دنت الساعة وانشق القمرْ
وفؤادي من هموم مستعرْ
ما لقلبي كلما سكَّنته
كاد من حر لظاه ينفجرْ
قلت ياقلب اما ترفق بي
مرة تغلي ويوما تستقر
قال شوقي عارم أكتمه
ضج بالتبريح من ذاك الضجرْ
قلت من يطفئة يا خافقي
روض زهر أم نخيل أم نهرْ
قال كلا فالبساتين التي
طرزت بالحسن شيء قد عبرْ
قلت فارحل في البراري منشدا
أو فسافر آه ما أحلى السفرْ
قال في أي بلاد دلني
قلت روما أو أثينا أو كُنَرْ
أو ضفاف الران أو أرض المها
أرض شيراز ومغنى يزدجرْ
أو ربى سنجار أو أرض مخا
أو مغاني إدم ذات الصورْ
قال كلا كلها لا تشتهي
السعودية قصدي والوطرْ
مهبط الوحي وآيات الهدى
والرسول المصطفى خير البشرْ
والصحاري العفر والجو البهي
وفيافي الصيد والشاطئ الأغرْ
وخزامى مسكها ينعشني
ورمال مثل حيات الدررْ
ونخيل باسقات وسنا
لونه الفضي من وجه القمرْ
وزلال الماء من نبع الصفا
لؤلؤ فوق المرايا منتثرْ
وهضاب بالرياحين زهت
يقطر الآسي على خدِّ الحجرْ
وطيور راقصات في الربى
هذه تنشد أم تتلو السورْ
وشباب صالح متقد
جَدُّه سعدٌ وزيدٌ وعمرْ
ونساء قانتات للهدى
حجب الحسن مع ذاك الحَوَرْ
فأنا جئت أحيي دارنا
اسلمي يا دارنا من كل شرْ