إعداد - فهد الغريري
منذ أن رأت القناة الرياضية النور، والآمال تعقد عليها بوصفها تجديداً في التلفزيون السعودي، ومع أنها تحمل صفة التخصص في الرياضة إلا أنها خالفت التوقعات لتجذب اهتمام الشباب بل غير الشباب، بوصفها أصبحت تعالج من خلال برامجها المنوعة قضايا عديدة تهم الشباب والأسر، وتقدمها بشكل حديث نفتقد مثله في تلفزيوننا العزيز، وبرنامج شباب أحد برامج هذه القناة ولكنه يعتبر أميزها، أولا لكثافة المادة التي يقدمها، وثانيا لتنوعها، بالإضافة إلى انه يلامس شريحة مهمة من المجتمع بطريقة مباشرة لا تخلو من روح الشباب المرحة التلقائية العفوية بعيدا عن التعقيدات والتكلف.
شواطئ قامت بزيارة خاطفة لمبنى التلفزيون وتحديدا لاستديو القناة الرياضية، في يوم الأحد الساعة الثامنة موعد بث البرنامج على الهواء مباشرة، وعندما بدأ بث أحد التقارير الخارجية قمنا بمفاجأة فريق عمل «شباب» بدخولنا عليهم في الاستديو في وقت الفاصل الذي يرتاحون فيه من مراقبة الكاميرات والمشاهدين، وبدأنا في التقاط الصور، حتى ان أحدهم علق قائلا«يعني من تصوير.. إلى تصوير!»، ولكنهم استقبلونا بابتسامتهم المعهودة وبتلقائيتهم وعفويتهم حيث أعرب الكثير منهم عن إعجابهم ومتابعتهم «لشواطئ».
الجندي المجهول
بعد أن انتهى البرنامج قمنا بطرح أسئلة منوعة على بعض أفراد الفريق وبالطبع لا بد أن تأتي البداية من «مهندس» هذه القناة الأستاذ عبدالله المقحم مساعد المدير العام للقناة الرياضية، والجندي المجهول في هذا الكيان الرائع حيث قال:
ظهور قناة رياضية جديدة يشكِّل تحديا، فالإعلام الرياضي عبارة عن سوق ودخولك متأخرا يعني أنك لن تحصل على احتكارات لبطولات أخرى، فقد سبقتك القنوات الأخرى بالإضافة إلى المبالغ الهائلة التي تدفع لمثل هذه الصفقات، وبالتالي نحن نراهن على شيء آخر وهو التنمية التي تشكل توجهنا بالدرجة الأولى ولذلك اتجهنا للنشاط المحلي وكثفنا برامجنا في هذا الاتجاه وراهنا عليه واستطعنا أن نكسب جمهورنا من خلال هذا التوجه وصدقوني إذا لم تعالج القناة الرياضية السعودية مشاكل الرياضة السعودية وتطرحها بشفافية فلن تناقشها أي قناة أخرى! وبما أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الرياضة والشباب فلذلك اهتممنا بالشباب من خلال مناقشة مشاكلهم وإبراز مواهبهم وإيجابياتهم وليس فقط سلبياتهم كما هو حاصل في بعض الطروحات.
وعند سؤاله عن كيف استطاعت القناة الرياضية التغلب على العوائق الناتجة عن البيروقراطية قال:
دعم وزير الإعلام وتعاون المسؤولين كان له دور كبير في تجاوزنا للكثير من المشاكل والعوائق، وأنا شخصيا على استعداد للقاء أي شاب يرى في نفسه القدرة والكفاءة لإضافة أي شيء سواء في مجال الإعداد أو التقديم أو التعليق الرياضي، فنحن نعاني من نقص في هذه المجالات وأتمنى من أي شخص عنده رغبة ألا يتردد نهائيا في الاتصال بي ولقائي لأني متبن لهذا الموضوع، أنا ما أزال أرى لدي قناعة تامة أن بلدنا غني جدا بالمواهب ونحن في حاجتهم، هؤلاء شبابنا وهذه قناتهم وسنعمل كل ما نستطيع لنساهم في صقل أي موهبة نجدها.
لا نقبل «المتعالين»!
بعد ذلك التقينا الأستاذ خالد الدوس مدير البث المباشر وأحد مخضرمي التلفزيون والبرامج الرياضية وهو مسؤول مباشر عن التعامل مع المذيعين منذ القناة الثانية قبل أن ينتقل إلى القناة الرياضية إبان ظهورها، حيث لاحظنا تعامله العفوي مع الشباب وروحه المرحة معهم، يقول خالد الدوس:
تعاملي مع الشباب يعتمد على إزالة الفوارق فليس هناك رئيس ومرؤوس بل هي روح تعاون وعمل، ولذلك تهمني بالدرجة الأولى عملية جس النبض التي أجريها عند اللقاء الأول مع أي شاب يتقدم للعمل ضمن فريق القناة الرياضية فإذا وجدت فيه الحماس وروح الشباب فأنا أفتح له الأبواب على مصاريعها بل أمسك بيده حتى يتجاوز خطوات البداية المتعثرة، أما إذا وجدت فيه شيئا من التعالي أو الغطرسة فهذا يوضح لي أنه ليس لديه حب للتعلم والتدرج، ولذلك فأنا أفضل أن أعطي الفرصة للشباب من النوع الأول لأنهم هم من لديهم حب العطاء بغض النظر عن أي تفاصيل أخرى.
البرنامج من الشباب.. وإليهم
بعد ذلك انتقلنا إلى طاقم برنامج شباب لنتعرف عن قرب على آلية إعداد هذا البرنامج وخفاياه، فتحدث إلينا رائد الخراشي أحد معدي البرنامج قائلا:
اعتمادنا الأساسي في إعداد البرنامج على الشباب أنفسهم من جميع أصقاع المملكة، همومهم ومشاكلهم التي نستقيها من خلال موقع البرنامج على الشبكة العنكبوتية حيث نطلب من الشباب طرح مشاكلهم وهمومهم وهنا يأتي دورنا في إعداد المحاور وتحديد الضيوف إما من المختصين وإما من الشباب أنفسهم، وحتى المواهب نحن نعلن من خلال المنتدى أي شاب لديه أي موهبة في أي مجال بإمكانه الإفصاح عن نفسه ونقوم باستضافته وتقديمه للناس من خلال البرنامج.
البرنامج رغم انه جديد إلا أنه وصل إلى درجة من النجاح جيدة وإن كانت ليست طموحنا فنحن نطمح ان يكون من أفضل البرامج على المستوى العالم العربي وخاصة بدخول القناة مجال البث الفضائي قريبا إن شاء الله.
الصعوبات التي تواجهنا تتمثل في نقص الإمكانات إلى حد ولكن أكثر صعوبة تواجهنا هي عدم ثقة أغلب الشباب في أنفسهم فعندما نجد شاباً طموحاً يكدح ويتعب من أجل لقمة العيش نفرح به ونعتبره رمزاً ونحاول تقديمه ولكننا نتفاجأ بأنه ينحرج من العمل الذي يقوم به ونظرة الناس له فيرفض الظهور، بالإضافة إلى أن بعض الشباب يعتذر من البداية عندما يعلم بأن هناك استضافة وظهوراً على الشاشة، بل إن بعضهم يأتي إلى الاستديو ويكون متحدثا جيدا ولكنه عندما يجلس أمام الكاميرات نتفاجأ بأن الشاب المتحدث الفاهم الواعي قد ارتبك أمام هيبة الاستديو وإضاءة الكاميرات! وهذا ما يدفعنا إلى مواصلة المحاولات.
مقدمو البرنامج
و«الشمغ المنشأة»!
ثم بعد ذلك التقينا علي الشهري مقدم البرنامج بالمشاركة مع زميله عبدالرحمن الحسين لنسأله عن استعداداته الخاصة قبل الظهور على الشاشة فقال:
انا إنسان تلقائي وليس هناك استعدادات، كما يتخيل البعض من «تشخيص» وغيرها فهي طبيعية لأني أظهر أمام الآلاف ولا بد أن أحترم هذا الجمهور وأظهر لهم بالصورة التي تليق بهم، وليس هناك أي تكلف أو «نشا زايد» كما يقول بعض المنتقدين فهذه هي صورتي الطبيعية التي أتنقل وأظهر بها في الشارع وفي حياتي العادية، وأنا إذاعي قبل أن أكون تلفزيونيا وبالتالي فمسألة «الشخصية» لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة لي.
أما زميله عبدالرحمن الحسين فقد قال: نعم لدي آلية ولدي استعدادات قبل الظهور للشاشة ولكنها آلية واستعدادات فكرية وليست شكلية كما يعتقد البعض، استراتيجيتي أن أقدم رسالة سامية تلامس اهتمام المشاهد، ولذلك فأعد نفسي من ناحية المادة العلمية والإلمام بالضيف وما إلى ذلك من جوانب تظهرني بصورة جيدة تثري المشاهد.
أما الذين يقولون: اننا نتكلف في «شخصياتنا» فهذا غير صحيح، نحن نمثل وطننا ولذلك لا بد أن نخرج بشكل لائق وهذه هي «شخصياتنا» التي نمارس فيها حياتنا اليومية، الغريب في الموضوع أنه لو صدف ان «عامل» المغسلة زاد في «النشا شوي» تلك الليلة، فإنك سوف تجد في الصحف أربعة كتَّاب يكتبون عن هذا المقدم! بينما برنامج شباب نال جائزة أفضل برنامج شبابي على الفضائيات العربية وهو أرضي.. ولم يكتب عن ذلك ولا حتى كاتب واحد!
وين رايح.. يا «صديق»!
وبعد ذلك التقينا بدر الفرهود معد ومقدم فقرة «وين رايح» الطريفة الذي بدأ حديثه بالرد على بعض الأقاويل:
يعتقد الكثير أن «وين رايح» تكون مرتبة أو بالاتفاق وهذا شيء غير صحيح أبدا: فهي تعتمد على الصدفة فقط ولكني لا أختار أي شخص بل أختار الأشخاص على حسب الفكرة الطريفة فأنا أساله أولاً عن مشواره فإذا كان في ذهابي معه شيء من الطرافة فإني عندها أوقف التصوير وأشرح له فكرة هذه الفقرة فإذا وافق ركبت معه في سيارته وبدأنا التسجيل هذا هو الترتيب الوحيد فقط، أما الحوار ككل فهو عفوي جدا، ومن الحلقات الطريفة هي ذهابي مع شخص الى المنطقة الشرقية! وأيضا ذهابي مع شخص آخر إلى سوق الخضار «عتيقة»، بل اني ركبت مع هندي على «سيكله» وذهبت معه إلى «العزبة» وأكلت من أكلهم وكانت تجربة جميلة لولا «الفلفل»!! وأطرف موقف مر علي هو سواق «خط البلدة» لأنه فجأة وقف وطلب منا النزول انا والمخرج والمصور بدون أي مقدمات!!
هوايات.. ومطبات!
أما عبدالعزيز البكر معد ومقدم فقرة «هوايات» فشرح لنا طريقة إعداد الفقرة: نبدأ أولا بتحديد الهوايات التي يهتم بها الشباب والمحاور، ثم نخرج إلى الشارع لإجراء اللقاءات وتصوير بعض النماذج بطريقة عفوية جدا، أما المواقف الطريفة التي تحدث فقد خصصنا لها فقرة اسمها «مطبات» تعرض فيها كل المواقف الطريفة سواء من ردود فعل الجمهور أو حتى من أخطاء التصوير التي تحدث.
وأخيراً..
يسر «شواطئ» أن تقدم شكرها الجزيل لفريق القناة الرياضية وعلى رأسهم الاستاذان عبدالله المقحم وخالد الدوس على تجاوبهما واستقبالهما اللطيف، وشكر آخر لهذا الطاقم الجميل في برنامج «شباب» على حفاوتهم وتعاونهم معنا، وخصوصا الشاب الرائع صلاح آل غيدان مسؤول العلاقات العامة بالبرنامج الذي تعب معنا كثيرا وسهَّل لنا مهمتنا.
طاقم برنامج شباب
الفريان يتكفل بإقامة دورة كروية باسم فهد بن سعيد
* المخرج/ بندر العبدالسلام.
* مساعد المخرج/ فيصل العرفج وعبدالله رجب.
* فريق الإعداد/ رائد الخراشي، عبدالعزيز البكر، صلاح آل غيدان، إبراهيم المعطش، عبدالله العقلا.
* التقديم/ عبدالرحمن الحسين وعلي الشهري.
* فقرة الانترنت/ عبدالعزيز البكر.
* فقرة الرسم الكاريكاتوري/ عبدالله القحطاني.
* فقرة وين رايح/ بدر الفرهود.
* المونتاج/ عبدالعزيز الشايع.
* التقارير الخارجية/ عبدالعزيز القحطاني.
* الفيديو/ خالد الحمالي.
موقع البرنامج على الشبكة العنكبوتية
موقع البرنامج على الشبكة العنكبوتية
www.shbab.tv
وقت البرنامج: كل يوم أحد، الساعة الثامنة مساءً، مباشر.
|