منذ تفجيرات الرياض الإرهابية التي حصلت في الحادي عشر من ربيع الأول والمواطن السعودي بل وحتى المتلقي العربي يتلقى العديد من المعلومات الخاطئة التي تندرج جميعها تحت بند «الإشاعات». والذين يمتلكون أجهزة هاتف نقال «جوال» ولديهم خاصية استلام الرسائل لابد من أنهم قد تلقوا العديد من الرسائل التي تبلغهم بوقوع حادث تفجير في مكان ما في الرياض أو في مدن أخرى من المملكة، وعندما يستفسرون ويجرون العديد من الاتصالات، بل يتوجه بعضهم إلى مكان الحادث المزعوم لا يجد شيئاً.
وقد حصل لي شخصياً مثل هذا كثيراً في الأيام الماضية، ترسل رسالة عبر الهاتف النقال «الجوال» تفيد بحصول تفجير، وتوافقاً مع عملنا الصحفي ومسؤولية المتابعة نجري اتصالات مع المسؤولين الأمنيين الذين يجزمون بعدم حصول أي شيء، وإرضاءً للفضول الصحفي وسعينا لتحقيق التواجد الصحفي او السبق الصحفي نرسل صحفيين بل ذهبت بنفسي أكثر من مرة، لأجد تأكيدات المسؤولين الأمنيين صادقة وحقيقية، وأن ما ذكر من حوادث مجرد «إشاعات».
هذه الإشاعات التي كثرت في الأيام الماضية ولا تزال تجد رواجاً من قبل أناس لا يجدون عملاً فيرتكبوا مثل هذه الحماقات، لم تقتصر على رسائل الهواتف النقالة، بل امتدت إلى أجهزة الحاسب الآلي من خلال «الإنترنت» التي يؤلف مستعملوها القصص والروايات والأحداث التي أخذت تنافس قصص أرسين لوبين وجيمس بوند.
وكل هذا يهون وما تنشره وكالات الأنباء والصحف خارج المملكة، وكالات أنباء محترمة ودولية «يتنجم» محرروها بقرب وقوع حوادث وتفجيرات ويحددون مدناً بعينها ودولاً معينة دون غيرها وكالعادة فأكثر الدول استهدافاً المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ويحددون الأيام والمواعيد ومنها يوم 21/5/2003، أي يوم أمس الأربعاء الذي ذكرت الإشاعات التي وجدت طريقها للصحف الكبرى ووكالات الأنباء العالمية بأنه سيشهد عمليات إرهابية كبيرة في المملكة العربية السعودية.. وأمريكا.. فهل صدقت إشاعتهم.. الجواب يعرفه الجميع فقد مرَّ أمس مثل غيره من باقي الأيام، مع أن الحرص واجب، والتأهب الأمني مطلوب خاصة بعد العمليات الإرهابية الأخيرة...
ولكن أن يتحول البعض إلى مروجي إشاعات وأن تجد هذه الإشاعات طريقها إلى وسائل الإعلام.. فهو الجنون بعينه، وهو ما يهدف إليه الإرهابيون الذين يسعون إلى تحقيقه وهو هز الأمن والاستقرار وجعل الجميع متوجساً وخائفاً.
|