شدت الكثير منا أحداث التفجيرات الارهابية في الدار البيضاء عاصمة المغرب الاقتصادية وتسمرنا أمام التلفاز بصحبة الريموت كنترول «متنقلين بين الفضائيات» لمتابعة ما يستجد من معلومات وما يذكر من أنباء عنها.
وهذه المتابعة ليست حرصاً منا على مشاهدة آثار الدمار في المباني أو الدماء وهي تسيل على الوجوه وبقية الجسد والأرض «فعندنا وعندهم خير».. كما أن تلك المشاهد لم تعد تحرك فينا ساكناً فقد أصبحت بالنسبة لنا مناظر مألوفة وعادية مقارنة بما نشاهده من جماجم آدمية وهياكل عظمية جراء نبش القبور الجماعية في العراق ومقارنة أيضاً بوسائل الإعدام البشعة التي شاهدناها مؤخراً والمتمثلة في تفجير أجساد بعض شباب بلاد الرافدين بعبوات خصصت لنسف الجبال والصخور وليس البشر!!.
إن متابعتنا وحرصنا واهتمامنا هذه المرة بأحداث الدار البيضاء هي خشيتنا أن يكون من بين المنفذين مواطنون من أبناء جلدتنا.. لأن في ذلك ترسيخاً لالصاق تهمة الإرهاب والتخريب والإجرام بشبابنا.
صحيح أن الارهاب لا جنسية له ولا تتحمل دولتنا مسؤولية ما يحدث خارج حدودها.. ولكن تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا وما أفرزته من ضغوط دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وسياحية علينا جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من تنامي العداء ضدنا في العالم العربي بعد العالم الغربي ولكن بعد أن تأكدنا من عدم مشاركة أي من شبابنا فيها حمدنا الله وتمنينا الهداية لهم وعودتهم للصراط المستقيم.
|