تحتفل الكليات والمعاهد الحكومية والأهلية في كل عام بتخريج دفعات جديدة من أبناء وبنات الوطن، وتستقبلهم القطاعات الصحية الحكومية والخاصة ليسهموا مع من سبقهم في العمل في هذا القطاع الحيوي المهم لكل إنسان.
والقوى العاملة في المجال الصحي تعد الركيزة الأساسية والمورد الأكثر أهمية في أي نظام للرعاية الصحية، فنوعية تلك الرعاية المقدمة تعتمد بشكل كبير على توافر العدد الكافي من القوى العاملة المؤهلة بفئاتها وتخصصاتها المختلفة، ومشاركتها الفاعلة في تقديم الخدمة الطبية.
ونلحظ أن بعض المهتمين في المجالات الصحية يغفلون ما لهذه الفئات من أهمية في العمل الصحي وتقف دائرة الاهتمام بهم عند التعيين وفترات الترقيات!
ولقد اهتم المسؤولون عن القطاعات الصحية في إطار سعيهم للنهوض بالعمل الصحي بجوانب الابتعاث إلى الدول المتقدمة من أجل تأهيل الكوادر الطبية في مختلف التخصصات التي تتطلب تدريباً متخصصاً، إلا أن الكوادر الفنية المساعدة في العمل الصحي حتى الآن لم تنل نصيبها من العناية والاهتمام كما هو الحال بالاهتمام بالأطباء.
ولاشك أن تأهيل الكوادر الطبية الفنية المساعدة لأمر مهم وضروري ويجب السعي نحو تنمية الموارد البشرية.
إن السنوات الأخيرة التي رافقت خطط التنمية الخمسية شهدت في مجال التعليم الطبي طفرة كبيرة من خريجي وخريجات المعاهد والكليات الصحية، وتم توفير الوظائف المناسبة لهم، ومازال القطاع الصحي بحاجة إلى أعداد مضاعفة، ولكن الأمر لا يتوقف عند حد تخريج هذه الكوادر وتعيينها فحسب، بل لا بد أن يتبع ذلك الدورات التدريبية على رأس العمل سواء في الداخل أو الخارج حتى تكتمل منظومة العمل الصحي وفق أفضل الطرق وأحدث الوسائل مع الاستفادة من تقنيات العصر ومستجداته.
( * ) المدير العام للمستشفى
|