* القاهرة - مكتب الجزيرة - سناء عبد العظيم:
منذ أن وضعت الحرب في العراق اوزارها وتتوالى التساؤلات في جميع الاتجاهات ومنها التساؤلات حول مصير النظام العراقي السابق ليس عن الاشخاص وحسب بل عن الافكار التي كان يعتنقها وكذلك حزب البعث..
وفي ندوة نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان قال بهي الدين حسن مدير المركز ان آثار الهزيمة المدوية التي لحقت بالنظام العراقي تثير ايضا التساؤلات حول ما يمكن ان تؤدي اليه من انزواء هذه الطريقه من الحكم حكم صدام حسين في العالم العربي أو الى ازدهار مثل هذه الطريقة وبعثها من جديد خاصة -والكلام لبهي- على ضوء التناقضات الحادة التي تواجه السياسة الامريكية في العراق مما طرح من تساؤلات عن امكانية ان تلجأ امريكا للاستعانة ببعض بقايا حزب البعث لادخال بعض عناصر التوازن على المعادلة الموجودة في العراق.
وأشار الكاتب رضا هلال مساعد رئيس تحرير جريدة الاهرام الى ان الصدامية ليست تعبيراً صحفياً أو تعبير مساجلة سياسية لكنه موجود بالفعل وتطور عبر التاريخ العربي خلال القرن العشرين حتى وصل للطبعة العراقية.
ووصف هلال الصدامية بأنها نوع من الديكتاتورية الوطنية او القومية التي تأثرت بالتجربة السوفيتية واستمدت منها اشتراكية الدولة.
وقال هلال ان الصدامية اتسمت بعسكرة المجتمع وأن هذه العسكرة تطلبت دخول الدولة في حروب مستمرة سواء في الداخل او الخارج، معتبرا أن هذه العسكرة وقمع الداخل كانت تتم تحت شعارات عريضة من قبيل تحرير فلسطين من البحر الى النهر ومواجهة الامبريالية الغربية وحراسة البوابه الشرقية للأمة العربية وتحقيق الوحدة العربية.
واشار هلال الى ان الاحتلال الأمريكي يطرح حاليا مسألة اقتلاع البعثيه كما حدث مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، معتبرا ان نجاح أمريكا في تحقيق ذلك مرهون بعدة امور منها ان تكون هناك دولة قانون في العراق تحاكم صدام وأركان البعث، وأن يكون هناك حكومة ديمقراطية ووضع اقتصادي مؤهل.
فيما حذَّر الدكتور عبد الله الاشعل استاذ القانون الدولي من ان ما وصفه بالتنظير في مسألة الصدامية هذه لأنه سيدخل فيها كثير من الاسرائيليات.
وقال أنه لا يوافق على ان هناك ما يعرف بالصدامية وانها فقط تجربة حكم صدام حسين التي حكمتها مجموعة من الاعتبارات الداخلية والاقليمية والدولية.
واشار الاشعل الى ان هناك رؤى مختلفه لتجربة حكم صدام وأن البعض قد يعتبره مصلحا قوميا فشلت تجربته بسبب المؤامرات الاستعمارية، في حين قد يراه البعض الآخر عميلا ومرتزقا ورأس حربة للاستعمار الامريكي، وأن لحظة من الشقاق ادت الى انقلاب هذا الاستعمار عليه.
ودعا الاشعل الى التفريق بين حزب البعث كرافدين من الفكر القومي وبين تجربة صدام حسين في الحكم وقال ان صدام تمكن بالفعل من ان يعطي الطابع العراقي للبعث، مشيرا الى ان هناك ملامح للسياسة الخارجية لحكم البعث العراقي تمثل في ان صدام حسين قد لعب دورا اقليميا سواء بالتعاون او ضد الدولة العظمى وبشكل غير محسوب في الحالتين وأن البعض تجذبه في هذه الحالة المقارنة بينه وبين محمد علي باشا او جمال عبد الناصر، الى جانب ان العدوان سمات سياسية او جيواستراتيجية معينة حكمت سلوك صدام مشيرا الى انه صدام فشل في كل الاحوال ان يحقق للعراق شيئا، وتسبب في توجيه ضربات اليه اكثر من مرة اتت بأثقال لا تتحمل من النظام الدولي على النظام الاقليمي العربي.
|