوا من النعمى بروداً
جلاها عن جسومهم الجلاءُ
رمت بهم الحوادث نحو مولى
حماها الدين منه والولاءُ
وكم عفوا اليه لبح بحرٍ
تلاقى الماءُ فيه والسماءُ
فما ظفروا بمثلك نجم سعدٍ
به لهُمُ الى الأمل انتهاءُ
ولكن عدلوا منه حساباً
له فيما دعوك له فعناءُ
كما زجروا من اسم أبيك فألاً
فرُدَّت فيه قبل الزاي راءُ