وردني من الأخ الأستاذ عبد الله بن محمد البليهد بعض الملاحظات على ما كتبته في 1/3/1424هـ حول أحد ملوك الطوائف المعتمد بن عباد ولما في رد أخي العزيز من فوائد جمة آثرت أن أضعه بين يدي القارىء الكريم.
إن ملك آل عباد استقر مكانه في اشبيلية ولم يكن في قرطبة، وقد استولى المعتمد على قرطبة أخيراً وضمَّها إلى ملكه.
إن مأساة الملك ابن عباد أنَّ نهايته أتت على يد زعيم الموحدين ابن تاشفين والذي أمَّنه المعتمد بعد نصرته لملوك الطوائف عندما استعانوا به على المسيحيين وقد ساعدهم فعلاً، الا انه لما رأى ماهم عليه من رغد في العيش وانهماكهم في الملذات قرر القضاء عليهم وايقافهم عند حدهم ولما غزاهم هذه المرة أسر المعتمد وعائلته وغيرهم وأخذهم معه إلى مراكش وسجن المعتمد في بلدة أغمات وهي بلدة صغيرة تقع بين مراكش وجبال الأطلس وقد ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان.
ومما هو معروف أنَّ يوسف بن تاشفين أذلَّ المعتمد بن عباد في أسره لدرجة أن بناته اضطررن للعمل في الحياكة والغزل للصرف على أنفسهن وعليه، وهذا بعكس ملوك الطوائف الذين كانوا من أصل بربري فقد أكرمهم ابن تاشفين ووضعهم تحت الاقامة الجبرية في بيوت معقولة وصرف عليهم وهذا لأنه من أصل بربري.
وقد أتيحت لي الفرصة لزيارة بلدة أغمات ووقفت على ضريح المعتمد وزوجته وابنتيه، وهذا المكان أصبح مزاراً وبه أدلاَّء يشرحون عن المعتمد وزوجته وبناته وفي الواقع أن الزيارة لهذا المكان تجلب الحزن والأسى.
|