* لندن أ ش أ:
طالب نائب بمجلس العموم البريطاني بانسحاب القوات البريطانية من العراق بأسرع وقت ممكن قبل أن تنزلق إلى دوامة من العنف نتيجة مقاومة العراقيين على غرار مقاومة الفلسطينيين لجيش الاحتلال الإسرائيلي وألمح إلى امكانية تأسيس حزب سياسي جديد في بريطانيا لتصحيح مسيرة حزب العمال الحاكم.
وقال جورج جالاواي نائب دائرة جلاسجو كالفن عن حزب العمال الحاكم في حديث خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في لندن انه مالم يتم سحب القوات البريطانية في أسرع وقت ممكن فإنها ستنزلق إلى نفس دائرة العنف والعنف المضاد التي يواجهها جيش ارئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح أن الشعب العراقي لن يميز بين القوات الأمريكية أو البولندية أو البريطانية أو غيرها من القوات المتواجدة على أرضه لأن كل هذه القوات بالنسبة للعراقيين ليست سوى قوات أجنبية جاءت لاحتلال أراضيهم وسوف يقاومونها إن عاجلا أو آجلا.
وتأتي مطالبة النائب البريطاني بسحب القوات البريطانية غداة إعلان السفير جورج سويرز المبعوث البريطاني إلى العراق استمرار وجود قوات التحالف الأمريكية/البريطانية في العراق لمدة تتراوح بين عام إلى عامين حتى يتم استتباب الأوضاع وتنظيم الانتخابات التي يعقبها تشكيل حكومة عراقية انتقالية.
وأشاد جالاواي بما وصفه بالحرفية العالية التي يتمتع بها الجنود البريطانيون ونفي المناطق الجنوبية من العراق وقال إن تلك الحرفية تتناقض بشكل صارخ مع نقص الحرفية لدى القوات المسلحة لمن أسماهم رعاة البقر الأمريكيين في الشمال الذين يقتلون بعضهم البعض ويتسببون في مقتل أصدقائهم ولا يتورعون عن فتح نيران أسلحتهم الأوتوماتيكية ضد المتظاهرين العزل وبشكل شبه يومي في العراق.
وشن النائب العمالي البريطاني جورج جالاواي هجوما شديدا ضد رئيس الوزراء توني بلير وقال إن ما فعله بلير بالهجوم على العراق ليس مجرد جريمة فقط وإنما خطأ فادح سوف يعرض بريطانيا وسلامتها وأمن مواطنيها للخطر ربما لأجيال عديدة مقبلة.
وأوضح أن قرار بلير بالمضي في الحرب وضع بريطانيا وسط الصفوف الأولى من الدول المكروهة في العالم بشكل غير ضروري لم يكن له داع وبشكل مختلف تماما عن مواقف حلفائنا الأوروبيين، مشيرا إلى أن الأعلام الفرنسية والروسية لا يتم حرقها في عواصم بلدان العالم الثالث «ولكنهم يحرقون الأعلام البريطانية والأمريكية.. وهذه هي شرعية السيد بلير.. ولا أعتقد أن التاريخ سوف يغفرله تلك الفعلة».
وألمح جالاواي إلى امكانية تأسيس حزب سياسي جديد في بريطانيا لتصحيح مسيرة حزب العمال، في حالة فشل محاولات إصلاح الحزب من الداخل وإعادة الوجه الحقيقي للحزب الذي يعبر عن الطبقة العاملة البريطانية ويستوعب الفئات التي يقوم حزب العمال الجديد بقيادة بلير بتهميشها ومن بينها النقابات العمالية وناشطو السلام والمهاجرون والفقراء.وقال النائب البريطاني «آمل ألا نضطر لإنشاء حزب جديد.. لأن حزب العمال عمره الآن 103 سنوات.. وهو علامة من علامات الحياة السياسية البريطانية ويتغلغل في ضمير الشعب البريطاني والملايين من المواطنين يدينون له بالولاء جيلا بعد جيل.. ولكن الحزب حاليا تم اختطافه من جانب زمرة من الذين يختلفون تماما في آرائهم ومواقفهم عن الأفكار والتاريخ المعروف لحزب العمال في بريطانيا».
وحول آخر تطورات النزاع القضائي بينه وبين بعض الصحف التي اتهمته بتلقي أموال من النظام العراقي السابق أكد جورج جالاواي أنه لم يتلق أموالا على الاطلاق من النظام العراقي السابق «بل على العكس فقد دفعت من دمي وحياتي السياسية للوقوف إلى جانب القضايا العربية سواء قضية العراق أو قضية فلسطين..
وقد أصبت بالكثير من الجروح التي أصابتني بوهن سياسي كبير نتيجة لمساندتي للقضايا العربية».
|