أن يتعرض الطفل للمرض والإصابة أمر معتاد ومتوقع رغم كل ما يسببه للوالدين من حزن وانزعاج، ولكن أن يقوم أحد ما من المقربين من الطفل بإحداث تلك الإصابة فهو أمر مشين وقد لا يصدق خاصة إذا كانت الإصابة شديدة وعمر الطفل صغيراً، ورغم كل ذلك فهذه الأمور تحدث وبمعدل مرتفع أحياناً، والإساءة للطفل موضوع قديم ولكن ابتدئ باعتباره مشكلة طبية منذ خمسينيات القرن المنصرم.
وتكون الإساءة للطفل بأشكال متنوعة منها:
1 الإصابات الجسمانية: وتظهر بشكل كدمات أو حروق أو جروح أو حتى كسور عظمية هامة وأذيات حشوية باطنية مختلفة، ومما يوحي بأنها محدثة إحداثاً عدم توافق قصة الإصابة مع مواصفاتها أو التأخر بالتبليغ عنها أو تكرر هذه الإصابات وعدم اهتمام ولي الأمر بها.
2 الإهمال: يؤدي التجاهل الشديد للاحتياجات التطورية للطفل لفشل في نموه أو لالتهابات متكررة بسبب قلة النظافة، كما يؤدي لضعف التطور الروحي والعاطفي وتأخر النطق والتعلم والأداء المدرسي.
3 الإساءة العاطفية: وتتضمن رفض الطفل وعدم إبداء الحب له ومجابهته بكثير من الهزء والتهديد والتجاهل وهذا يؤدي بالطفل لاضطراب سلوكي وشعوري خطير، وعادة ما تترافق الإساءة العاطفية مع الجسمانية والجنسية.
4 التسمم المتعمد: وفيها يعطى الطفل دواءً أو مادة ما مؤذية، ويحضر الطفل لقسم الطوارئ بشكوى مختلفة كأن تكون مشكلة في التنفس كما في حالة الأسبرين أو النوم أو السبات كما في حالة الأدوية المهدئة.
5 الإساءة الجنسية: وفيها يعتدي الشخص على الطفل أو الطفلة جنسياً ويسبب أذيات مختلفة ومتنوعة تترك آثارها الجسمانية والعاطفية والسلوكية بشكل عميق ومؤثر.
تدبير حالات الإساءة للأطفال، يكون بعلاج كل حالة على حدة من الناحية الطبية وحسب الأصول، ولكن يضاف إلى هذا ضرورة حماية الطفل من تكرار مثل هذه الاعتداءات والإساءات، ومثل هذه الأمور تحتاج لبحث اجتماعي معمق قد يقتضي تدخل الشرطة في بعض البلدان لضمان حماية فاعلة للطفل وبالتالي إمكانية نمو قويم.
( * ) استشاري امراض الأطفال وحديثي الولادة
مجاز من هيئة البورد العربي
|