Thursday 22nd may,2003 11193العدد الخميس 21 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير الدكتور بندر بن سلمان: الأمير الدكتور بندر بن سلمان:
التحكيم مكمل للقضاء وليس منافساً له.. ولا حساسية بينهما

* جدة نانا السقا:
أكد صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار سمو ولي العهد ورئيس فريق التحكيم السعودي ان الأنظمة في المملكة اهتمت بموضوع الاستثمار الأجنبي والذي من أولوياته تهيئة المناخ لهذا الاستثمار الوطني وبالتالي كان لابد من أن يكون هناك من الأنظمة ما يسهل على الاستثمار ان يتعايش معه وخصوصاً في مسألة التقاضي.
وأضاف في تصريحات صحفية على هامش انعقاد ندوة التحكيم من منظور إسلامي ودولي التي نظمها الاتحاد الدولي للمحامين بالتعاون مع مكتب المحامي ماجد قاروب ان هناك الكثير من الأنظمة الحديثة التي صدرت أخيراً لتضع حلاً لهذه المشكلات التي تظهر على السطح.
ونفى سموه ان يكون هناك حساسية ضد التحكيم في نظام القضاء السعودي وقال إن معالي وزير العدل الدكتور عبدالله آل الشيخ دافع عن هذا الجانب وأكد انه لا توجد هناك أية حساسية وانها قد تكون مسألة فردية من بعض القضاة خشية ان يكون هذا التحكيم منافساً لهم او ان يهمشوا.
وشدد سموه على ان التحكيم مكمل للقضاء وليس منافساً له وقال: إن من الإصلاحات الداخلية في ديوان المظالم والمحاكم الإدارية هو محاولة تخفيف الأعباء والمعوقات التي تمنع ان يلاحظ الاشتكاء منها ممن يدخلون ويطلبون مسائل التحكيم.
وأضاف سموه ان اتفاقية لاهاي عام 1907م والتي انضمت إليها المملكة العربية السعودية مؤخراً طلبت ان يكون هناك محكمون في محكمة لاهاي الدولية واتشرف ان أكون واحداً من هؤلاء المحكمون إضافة إلى الدكتور عمر باخشب رئيس قسم الأنظمة في جامعة الملك عبدالعزيز وكذلك الشيخ صالح الصالح رئيس الدائرة القضائية في ديوان المظالم بجدة والشيخ إبراهيم الرشيد القاضي بديوان المظالم في المنطقة الشرقية.
وحول سؤال عن لقاء سمو ولي العهد بالمفكرين والمثقفين مؤخراً وإلى أي حد وصلت طلبات هؤلاء المثقفين أجاب سموه: إن سمو ولي العهد حفظه الله بابه مفتوح لجميع الناس ويستمع من جميع الشرائح وهم مواطنون ويأخذ منهم وينظر لما فيه المصلحة العامة ومصلحة المملكة العربية السعودية.
وفي سؤال عن موضوع مناقشة قضايا التحكيم من منظور إسلامي وحين خروج المشكلات إلى الساحات الدولية تصطدم مع الأنظمة الدولية ومنها أنظمة القضاء السعودي وكيفية التوفيق ما بين هذين الأمرين أجاب الأمير الدكتور بندر سلمان قائلاً إن فريق التحكيم السعودي قام بالعديد من الجهود فهناك مفاهيم مغلوطة لدى الآخرين عن الأنظمة وعن القضاء والتحكيم جزء من القضاء.
وأكد سموه ان مهمتنا هو تصحيح هذه المفاهيم وطرحها بأسلوب يتفهمه الآخرون لأن الإسلام والشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان من خلال التطرق للمستجدات والأمور الحديثة واستيعابها وفهمها.
وقال إن إيفاد العديد من القضاة السعوديين إلى الخارج للحديث مع الآخرين مكنهم من معرفة الكثير من الاستنتاجات وبدأوا يثرون حتى الرأي الغربي وكانت هناك أسئلة كثيرة من قبل الغرب لا تجد إجابات وقام هؤلاء القضاة بالإجابة عليها ونحن نسير في الطريق الصحيح وبخطى حثيثة ومتكاملة ولله الحمد.
وأضاف سموه: إنني سمعت من الكثير من الغربيين والعرب ان المملكة كانت متأخرة في السابق في التحكيم ولكنها الآن قطعت شوطاً كبيراً في المصاف الدولية وليس فقط على المستوى العربي وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى كما ان الشريعة الإسلامية فيها كل ما يخدم البشرية وهي تحتاج إلى رجال يهيئون ويشرحون بالطرق التي يفهمها الآخرون.
وحول سؤال من وجود عتب على فريق التحكيم بشأن المعتقلين السعوديين في جوانتانامو أشار سموه إلى انه لم يسمع بهذا العتب من قبل موضحاً ان فريق التحكيم السعودي يختص بالمسائل التحكيمية والتحكيم دائماً يكون من طرفين وليس من طرف واحد وهو الذي يطلب التحكيم والثاني يوافق عليها فيتم.
وشدد سموه انه إذا طلب من فريق التحكيم السعودي التحكيم فنحن لن نمانع في التحكيم في أية مسألة دولية سواء فيما يتعلق بالمعتقلين السعوديين أو غيرها من القضايا.
وأكد سموه انه لا يريد الخوض في هذا المجال لأن الأمر لا يتعلق بنا وليس لفريق التحكيم السعودي أي دخل في هذا الأمر.
وفي سؤال عن الأسباب الحقيقية وراء انجراف مجموعة من الشباب السعودي خصوصاً في السنتين الأخيرتين والاقبال على العمليات الانتحارية بدءاً بأحداث 11 سبتمبر وانتهاء بحادث التفجير في الرياض أجاب سموه: لكل قاعدة شواذ حتى أنت في بيتك وعقر دارك أبناؤك الذين من صلبك قد يتمرد عليك أحدهم أليس هذا صحيحاً ونجده في الكثير من البيوت.
وقال سموه: إن هناك أحداثاً ظهرت في المجتمع وهناك من يشذ ويقتل ابيه أو أمه وتساءل سموه لماذا لا نسأل أنفسنا هذا السؤال، موضحاً سموه ان المسألة تتعلق هل هؤلاء الذين قاموا بهذه العمليات هم مجندون أو منبوذون هذا هو السؤال ونحن نقول انهم منبوذون وليس فقط من فئة معينة بل من جميع شرائح المجتمع السعودي والإسلامي أيضاً.
وحول هل هناك سبب معين وراء هذه العمليات قال سموه: وهل للإنسان العاق لوالديه سبب لهذا العقوق وهو يعتقد ان هناك سبباً لكن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.. قال تعالى: {قٍلً هّلً نٍنّبٌَئٍكٍم بٌالأّخًسّرٌينّ أّعًمّالاْ الّذٌينّ ضّلَّ سّعًيٍهٍمً فٌي الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّهٍمً يّحًسّبٍونّ أّنَّهٍمً يٍحًسٌنٍونّ صٍنًعْا} هو يتوقع ان هذا صحيح وهو في الواقع انه ليس صحيحاً.
وفي سؤال عن توقعات سموه من هذه الندوة للخروج بأنظمة تحكيم تفيد العالمين العربي والإسلامي أجاب: هذا صحيح اتوقع من الندوة ان تحقق الهدف المنشود ونتمنى ان تكون هناك ندوات ومؤتمرات متلاحقة لدعم هذا الجانب حتى تكون هناك استمرارية لايصال صوتنا للآخرين وان نعلمهم ان لدينا ولله الحمد رجالاً اكفاء على مستوى المسؤولية قادرين على الأداء على المستوى الدولي واستطعنا في المحافل العربية بفضل من الله تعالى نحقق جزءاً من المكاسب وهي نافذة جيدة وأحد الحلول التي نسير عليها.. وحول سؤال عن هيئة حقوق الإنسان الأهلية التي أعلن وسيعلن أسماء الأربعين شخصاً قريباً المنتسبين لها وهل تم اختيار هذه الشخصيات أوضح الأمير الدكتور بندر بن سلمان: في الحقيقة ليس هذا بالشيء الحديث وانتم تعلمون ان حقوق الإنسان مصانة وحفظتها الشريعة الإسلامية التي هي دستور المملكة العربية السعودية. وشدد سموه على ان المملكة تقتدي بهذه الحقوق والحقوق لا تتعلق بالإنسان فقط وإنما هناك حقوق الحيوان وحقوق البيئة لدرجة انه في أزمات الحروب لا يحبذ الدين الإسلامي اتلاف شجرة وقطعها وهذا في وقت الحرب فما بالك بالإنسان.
وأكد سموه ان كل ما جاء في الشريعة وضع وتبلور في الأنظمة الحديثة للدولة. وأعلن سموه عن وجود لجنتين لجنة أهلية ولجنة حكومية ولا أريد ان استبق الأحداث بالنسبة للأسماء فهناك جهات اختصاص لذلك.
وفي سؤال حول اتجاه المملكة إلى الإصلاح ومنها إنشاء لجنة حقوق الإنسان وفيما إذا كان الإصلاح بضغوط أمريكية أجاب سموه: لا توجد لدينا ضغوط وبالذات في هذه المسائل وسبق ان ذكرت ان المملكة تحكم بالشريعة الإسلامية وهي موجودة أصلاً وكل ما في المسألة هو تنظيم لها والاصلاح سائر من زمان وليس جديدا وكل دولة تتطور وتحث الخطى إلى الإصلاح وفي الكثير من الخطابات السابقة لو رجعنا لولاة الأمر من فترات طويلة وقبل الحروب والدولة تسعى إلى الإصلاح والإسراع في ذلك وهي ما تزال تعمل على تحقيق ذلك لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
وفيما يتعلق بكتابة الأحكام الإسلامية بشكل صحيح وجمعها وترجمتها إلى اللغات الأخرى ومدى أهمية ذلك في نشر الأحكام الإسلامية في العالم بيّن سموه: نعم نعتقد ان هذا صحيح وسوف يساهم بلا شك مساهمة كبيرة وصدرت الموافقة بنشر هذه الأحكام حتى يستنير بها القاضي نفسه تجاه بعض القضايا إلى جانب دراستها من المحامين والباحثين وهي خطوة مهمة تواكب التطور الذي نعيشه.
وأكد سموه ان ندوة التحكيم من منظور إسلامي ودولي سوف تنقل رسالة واضحة خاصة وان هناك مشاركة من معالي وزير العدل وديوان المظالم وأصحاب الفضيلة القضاة وهي دليل واضح على ان الجميع يعتني بهذا الأمر وليس فقط القانونيون والمحامون وإنما القضاة أيضاً لما فيه مصلحة الوطن والعمل على اخراج هذه الأفكار وبلورتها واعطاء الصبغة الدولية التي يتفهمها الآخرون من المنظمات الدولية وكذلك الاتحاد الدولي للمحامين.
وأشار سموه إلى ان اللغة العربية لها مكانتها الدولية لكننا مقصرون في ان نجعل هذه اللغة حية كاللغات الأخرى.
وعبر سموه عن أسفه حين عرف ان هناك مركزاً من مراكز التحكيم الدولية المعتبرة على مستوى العالم كان أحد أطراف النزاع في قضية تحكيمية عرب والمحكمون عرب ورئيس المحكمة عربي وكانت اللغة التي يتداولونها لغة أجنبية لأن نظام المركز يفرض عليهم هذه اللغة.
وشدد سموه على ان هذا الحمل الثقيل لابد ان نقوم به من أجل ان تكون اللغة العربية هي إحدى المحاور الأساسية في هذه المراكز.
وفي إجابة لسموه عن مهام وأهداف فريق التحكيم السعودي هو فريق يوحد الجهود المتبعثرة ويركز بما فيه أهداف القيام بهذا التحكيم على المستوى الدولي والاقليمي.
وعن سؤال فيما إذا كانت هناك تطلعات لوجود نقابة محامين سعوديين خاصة وان هناك 3 ملايين محامي و315 نقابة في العالم أوضح سموه ليس شرطاً ان تكون نقابة محامين قد تكون باسم جمعية أو باسم لجنة للمحامين السعوديين أو هيئة ولا يشترط ان نلتزم بمسميات معينة أهم ما في الأمر هو تحديد الغرض والنتائج المرجوة منها وهو ما نسعى إليه واعتقد ان هناك توجهاً كبيراً لهذه المسألة.
وأكد سموه ان الخطابات التي يلقيها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في مجلس الشورى هي لاعطاء السياسية العامة للمملكة وهي السياسة التي تتخذها المملكة في المرحلة القادمة.
وحول سؤال عن حفظ حقوق المرأة اجاب سموه: إن المرأة حقوقها محفوظة ولكن نحن دائماً نلحن على هذه المسألة لأننا لا نعلم ما مدى تطور ذلك والحكمة تقول انه لا تقفز قفزات شاسعة اريد ان أسأل الجنين كم يمكث في بطن أمه أليس تسعة أشهر هل بالإمكان اخراجه في يوم وليلة.
وبين سموه ان الله سبحانه وتعالى أعطانا مثالاً أن يأخذ كل نتاج بطبيعته حتي الثمرة تزهر أولاً ثم تثمر وتنضج والمملكة سائرة على هذا النهج.
وقال سموه: نحن نعلم ان الغرب كم عاش من القرون فأين حقوق المرأة وكيف كانت المرأة تعامل في الغرب من ظلم في الوقت ان الإسلام حفظ حقوق المرأة منذ البداية وجعل لها مكانة متميزة في الحقوق.
وأكد سموه ان حقوق المرأة ليس معناها ان نخلع الأخلاق العربية الإسلامية باسم الحرية والخروج عن الشريعة الإسلامية.
وشدد سموه ان الحرية والضوابط التي وضعها الإسلام تحترم المرأة وتقدرها ولا تجعلها سلعة وهي مكرمة.
ولفت إلى ان الكثير من الأزواج في الغرب يطالبون بما تدعو إليه الشريعة الإسلامية في الحياة الزوجية ويكفي ان الشريعة الإسلامية جعلت الذمة المالية مستقلة.
وبيّن ان الإسلام أكد على أحقية المرأة للنفقة حتى وان كانت غنية.
ولفت سموه: ان ذلك أيضاً لا يعني ان لا نستفيد من الآخرين ونأخذ التجارب الصحيحة ونصفيها لما يصلح لعقيدتنا ووطننا ونترك ما دون ذلك.
وقال سموه ان خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى هو خطوط عريضة وسياسة عامة للدولة وسوف نسير عليها وهي امتداد لما كنا عليه سابقاً ومنهج للمرحلة القادمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved