* الأحساء محمد البناني:
لا يكاد يمر يوم إلا ويحقق الإسلام بسماحته نصراً جديداً يؤكد فشل كل محاولات تشويه صورته المشرقة أو قدرته على النفاذ إلى قلوب أراد الله لها الهداية.. فلا يكاد يمر يوم إلا ويزداد عدد المعتنقين للإسلام الذين وجدوا فيه الخلاص من نير العبودية لغير الله الواحد، ووجدوا في تعاليمه راحة النفس وسعادة الدنيا والآخرة..
وفي السطور التالية نتعرف على قصة إسلام اثنين من المقيمين بالمملكة، عبر المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات..
بدأت رحلة «ايرنستو برميدو» فلبيني الجنسية، ينتمي إلى أسرة نصرانية متمسكة بشعائر دينها إلى الإسلام عندما عرض التلفزيون المحلي بالمملكة برنامجاً يخص طائفته التي ينتمي إليها وكان موضوع الحلقة شبه مناظرة عقدية واجه فيها المسؤول الديني في الكنيسة تياراً عنيفاً من الأسئلة زرعت في نفس صاحبنا الريبة والحيرة كحال كثير من غير المسلمين وازدادت شكوكه أكثر فأكثر عندما تزوجت شقيقته من رجل عربي مسلم لطالما كان يتحدث عن الإسلام وعادته، مما جعله يتوق دائماً إلى السماع عنه أكثر فأكثر والتعرف على أسراره التي زادته جمالاً ونضارة في عينيه.. وكان هذا مجرد شعور تدفعه إليه قوى خارجية لا يعلم سرها على حد قوله.
وتعاقبت الأيام عليه وفي يوم ميلاده الموافق 22 نوفمبر العام المنصرم وبينما كانت رحى الخمر وما لذَّ وطاب من الأطعمة والمشروبات تدار عليه وعلى ضيوفه جاءه اتصال لا يقدر بثمن، كان المتصل مواطناً من أبناء المملكة يُدعى عبدالله يخبره بأنه اختاره للعمل لديه في السعودية فغمرت صدره السعادة والسرور وسرعان ما خالطه احساس بالخوف والحذر لكنه لم يكن كافياً لمنعه عن مواصلة طريقه نحو كسب الرزق.
وجاء إلى المملكة وتسلم عمله الجديد مهندساً للديكور ولفت انتباهه بعض الشعائر الدينية التي يمارسها المسلمون وأهمها الصلاة وعادت إليه تساؤلاته القديمة وعاوده حنينه للتعرف على هذا الدين العظيم وتساءل كثيراً لماذا يصلي المسلمون خمس صلوات؟ ولماذا تتراص صفوفهم في التحام بديع يقذف في قلب الناظر الهيبة والاحترام؟!!!
أسئلة كثيرة لم يستطع الحصول على اجابتها إلا بعدما ارشده أحد المهندسين المسلمين معه إلى التوجه إلى مكتب توعية جاليات «الهفوف» وهناك التقى الداعية الفلبيني «محمد قاري» الذي عرفه أكثر عن سماحة الدين وسر تكامله وروعته وزوده ببعض الكتب منها كتاب «حوار بين مسلم ونصراني» بلغة «التجالوج» الفلبينية وهو من ضمن كثير من الكتب القيمة التي يطبعها المكتب على نفقة المحسنين في هذه البلاد المباركة.. بعدها استطاع ان يجد اجابة شافية كافية لأسئلته المحتدمة في ذهنه وأحس بعذوبة الإسلام وجماله فأعلن إسلامه في 13 يناير 2003م وأصبح اسمه «إدريس» فهنئياً له بالإسلام وهنيئاً لأهل الخير هذه الثمرة اليانعة لجهودهم المباركة.
من جهته لم يكن يعلمُ: «ناترن بشوران توريندان» «هندي الجنسية» ان قدومه إلى هذه البلاد المباركة بحثاً عن الرزق سيكون نقطة تحول عظيمة في حياته فمنذ ان حط قدميه على أرض الحرمين لفحته نفحات الهداية وأشرقت في صدره شمس الحقيقة الدافئة وأُترع قلبه ببشائر الخير والفوز والنجاة.. فأسلم من خلال أحد المكاتب التعاونية وحسن إسلامه وأصبح اسمه «عبدالعزيز».. وخلع عنه رجس الكفر واغلال الضلال.. وارتدى لباس الفضيلة ومحاسن الأخلاق.
ومضت حياته عامرةً بالأمن والاطمئنان إلى ان أراد الله ان يبتليه ويمحص إيمانه ويختبر متانة صلته بخالقه جل وعلا.. فأصيب في حادث أعاقه عن عمله فاضطر كفيله إلى ترحيله فعاد إلى أهله في «كيرلا» وأقام هناك سبع سنوات يدعوهم إلى الإسلام فأسلموا جميعاً وبقي هناك يصارع الجوع والفقر والعوز ليس من أجله فحسب بل من أجل أسرته المكونة من زوجته وابنه وابنته.. ويا له من هم!! إلى أن فرَّج الله عنه كربه وكافأه على صبره ففتح له أبواب الرزق من جديد فشفيت اصابته وعاد إلى المملكة بعقد عمل جديد مع كفيل آخر.. عاد «عبدالعزيز» ولكن بملامح غير التي ذهب بها.. فقد عاد ملتحياً مستمسكاً بدينه على الرغم من سني الجفاف التي عصفت به.. عاد يحمل همَّ اسرة مسلمة بعد ان غادرها وحيداً.. عاد ينعم بالإيمان ورضا النفس ووضوح الغاية وسلامة المقصد.
والقصة واحدة من قصص كثيرة شهدت مثيلاتها أروقة مكتب توعية الجاليات في الاحساء.. كان نتيجتها ولله الحمد بلوغ عدد معتنقي الإسلام بفضل الله وتوفيقه خلال العام المنصرم ثلاثمائة وثلاثة عشر مسلماً جديداً من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلبين والهند وسيريلانكا والنيبال، ليبلغ اجمالي عدد المسلمين الجدد من الجاليات المقيمة في الاحساء حتى نهاية عام 1423ه الفين وثمانية وثلاثين.
|