Friday 23rd may,2003 11194العدد الجمعة 22 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هي الأعمار ترصدها المنايا!؟ هي الأعمار ترصدها المنايا!؟
إلى ضحايا الغدر والإجرام أهدي هذه النفحات

أتقتلنا (المخاوف) (والخطوبُ)
وتهلكنا (الشراسة) والذنوبُ!؟
ونصحو كل صبح في جحيمٍ
من الآلام يعلوهُ النحيبُ!؟
يمزق أضلعاً ويذيب قلباً
شجيّاً مُزِّقت منه القلوبُ!؟
ترى حوليه أرتال (الثكالى)
وأجداثاً تغصُّ بها الدروبُ!!
وصيحات (الأرامل) (واليتامى)
لها في كل قارعة نصيبُ!
وأوصال ممزقة تنادي
هنا وهناك يا من يستجيبُ!!
أجرنا يا رحيم فقد جنينا
خطايا في مغبتها نتوبُ!
تؤرِّقنا وتسقينا مراراً
من الصَّابِ (المعلقم) لا يطيبُ!!
أنبكي كيفما كنا كباراً
صغاراً لا يبارحنا الوجيبُ!
على جنبات هذا الكون نقضي
فناء لا يموت ولا يغيبُ!
ونمضي فوق حدّ من شفيرٍ
دقيق ساقنا فيه النصيبُ!!
فلا (حولٌ) (ولا طولٌ) تناهتْ
له (الأقدار) والزمن (العصيبُ)!!
ستلقى في سبيلك كل لأي
فما يجدي (الترصُّد) (والرقيبُ)!
فيا لَلَّه كم كنا (خطايا)
تواكبها (الشقاوةُ) والعيوبُ!!
تجللها (الجريمة) ثوب جرمٍ
ملطخة تنوء بها (الدروبُ)!
وأيدٍ تحمل (الآثام) ليلاً
وفجراً لا يواريه الغروبُ!!
مواكب راعها في الكون دربٌ
وآمال مجنّحة تخيبُ!!
تجرعنا (المصائب) كأس مرّ
يغص بطعمه (طفل) وشيبُ!
هي الأعمار ترصدها المنايا
بسهم يحتويك متى يصيبُ!!
ليقضيْ مؤمنٌ ويموت حِبٌّ
له في القلبَ حبَّاتُ تذوب
لمن هذي المآسي يا صديقي
لأمّ أو أب يطويه غيبُ!؟
لأخت صبحها في الكون (ليلٌ)
بهيم ما له فجر يؤوبُ!!
لكهلٍ مثقل الخطوات يمضي
فلا (خلّ) لديه ولا ربيبُ!!
لأطفال ممزقة لأهل
لها الزفرات والدمع السكوبُ!
لمن تلك (المآسي) في بلادٍ
حباها الله طهراً لا يريبُ!؟
وأعطاها من النفحات ريحاً
تطيب بها (الجراح) وتستطيبُ!!
لها في كل واردة يمينٌ
من الخيرات كرَّمهّا المجيبُ!
بأرض الطهر والإسلام (بيت)
رفيع الشأن أمَّتْهُ الشعوبُ!
علا صوت الشريعة فيه نهج
سويّ دهره الخصب الرحيبُ!!
متى يا أيها الناعون حولي
على الفلذات يغمرنا الهبوب!؟
وننشقها (رُخاءً) في حياة
(من الحسنى) تفوح بها الطيوبُ!!
متى نلقى المودة في قلوب
قست فأماتها العنف الرهيب!؟
بكت فيها (السماء) على رفات
وأشلاء ممزقة تذوبُ!!
قضى فيها (البريء) على كمين
من الإجرام صار به النجيبُ!
فأبكانا وأضحك كل غزو
على الإسلام جاء به الصليبُ!!
فما للمسلمين وقد تنامى
بهم عنف وفتك لا يثوبُ!؟
وتقتيلٌ وتشريد تهاوى
على أنّاته الرأي المصيبُ!!
هو الإسلام شرع الله فينا
يطيب بنهجه الفكر المشوبُ!
فإن نلقاه في ليل دويّ
يقينا شرَّه الزمن العجيبُ!!
وترهبه الأعادي يوم تغزو
معالمه الضَّلالة والشحوبُ!
إلهَ الكون في الدنيا شجون
تمور (فناً) ويحصدها اللبيبُ!!
تغطَّي أرضنا وتدور فيها
بأفلاك تسيرها الغيوبُ!
فأمِّنْ رَوعنا أيان تغدو
على الساحات تقذفها الحروبُ!!
فيا رحمات رب (الخلد) جودي
بزخَّآتٍ تغص بها الضروبُ!
على القتلى على الجرحى هتونٍ
ترجَّيها (المشارق) (والجنوبُ)!!

محمد بن عبدالله المسيطير

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved