سعادة رئيس التحرير والأخ المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة تحية طيبة
لقد شدتني مقالة سطرها الكاتب المتميز الأستاذ حمد القاضي بعدد الجزيرة «11174» في 2/3/1424ه تحت عنوان «وإنه لقسم لو تعلمون عظيم» ولقد حوت هذه المقالة عدداً من الحكم القيمة والنصائح الثمينة لهؤلاء الوزراء الجدد أو المجدد لهم وان هذا القسم العظيم الذي قطعه كل مسؤول على نفسه أمام ولي الأمر عندما ولي شؤون البلاد ومصالح العباد فأصبحت تلك الوزارة مناطة في عنقه. وحمل الأمانة ليست بالأمر الهين يشيب الرأس منها وينحل الجسم ولا يهنأ براحة ولا يستلذ بطعام وما قصة عمر بن عبدالعزيز الخليفة الذي ذاع صيته بورعه وتقواه من شدة خوفه من الله وثقل الأمانة وما سببت له الخلافة التي بدلت حالته وصحته ببعيد فالقصة موثقة في كتب التاريخ ولكن مما اعتدناه كمواطنين انه منذ الوهلة الأولى لصدور أمر التعيين تنطلق تصريحاتهم عبر الصحف شاكرين ومقدرين لولاة الأمر حفظهم الله بهذه الثقة قاطعين على أنفسهم العهد على العمل بما من شأنه رقي هذا الوطن وسعادة المواطن ورفاهيته وأنهم سوف يفتحون قلوبهم قبل مكاتبهم وانهم سوف يقضون على الروتين والبيروقراطية التي شركت جذورها في تلك الوزارات وانهم سوف يفتحون جسر التواصل بينهم وبين المواطن للاستماع لهمومه ومعاناته.. نسر بذلك ونسعد كمواطنين بهذه التصريحات الصحفية ولكن مع مرور الوقت تذهب تلك التصريحات وتصبح خبراً بعد ذات تذهب لمقابلة وزير ما فتشتكي من ظلم تعرضت له أو حق سلب منك أو معاملة تدور رحاها منذ سنوات لم تنتهِ بعد وتظن ان مقابلة سهلة جدا عطفاً على ما سمعت وقرأت من تصريحاته ابان تعيين ولكن تصطدم بحواجز وعقبات وتفاجأ بتحقيقات واستفسارات من قبل ما يسمى بموظفي مكتب معاليه وان مقابلة ليست بالأمر الهين تقابل موظفين بالعشرات هذا مدير وهذا مدير المكتب وهذا السكرتير الأول والثاني وهذا سكرتير الأمن وهذا المسؤول عن المعاريض والآخر منسق المواعيد ومن كثرتهم لم تعد تفرق بين مهامهم وأمام هذا التجييش الهائل من أعداد الموظفين تصاب بالارتباك والخوف بسبب تقاذف موظفي مكتب معاليه وان خدمك الحظ وحصلت على مقابلة معاليه فعلى عجل لأنه لا مجال لإسماع الوزير معاناتك لأن موظفيه أعدوا ورقة صغيرة ترفق مع معروضك تتطلب من الوزير التأشيرة فقط وهو لم يقرأ سطور المعاناة التي جئت من أجلها فأصبح دخولك للوزير هو من أجل السلام فقط.. سبحان الله! يقطع المواطن مئات الكيلومترات من أجل مقابلة الوزير لعرض مشكلته التي نغصت عليه عيشة ثم يفاجأ ان مقابلته من أجل السلام!! ثم تدور معاملته رحاها في أروقة الوزارة تنتقل بين مكاتب الوكلاء ورؤساء الأقسام ثم تكون النتيجة على المقولة المشهورة «كأنك يا أبي زيد ما غزيت» هذه حقيقة كلنا عايشناها مع وزرائنا.أقول هذا وأنا وجميع المواطنين نشاهد السمة الحقيقية لتعامل الراعي مع الرعية التي ليس لها مثيل في جميع أنحاء العالم وجسدها ولي العهد حفظه الله ورعاه وهو يترجم عملياً كيفية استقباله لأبنائه المواطنين ومد جسور التواصل الحقيقي معهم من خلال تحديد يوم في الأسبوع تتوافد فيه على مجلسه مئات بل آلاف المواطنين مع جميع أنحاء المملكة ويستقبلهم بحنان الأبوة وإحساس المسؤولية فنجده يخصص مقعداً أمامه لأصحاب المعاناة والحاجات لا يبعد عنه إلا عدداً من السنتمترات يساعد شيخاً خطا الشيب رأسه وأحنى الزمان ظهره في جلوسه وقيامه يستمع لشكواه أو مطلبه من فمه لا من معرضه ويعده بحلها ويقوم هذا الشيخ وقد بدأت على ملامحه البشر والسرور وهو يرفع يديه إلى السماء داعياً لولي العهد ثم يحل مكانه شاباً يصافحه ولي العهد ويصغي لما يقول ويعده خيراً ثم يحمل مكانه طفلاً يداعبه ولي العهد ويمسح على رأسه ويستمع لمطلبه ثم ينهض هذا الطفل ليقبل يمين ولي العهد ثم يجلس مكانه مقيم أجنبي ويعامله ولي العهد كمواطن وليس كوافد وهذا في بلده لا يستطع مقابلة رئيسه الله أكبر ولي العهد على الرغم من مشاغله الجسام ومسؤولياته العظام أبى إلا أن يستقطع جزءا من وقته لأبنائه المواطنين يحاورهم ويسأل عن أحوالهم يتعامل معهم بكل أريحية وتواضع وكرم ولم يمل من كثرة المطالبات ولم يتذمر من كثرة الشكاوى بل يصدر حفظه الله التعاميم والأوامر السامية بين حين وآخر بالتأكيد على الوزراء والمسؤولين وجميع موظفي الدولة بالاهتمام بالمواطنين وسرعة إنجاز معاملاتهم وعدم بخس حقوقهم مذكرهم بعظم الأمانة التي أبت السموات والأرض على حملها وجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم وهذه الأوامر السامية صدرت نتيجة ملاحظته من كثرة الشكاوى والتظلمات التي تعرض عليه من قبل المواطنين.أين مسؤولينا الوزراء من انتهاجهم أسلوب تعامل ولي العهد مع المواطنين على الرغم من ان مسؤولياتهم محدودة ولقطاع معين إننا بحاجة ماسة من أي وقت مضى إلى أن يتنازل وزراؤنا الجدد عما اعتاد عليه أسلافهم من المظاهر والشكليات وإلغاء نظام البروتوكولات سواء في وزاراتهم أو أثناء قيامهم بزيارات تفقدية للمناطق وان تكون تلك الزيارة بمعناها الحقيقي لا كما اعتدناه من زياراتهم التي يطغى عليها الجانب الاحتفالي والتكريمي من خلال برنامج معد سلفاً تحدد الأماكن التي سوف يزورها التي جملت وحسنت من أجل خاطر الوزير وأن يجعلوا أيضا صفة التواضع والتبسط كشعار يرفعونه ويطبقونه مع من لهم علاقة بوزاراتهم وان يفسحوا مساحة للحوار والتحاور بينهم وبين المواطن وان ينتهجوا أسلوب المكاشفة والشفافية مع تقبل الرأي من شرائح المجتمع كافة ان تتسع صدورهم وألا تضيق من كثرة المطالبات أو المناشدات أو النقد فإنكم لن تسعوا الناس بمناصبكم أو أموالكم ولكن تسعوهم بأخلاقكم وان تتواصلوا مع الصحافة بحكم انها المرآة الحقيقية لكم وألا تسخدموها كوسيلة للتلميع بإنجازاتكم وإسهاماتكم ونشر أخباركم وأحوالكم بل يجب الاهتمام والعناية بما يطرح فيها من آراء وأفكار وملاحظات تسهم بتطوير العمل وتحسين الأداء والارتقاء بجهازكم مع فتح صفحة جديدة مع المواطن هذه خواطر جادت بها قريحة مواطن أردت بها التذكير والتنبيه ونحن نمر في منعطف خطير يعصف بأمتنا الإسلامية والعربية هذه الأيام، متمنياً لأصحاب المعالي الوزراء التوفيق والسداد سائلاً الله أن يحمي أوطاننا من كيد الأعداء وحقد الجبناء انه سميع مجيب.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/مشرف تربوي بتعليم حائل
|