في ذات زمان
خرج ذو شؤم
ألا وهو الشيطان
ليغوي الانسان
فوصل لغايته
وخلخل الأركان
وبدل الألوان
وخسف بالمكان
فتبينت الحقيقة
بعد لسعته المحرقة
التي جفت لها ينابيع المياه
وأحرقت الأعشاب الخضراء
وزاد الصياح
وتغلغلت السلاسل
في الرقاب
وكانت المصيبة
لا حداد
ولا سفاح
وقصصت الأعناق
أعناق السياح
أين أنت
أين
ألا تسمع النواح
أبك صمم؟
أم أذنيك
لا تجتاح
لن يدوم الصبر
فسيموت
الكفاح
وينمو الفساد
وتنكتم الأنفاس
أنفاس الإصلاح
ألا فاسمع
ألا فاقرأ
ما يكتب على الألواح
وإلا تغير الوشاح
وعرفت
ذا النعمة
وأحسست بالغم
والعار
الذي لا ينزاح
هو لك تهديد
فلن يطول
ذلك الإلحاح
فسنغرس الأسياج
وتقفل الأبواب
ويكسر المفتاح
ثم يسود الوجوم
في ظلمة داكنة
وتعض أصابع الندم
على شخص الفلاح
فستذكر في نظرك
النعمة
ولكن بعدما
عصفت بك الريح
وبعدها
تتمنى الارتياح
وستسأل نفسك كثيراً
متى ينجلي الليل
ومتى يشرق
ضياء الصباح
وستذوق مرارة المرارة
وستبذل الثمين
لترجع الرياح
وستدرك جرم
ما فعلت
ولكن بعد ماذا
انطوى الدهر
واستأنس الأشرار
وتكاتفت الأضرار
فستحاول الهروب
وتتمنى قدرتك
على الفرار
لتنهزم إلى كون
بعيد
لتشعل الشموع
وتطفئ الأنوار
لتقتل الحقيقة
وتضعها في قبر
وتصحبها الأسرار
محمد عبدالله المشاري الداخلة بسدير
|