إن ما حدث من العبث بأمن الوطن في مدينة الرياض البهية والذي طالعتنا به الانباء لشيء يدمي القلوب ويثقل الصدور تجاه هذه الاعمال الارهابية الطائشة التي يحرمها ديننا الحنيف وتتعارض مع تقاليدنا العربية التي عودتنا على احتضان الضيوف بأجل التقدير. انهم يعيثون في الارض فسادا قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
ان الذين نفذت ضدهم تلك الاعمال الارهابية هم ضيوف علينا لهم عهد منا بالحماية والحفاظ على ارواحهم وأموالهم وأعراضهم، فهم لم يأتوا إلا للمساعدة في تنمية بلدنا ورفاهية شعبنا وللتعاون معنا للقيام ببعض الاعمال التي فيها صالح امتنا، وهم لم يأتوا الينا إلا لعلمهم ان هذا البلد آمن ويطبق فيه شرع الله الذي يحمي كل من يعيش على تراب هذا الوطن من مواطنين ومقيمين شرفاء.
ان ما قامت به تلك الفئة الظالمة لهو اكبر إساءة الى ديننا الاسلامي الحنيف وعاداتنا النبيلة الذي يجد فيه الجميع الامن والعدل حتى ان كثيراً من هؤلاء الاجانب الذين عاشوا في هذا البلد تأثروا اعظم التأثر بذلك الدين وشرائعه السمحة والذي يعطي كل ذي حق حقه واعتنق كثير منهم الاسلام عندما تعرفوا على الاسلام وشرائعه في هذا البلد.
ان علينا نحن ابناء هذا الوطن المقيمين ان نتصدى الى تلك الاعمال التخريبية ونتعاون مع القائمين على الامن في هذا البلد للقضاء على هؤلاء القلة المارقة التي تعبث بأمن هذا البلد وتحاول ان تدمر ثرواته وتشوه صورته.. ذلك البلد الذي تتوجه اليه وجوه وأفئدة المسلمين في العالم كله خمس مرات باليوم وينظر اليه غير المسلمين بالاحترام والتقدير. ان الله قد انعم علينا بالكثير فجعل هذا البلد مهبط الرسالة ومنشأ خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ومنه انتشرت الدعوة الى كافة ارجاء الارض على ايدي رجال يؤمنون بالله ورسوله ويتحلون بقيم الإسلام وشرائعه وكانوا خير قدوة للعالم كله بأخلاقهم الكريمة وطبائعهم السمحة حتى دخل الناس في دين الله افواجا لم يدمروا ولم يروِّعوا الناس ولكن كانوا يعاملون الناس بالحسنى ولقد حبانا الله بالحرمين الشريفين اللذين تهفو اليهما قلوب المسلمين من كافة الارض وتتوق مشاعرهم الى ذلك البلد الآمن ولقد حبانا الله ايضا بالكثير من الثروات والنعم التي ينبغي علينا المحافظة عليها ومنَّ الله علينا بولاة امرنا الذين يطبقون شرع الله ويحرصون على رفاهية هذا الشعب وان يحيا كل مواطن ومقيم في هذا البلد في امن ورخاء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله.
وّإذً قّالّ إبًرّاهٌيمٍ رّبٌَ اجًعّلً هّذّا بّلّدْا آمٌنْا وّارًزٍقً أّهًلّهٍ مٌنّ الثَّمّرّاتٌ } [البقرة: 126]
فرحان محمد النادر
|