في أجواء القلق والترقب لعمليات إرهابية جديدة تزداد صور التلاحم بين فئات المجتمع والسلطات الأمنية وهو أمر سيفيد كثيراً في إحباط المخططات التآمرية ويحدُّ من خطورتها وربما شكل خطوة وقائية ضدها وسط الادراك الواسع لخطورة ما يحدث والإصرار على تجنبه.
وتتفهم قطاعات المجتمع حالة الاستنفار الأمنية خصوصاً وأن البلاد لم تخرج بعد من حالة الأسى والحزن التي خَلَّفتها تفجيرات الاسبوع الماضي بكل نتائجها المأساوية، وقد نبهت فداحة الكارثة إلى ضرورة الحذر، بل وتعزيز الاجراءات لإفشال أية مخططات خصوصاً وأن هناك توقعات بمحاولات جديدة.
ولهذه المواجهة ترتيبات آنية تتمثل في الاستعدادات الأمنية وحملات التوعية كما تزداد الحاجة لترسيخ القناعات بأن الإرهاب قد يختفي الآن ليظهر بعد انقضاء وقت قد يكون شهراً أو سنة أو أكثر .. ولهذا تزداد الحاجة لحصانة نفسية دائمة ومستمرة وهذا أمر يمكن تحقيقه بسهولة في مجتمع مسلم أصلاً ينبذ التطرف والتشدد، كما تظل الحاجة ماسة لبيان الأخطاء التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون من خلال استهدافهم أُناساً تعتبرهم الشريعة الاسلامية من المعصومين الذين يحرم سفك دمائهم وهم المسلمون بصفة عامة والمعاهدون والمستأمنون.
إن تشكيل موقف واضح من الارهاب يعتبر من أساسيات المكافحة، بل والرفض لهذه الظاهرة خصوصاً وأن الارهابيين يتعمدون استغلال الدين لتمرير عملياتهم وكسب التأييد إلى صفوفهم، إلا أن توضيح الموقف الشرعي تجاه جرائمهم وأهدافهم يضع كل مخططاتهم في خانة الرفض.
خطورة هذه الجرائم تستوجب حزماً في مواجهتها وقد تعهدت الدولة بالحسم، والحسم مطلوب أيضاً وسط المجتمع حيث يعيش الارهابيون بيننا، ما يعني عدم التساهل تجاههم وعدم تبرير ما يقومون به من جرائم، لأن تبرير هذه الجرائم يعتبر مشاركة مباشرة فيها وتشجيع لها.
وقد كان تأكيد سمو ولي العهد بهذا الصدد واضح حيث شدد لدى استقباله ذوي المتوفين والمصابين في الانفجارات الأخيرة، على أن منفذي التفجيرات ومن يقف وراءهم سينالون عقابهم الرادع محذراً من يتعاطف معهم أنه سيعتبر منهم.
|