تحية طيبة:
الوطن كلمة صغيرة في مبناها لكنها كبيرة في معناها.. الوطن هو الذي عشنا على ترابه وترعرعنا تحت سمائه واكلنا من خيراته وتفيأنا تحت ظلاله والوطن مهما بذلنا من اجله الغالي والنفيس فهذا قليل في حقه والوطن واجب ان ندافع عن أرضه ونذود عن حماه ونصون عرضه فهذا قمة الولاء والوفاء وما اروع صور التلاحم والتماسك عندما يقف أبناؤه يدا واحدة ليكونوا درعا واقيا لكل ما يزعزع امن الوطن واستقراره والمحافظة على وحدته وسلامته.. هذا الوطن الذي يعيش على ارضه ملايين البشر من جنسيات متعددة وذوي لغات مختلفة والوان متفاوتة اذهل من زاره وادهش من عاش بين أبنائه.. امن وامان واستقرار واطمئنان.. وعندما يتعرض الوطن لمكروه او سوء لا سمح الله فاننا نتألم لذلك وندين تلك الافعال الاجرامية مهما كان مصدرها وهدفها فالمملكة كانت ومازالت مستهدفة من قبل اولئك الاعداء سواء من الداخل او الخارج لضرب مصالحها وزعزعة امنها واستقرارها وشق صفها والعمل على خلخلة وحدتها فخابوا والله وخسروا اولئك المجرمون فوطن يدين بالاسلام ويحتكم بالقرآن وينتهج بهدي خير الانام سيبقى شامخا صامدا ومحروسا بعناية الله ثم بولاة امرنا الامناء والاوفياء وبمواطنيه الشرفاء لقد صدمنا جميعا لهول الفجيعة التي ارتكبها هؤلاء المجرمون الذين استهدفوا الابرياء وروعوهم تحت جنح الظلام.. جريمة بشعة لا يقرها دين ولا عرف ولا قيم ولا مبادئ بل يحرمها الاسلام تحريما قاطعا لان هؤلاء القتلة هم ممن يسعون في الأرض فسادا لترويع الآمنين وسفك دماء الابرياء وزرع الخوف والرعب في قلوب النساء والاطفال وتدمير الممتلكات والمباني فالاسلام حرَّم قتل النفس بغيرحق وحرَّم الاعتداء على الأعراض والأموال وكل ما يؤدي الى الرعب والخوف.
ومن عدالة الاسلام وسماحته حتى في الحروب يحق الحق ويبطل الباطل وينصر المظلوم حرَّم قتل النساء والاطفال والشيوخ والعبث بالممتلكات وتخريبها اقرأ وليقرأ العالم كله وصية أبي بكر لقائد جيشه اسامة بن زيد رضي الله عنه اني موصيك بخصال «لا تغدر ولا تمثل ولا تقتل هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تعقرن شاةً ولا بعيرا الا ما اكلتم ولا تحرقن نخلا ولا تخربن عامرا ولا تغل ولا تجهز» هذه حقيقة في حال الحرب فكيف في حال السلم ان ما فعله هؤلاء القتلة من تفجير مبانٍ ومجمعات سكنية تؤوي النساء والاطفال والرجال يُعد جريمة نكراء لا يفعلها الا الجبناء الحاقدون وهذه الافعال التي ارتكبت في احياء سكنية بمدينة الرياض ليست هي الاولى فالمملكة هي اول من اكتوت بنار الارهاب وتجرعت مراراته وظلت تناشد وتدعو الى وضع آلية دولية لمحاربته والقضاء عليه كون تلك الظاهرة ترعاها وتديرها أيدٍ خارجية تدعمها وتشجعها وتؤيدها.
واذا كانت المملكة هي واحة الامن والامان ومصدر الخير الذي عمَّ القاصي والداني والاخ والصديق والقريب والبعيد وكانت موطناً لكل من يبحث عن لقمة العيش ويجد من المميزات مالا يوجد في دول العالم كله والمملكة كانت ومازالت تبادر وباستمرار الى لمّ الشمل وتوحيد الكلمة والصف والعمل بجدية على ازالة الخلافات وتنقية الاجواء العربية والاسلامية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بها فاذا تساءلنا من المستفيد من اقدام هؤلاء المجرمين على ارتكاب تلك الاعمال الارهابية؟ وتحت اي مظلة تشن وما الهدف من اقدامهم عليها؟ ان المستفيد هو العدو وحده ولكن الفائدة لن تطول ولن تدوم وانه لابد من ان تكتشف الحقائق ويُقدم فاعلوها الى عدالة الاسلام ليأخذوا حقهم جزاء ما فعلته ايديهم.. ونتيجة لتلك الاحداث المؤسفة فاننا مطالبون كمواطنين ذكوراً واناثاً ان نكون على قلب واحد ويد واحدة لمواجهة هذه التحديات والمخاطر في هذه المرحلة العصيبة فكل سوء يمس الوطن فهو يمسنا جميعا. وختاماً نسأل الله عز وجل ان يحفظ بلادنا من كيد الاعداء وفعل الاشرار وان يديم نعمة الاستقرار والرخاء في ظل الاسلام وان يحفظ لهذه البلاد قادتنا الامناء الاوفياء وان يجعلهم ذخرا وملاذا لهذا الوطن ومواطنيه انه سميع مجيب.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل
|