عناية رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ارجو التفضل بنشر هذا المقال في الصفحة اليومية «عزيزتي الجزيرة» ولكم مني كل الشكر والتقدير. ان ما حدث في الرياض امر تكلم فيه العلماء الاجلاء والدعاة الكرام والاساتذة الافاضل، ورغم كل ما قيل من افراط او تفريط في القضية، الا انه ينبغي ان تكون هذه الحادثة هي بداية النهاية، نهاية تعاملنا مع الآخر، مع الطفل، مع الصديق، مع الجار، مع الزميل في العمل، مع..، بمعنى ان نغير من اسلوبنا، فمثلا الآباء للاسف تركوا ابناءهم يبحثون عن القدوة خارج المنزل ويبحثون عن القدوة في كافة اجهزة الاتصال، هو طفل لا يعرف حدود هذه القدوة ولكن يبحث عما فقده في والده من اخوة، وسيجد هذه القدوة حتى لو كانت الاسوأ الا انه راض بها.
دعونا نغير من التعامل مع الصديق ولماذا نجامل دائما الآخر لنكن اكثر صراحة وشفافية.
لماذا لا نركض الى الجار وننأى بأنفسنا عن التعامل الجاف مع المجتمع المحيط لنكون اكثر ترابطا من قبل، لنفعل دور العمدة في الحي ودور الامام في الحي ايضا؟ لماذا نسير في المجتمع وكأننا آلات، لا تحس، لا تبالي بالناس من حولها؟ علاقاتنا مع الزملاء في العمل جافة ومكررة وهناك من الناس من لا يتقبل الزميل ابدا بل بعضهم يكره القسم او الادارة نتيجة احتكاكه بشخص ما.
ان هذه العلاقات الجانبية في كل جغرافية الإنسان، يجب ان نعيد رسم خريطتها، فديننا الحنيف امرنا بالتعامل بخلق مع الآخرين، ولنا في رسول الله اسوة حسنة.
ولكن فقط نريد ان نستيقظ بعد طول سبات، ليس هناك شيء اسمه المستحيل، ولكن الصعب يصبح سهلا بالتكاتف، ثم لنعد الى الجيل الموسوعي السابق، وننبذ التخصص الدقيق ولو للجيل الجديد لماذا لا ننشئ جيلا موسوعيا في كل العلوم، ونؤطر الثقافة الاسلامية الصحيحة؟ ونفعل من مخرجات التعليم لتخرج بأطر اوسع وبملكات تحليل وابداع حتى لا تصدم بأي فكر ضيق، وتستطيع التعامل معه على اكمل وجه؟
عبدالعزيز محمد الحربي
|