للمثل دور مهم في ابراز ثقافة المجتمع حيث يعكس هويته وبعده الاجتماعي وكما قيل «المثل الوجه الآخر للمجتمع» حيث ينبع من عقليات افراده ليحاكي جميع فئات المجتمع بكل مؤسساته ليؤدي دوراً بارزاً في عملية الضبط الاجتماعي كوظيفة اساسية له لبناء مجتمع ثابت الاركان وكما قيل: «كل شيء في هذه الحياة لا يخلو من طرفي النقيض». النقص والكمال لا سيما اذا اعتبرنا المثل نظاماً اجتماعياً يمارس حق السلطة والضبط لتوجيه السلوك العام ومعاقبة من يحيد عن قيم ومثل هذا المجتمع او ما يسمى المركب الثقافي» والمثل عبارة مختصرة تصدر من شخص ما ازاء تجربة او موقف معين ثم يصوغها في قالب فني مقتضب يميزها عن باقي فنون الادب الاخرى ثم يعممها على جميع فئات المجتمع المختلفة على سبيل النصح والارشاد لتقويم سلوكهم فهو بهذا يطلقهاً اطلاقاً عاماً وهنا مكمن القصور في وظيفة المثل اذ انه ليست كل الامثال تقبل التعميم فبعضها عبارة عن تجربة شخصية محضة لا ترقى الى مستوى المثل بمعنى انها تنطبق على شخص بعينه فقط ولا يجوز تعميمها على الجميع كقولنا «يا مأمن الرجال يا مأمن المية في الغربال» فإنه من المنطق ان الناس تختلف اختلافاً واضحاً في ردود افعالها تجاه المواقف المختلفة كل حسب ثقافته وبعده الادراكي لهذا الموقف فلو تدبرنا المثل السابق لوجدنا ان كل الرجال في هذه الدنيا غير مؤتمنين على ازواجهم حتى المخلص الوفي، والظالم المستبد، كذلك ما قيل سابقاً ينطبق على المثل: اذا واعدت الجمال فواعد عشرة.
اذ ليس كل جمال في هذه الدنيا غير صادق الوعد ففيهم الصادق والكاذب استنادا للمثل «اصابعك ماهي سواء» وقد قال الشاعر:
هلا كوصل ابن عمار تواصلني
ليس الرجال وان سووا بأسواء
|
وقال آخر: الناس اسوأ وشتى في الشيم.
فالمفهوم الواقعي يخالف بعض الامثال المطلقة بلاقيد مما يؤثر في رسالة المثل السامية.
هذا ما احببت التنويه عنه والى اللقاء في حلقة اخرى ان شاء الله.
والسلام عليكم.
عبد الله بن إبراهيم الصويان
|