* روبية (الجزائر) الوكالات:
لقي 646 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 5000 آخرون بجروج في الزلزال الذي ضرب مساء الاربعاء العاصمة الجزائرية ومنطقتها الشرقية وهو أقوى زلزال في سنوات عديدة حيث شمل إلى جانب العاصمة الجزائرية البلدات القريبة منها.
وبينما عمل أفراد فرق الإنقاذ والمتطوعون طوال الليل وسط الأنقاض للوصول إلى أسر محتجزة في منازل منهارة كان عدد القتلى الذي يبلغه المسؤولون لوسائل الإعلام يزداد بسرعة.
وقال رئيس الوزراء أحمد اويحي في تعقيبه على الأعداد المتزايدة للضحايا فيما وجهت وسائل الإعلام الحكومية نداءات للعاملين في المجال الطبي للعودة إلى عملهم للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الضحايا «المباني انهارت، أسر بالكامل أسفل الأنقاض».
وواصل عمال الإنقاذ العمل طوال الليل وسط تلال من الأنقاض للوصول إلى أسر محصورة في منازل مدمرة.
وقد أمضى السكان الذين انتابهم الذغر الليل خارج منازلهم فيما تستمر الهزات الارتدادية، والزلزال الذي بلغ قوته 7 ،6 درجة بمقياس ريختر دفع السكان المذعورين إلى الخروج إلى الشوارع في الجزائر العاصمة وبلدات إلى الشرق من المدينة قريبة من مركز الزلزال على امتداد الخط الساحلي للبحر المتوسط، وشعر آخرون بالزلزال في أماكن بعيدة حتى إسبانيا.
وقال أطباء إن المستشفيات في العاصمة وأكثر المدن تضررا من الزلزال تواجه صعوبة في التعامل مع عدد الجرحى المتزايد.
ومن أكثر الأماكن تضررا من الزلزال روبية وهي منطقة غنية نسبيا وتبعد نحو 30 كيلو مترا عن الضواحي الشرقية للعاصمة حيث انهارت المباني وتحولت إلى أنقاض في مشهد يتحدث عن دمار كامل.
وقال يزيد خلفاوي الذي فقد والدته في الكارثة «لم أشاهد مثل هذه الكارثة في حياتي، كل شيء انهار»، وكانت أنقاض المبنى السكني تحيط به من كل جانب.
ووقع الزلزال في الساعة 44:7 مساء الاربعاء في وقت تجمعت فيه الأسر فيه حول العشاء في المنازل.
وعرض التلفزيون الجزائري لقطات لعشرات الجثث المغطاة بعضها لأطفال، ومن بين الجرحى طفل غطت الدماء وجهه، وقال طبيب «يوجد العديد من الجرحى..لا يمكننا أن نحصي عددهم».
ومن المدن التي تضررت بدرجة كبيرة من الزلزال بوميردس حيث أشارت تقارير وسائل الإعلام إلى أن الناس كانوا يقفزون من النوافذ وهم يحاولون النجاة بحياتهم.
وقال التلفزيون الحكومي أيضا إن مستشفى صغيرا انهار في بوميردس لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال رئيس الوزراء أحمد اويحي في الإذاعة الحكومية صباح أمس الخميس «إن الأمر يتعلق بإنقاذ أرواح الليلة». وأضاف «إنها لحظة مأساوية... إنها محنة ألمت بالجزائر كلها».
وقال إن قوات الأمن في حالة تأهب لمنع أعمال النهب في بلد يعصف به العنف منذ عشر سنوات.
وكانت وسائل الإعلام الحكومية تقطع برامجها لتحث الناس على الخروج إلى الهواء الطلق والابتعاد عن المباني، وكانت النداءات تقول «اتركوا منازلكم.. اغلقوا الغاز ولا تستخدموا المصاعد، والزموا الهدوء».
وقال مراسل رويترز في الجزائر العاصمة إن المبنى المرتفع الذي كان متواجدا فيه اهتز بعنف لبضع ثوان أثناء الزلزال، ووقعت نحو 200 هزة تابعة في شمال الجزائر في أول ساعتين وحذرت السلطات من احتمال وقوع مزيد من الهزات.
وتجمعت الأسر عند مستشفى مصطفى الرئيسي في الجزائر العاصمة للاستفسار عن مصير أقاربهم، وقال مراسل لرويترز في مكان الحادث إن الشرطة منعت الحشود المتزايدة من التجمهر عند المستشفى.
وقال أحمد «40 عاما» الذي جاء إلى الجزائر العاصمة من روبية «إنني أريد أن أرى أخي، أريد أن أعرف إن كان توفي أم مازال على قيد الحياة، أرجو أن تسمحوا لي بالدخول».
وقال المركز الجيولوجي الأمريكي لمعلومات الزلازل إن مركز الزلزال يقع على بعد 70 كيلو مترا شرقي العاصمة الجزائر وعلى مسافة عشرة كيلو مترات تحت الأرض.
وقال متحدث باسم المركز الأمريكي إن هذا الزلزال هو الأقوى الذي يصيب الجزائر منذ عام 1980 عندما تعرضت البلاد لزلزال قوي بلغت شدته 7 ،7 درجة على مقياس ريختر قتل فيه 4500 على الأقل في غرب البلاد.
وفي عام 1994 وقع زلزال تسبب في قتل 170 وتشريد أكثر من 150 ألف في شمال غرب الجزائر، وفي عام 1999 وقع زلزال تسبب في قتل 22.
|