Thursday 22nd may,2003 11193العدد الخميس 21 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عن تعدد الزوجات عن تعدد الزوجات
ما هو مصير الأبناء في ظل عدم الرعاية وقلة الدخل؟

عند إحدى الإشارات وفي حرارة الشمس اقترب مني وهو يتمتم بكلام يصعب فهمه وعصاه في يده ويركب معي طالبا المساعدة للوصول إلى أحد الأسواق القريبة لشراء بعض الحاجات الضرورية لعائلته ومساعدته بمبلغ من المال ورغم حالته الصحية وكبر سنه إلا انه يجوب الشوارع لاطعام اسرته، حيث كان عاملاً بإحدى المستشفيات ثم اصيب بجلطة افقدته الكلام والحركة إلا ببطء شديد.
في تلك اللحظات تذكرت مقالة الأخ عبدالله الكثيري في العدد 11152 وتاريخ 9/2/1424هـ بعنوان «أربع زوجات في شقة واحدة» حيث تحدث عن هذه العائلة التي تسكن في دار لا يتجاوز عدد غرفه 6 غرف ومع هؤلاء الزوجات الأربع و«25» ولداً وبنتا، ومع صدق مقالته ووجود ما يثبت ذلك ومشاهدتي في بعض الأحياء الشعبية لأسر مشابهة لها وان كان معظمها أقل عدداً إلا أن مستوى المعيشة والأسلوب واحد.
وفي قصة مماثلة لهذا المريض الذي يستجدي من الناس مصروفه اليومي وكأنه شيء طبيعي تعود عليه مهما حصل من نقود توفرت معه.ويقول بأن لديه زوجتين و16 ولدا وبنتاً يعيشون في بيت شعبي وكأنهم في خلية نحل، براتب لا يتجاوز الـ2000 ريال ومصاريف كبيرة مع ان هذه الأسرة لا تشتري سوى الضروري فقط للحياة من مأكل ومشرب ولباس عادي.
فهل نسمي هؤلاء «أسراً» كبقية الأسر التي يكون عدد أفرادها متوازناً مع دخل تلك الأسرة إضافة إلى قدرة رب الأسرة على الصرف عليهم وتلبية احتياجاتهم ومتابعتهم ورعايتهم والاهتمام بهم وتنشئتهم النشأة الصالحة بإذن الله.ولعل تعدد الزوجات وكثرة الإنجاب غالبا ما يكون في الأسر والمجتمعات الأكثر فقراً دون مبالاة في تأمين احتياجاتهم ورعايتهم ومصير كل فرد منهم مستقبلاً.
فما هو مصير هؤلاء الأطفال أو الشباب من هذه الأسر عندما يريدون الحصول على ما يريدون أسوة بزملائهم وأقرانهم من الأسر الأخرى، فربما كانت هناك سلوكيات خاطئة يرتكبها هؤلاء مع الحاجة وانعدام الاهتمام والمتابعة والنصح وتوفير احتياجاتهم.
فلو قمنا بدراسة لحالة هؤلاء الصغار الذين يمارسون البيع عند الإشارات أو التجول فيها أحيانا أو في المجمعات التجارية بشكل مباشر أو غير مباشر، وانتشار النساء مع أطفالهن وبناتهن عند أبواب بعض المساجد وبجوار مكائن الصرف الآلي لوجدنا انهم ضحايا لآباء تزوجوا وأكثروا من الزواج وأنجبوا بشكل عشوائي أفقدهم في نهاية الأمر وبعد ازدياد عدد أفراد الأسرة وضعف السيطرة عليهم وتلبية احتياجاتهم مما جعل من حرمانهم سببا في ضياعهم احياناً، تقدم الرعاية لهؤلاء ماديا ومعنويا ومساعدتهم وتوجيههم الوجهة السليمة ضماناً لسلامتهم من الضياع والانحراف وبقائهم ضمن افراد المجتمع الصالحين المساهمين في بنائه كبقية زملائهم من الأسر الأخرى.

محمد عبدالله الحميضي/مكتب شقراء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved