Thursday 22nd may,2003 11193العدد الخميس 21 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت أنت
حان الوقت للتغيير محلياً
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

كلمة التغيير اختطفت معنى ومبنى.. حيث تم ربطها باسرائيل وبرغبة أمريكا.. لكن الحقيقة أن أوضاعنا محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً تستدعي التغيير.. ربما يوافق ذلك رغبات الغرب.. لكنه بكل تأكيد يوافق احتياجاتنا الملحة إن كنا نرغب في التقدم بالسير والرقي.. فما نحن فيه لا يسرنا ولا يسر كل محب لنا مرتبط بنا.. وهو حال كل الشعوب العربية وأغلب الشعوب الإسلامية للأسف.
نحن نحتاج إلى أن نغير نقطة تركزنا في أمور كثيرة للبحث عن اجابات لأسئلة مصيرية تعني نوعية الحياة.. ونوعية المستقبل.. مثلاً:
- كيف صارت السيارات لدينا القاتل رقم واحد؟
- هل اطلعتم على الفتوى التي صدرت في شهر محرم الماضي بعدم جواز دفع الصدقة ممن عليه قرض للصندوق العقاري؟
هل نحتاج لفتوى لرؤية هذه الحقيقة؟.. ألا تعني أن مجتمعنا يعيش نسقاً ثقافياً مختلاً؟.. وهل هذه حصيلة التعليم أم التربية.. أم ثقافة المجتمع كله؟
نحن أكبر شعب متدين على وجه الأرض، ومع هذا نحتاج إلى فتوى لنفهم أنه يجب على المسلم سداد دينه قبل أن يتصدق.. لذلك نرى في مجتمعنا من يبخس موظفيه والعاملين والمتعاملين معه حقهم.. لكنه يتصدق لبناء مسجد ودورات مياه في بلاد لا يصلي ولا يتوضأ فيها أحد.. ولذلك أيضاً نرى من يغيب عن عمله لأداء العمرة.
- انظروا إلى مشاعرنا تجاه بعضنا مناطقياً ومذهبياً.. صحيح أنها لا تظهر على السطح لكنها ظاهرة متقدة تحت السطح.
- هل تريدون مثالاً عن الكيل بمكيالين.. في جدة والدمام مسموح للعوائل ارتياد الحدائق العامة والأماكن الترفيهية.. وفي الرياض ممنوع.
- ومثالاً على اختلاف الرؤية.. لقد تم ربط التعليم بالوظيفة.. حتى صارت الدعوات تقود إلى قصر التعليم على الوظائف المتاحة.. وكأن التعليم هو للتوظيف والوظيفة.. وان من ليس له وظيفة يجب ألا يتعلم.
- ومثالاً على انحراف الرؤية.. انظروا كيف تم عقاب المجتمع عقاباً جماعياً.. بتحويل شوارعنا إلى مطبات صناعية.. بسبب مراهق غر فحط بسيارته.
- ومثالاً على ضعف القدرة.. انظروا كيف هي قدرات ومهارات خريجي الثانوية العامة لدينا.. أغلبهم خطه لا يقرأ.. ويخطئ في الإملاء.. ولا يجيد التعبير عن نفسه لفظاً أو كتابة.. أما الجامعي فبعد تخرجه يحتاج إلى دورات إعادة تأهيل.
- ومثالاً على اختلاط الفهم.. في الصف الثالث ابتدائي يعلم الأولاد حكم هل يجزىء الاستجمار عن الاستنجاء.. وفي الصف السادس يعلم الأولاد شروط الغسل عن الجنابة.
- ومثالاً على عدم المبالاة.. يعيش معنا سبعة ملايين وافد.. وعمل في هذه البلاد خلال الثلاثين عاماً الماضية على أقل تقدير ثلاثون مليوناً آخرين.. بربكم كم هم الذين يحملون عنا ذكرى طيبة.. ولماذا عجزنا عن التواصل معهم؟
نحن في زمن سيفرض علينا أن نتغير فيه.. وكنا نرغب أن يكون ذلك التغيير بيدنا.. وقبل ذلك أن يكون في صالحنا.
حان لنا أن نغير بؤرة تركيزنا.. من ماذا يمكن أن يصيبنا بسبب تآمر الآخرين علينا إلى ماذا يمكن أن نكون نحن إذا عملنا على تحقيق ما نريد.. لا أن نقعد على الرصيف نبكي من استهداف الآخرين وتآمرهم.
حان لنا أن نثير كل الأسئلة ونبحث عن اجاباتها.. دون أن نقف عند الأسئلة التي لا نعلم الاجابة عليها.. أو نتجاوز الأسئلة التي لا نرغب التفكير بها.. فالقاعدة الحياتية تؤكد على أن مصير الفرد والأمم لا يتشكل فقط بالأسئلة التي تم طرحها.. بل كذلك بالأسئلة التي لم يتم طرحها.
من هذه الأسئلة.. ما الثمن الذي سندفعه لو تغيرنا؟.. وما هو في المقابل الثمن الذي سندفعه لو لم نتغير.. وكيف نحسن ما نفعل؟.. وكيف نبدل ما نفعل إن كان خاطئاً؟.
اسئلتنا يجب ألا تكون محددة أو سلبية، ويجب أيضاً أن ننتبه إلى أن أسئلتنا تتأثر كثيراً ببيئاتنا والمحيطين بنا.. لذلك لابد من الانعتاق من حواجز الحدود وسقف التجاوز.. وقلاع الممنوع والمرفوض والمحظور وفق فقه (تابو) المجتمع.
* الماء الذي لا يتحرك يأسن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved