Wednesday 21st may,2003 11192العدد الاربعاء 20 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

18-5-1390هـ/ الموافق 21-7-1970م/ العدد 303 18-5-1390هـ/ الموافق 21-7-1970م/ العدد 303
كلمات من نور
يكتبها: ثاني المنصور

يقول الله تعالى: {هّلً يّسًتّوٌي الذٌينّ يّعًلّمٍونّ وّالَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ } [الزمر:9].
ايها المسلمون ان الله يمن على عباده بالعقل والذكاء ويكرمهم به والادب تاج يحمله كل اديب.
قال الحكماء: الادب افضل من الحسب لان الرجل ينطق به فيعرف قبل حسبه ومن فقد نسبه نهض به ادبه، فالاديب اكرم الجواهر وانفسها فانه يرفع الخسيس ويفيد الرغائب ويعز بغير عشيرة ويكثر الانصار بغير رؤية فألبسوه حلة تزيونه حلية يؤنسكم في الوحشة ويجمع لكم القلوب المختلفة ويكسبكم خير العاجلة. قال شعيب بن شيبة:
وامر بذلك عباده فيجب على الانسان ان يؤدب نفسه قبل ان يؤدب لسانه وان يهذب اخلاقه قبل ان يهذب الفاظه. قال ابو بكر بن شيبة: قيل للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه: أأنت اكبر ام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو اكبر مني وانا اسن منه. وقال بعضهم الاديب من اعتصم بعز الادب من ذلة الجهل، ولم يتورط في هفوة، وكان ادبه زلفة له في دنياه واخراه وقال عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز: قال لي رجاء بن حيوة ما رأيت رجلا اكمل ادباً ولا اجمل عشرةً من ابيك وذلك اني سهرت معه ليلة فبينما نحن نتحدث اذ غشى المصباح وقد نام الغلام فقلت له: يا امير المؤمنين قد غشى المصباح أفنوقظ الغلام ليصلح المصباح؟ فقال: لا تفعل، فقلت: افتأذن لي ان اصلحه فقال: لا لانه ليس من المروءة ان يستخدم الانسان ضيفه ثم قام هو بنفسه وحط رداءه عن منكبيه، واتى الى المصباح فأصلحه وجعل فيه الزيت واشخص الفتيل ثم رجع واخذ رداءه وجلس ثم قال: قمت وانا عمر بن عبدالعزيز وجلست وانا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه. ووصف الشعبي ادب عبدالملك بن مروان فقال: والله ما اعرفه قط الا اخذ بثلاث تاركا لثلاث: اخذا بحسن الحديث اذا حدث وبحسن الاستماع اذا حدث وبأيسر المؤنة اذا خولف تاركاً للمحاورة مع اللئيم وممارة السفيه ومنازعة اللجوج. قال بعض الحكماء: من لزم الادب امن من العطب. وقال بزرجمهر: افضل منازل الشرف طلب العلم والادب. وقال عبدالملك بن مروان لبنيه: يا بني لو عدلكم ما انتم فيه ما كنتم تعولون عليه. فقال الوليد: اما انا، ففارس حرب، وقال سليمان: اما انا فكاتب سلطان، وقال ليزيد: فأنت. فقال: يا امير المؤمنين مازكا غاية لمختار. فقال عبدالملك: فأين انتم عن التجارة التي هي اصلكم ونسبكم قالوا: تلك صناعة لا يفارقها ذل الرغبة والرهبة ولا ينجو صاحبها من الدخول في جملة الدهماء والرعية. قال: فعليكم اذن بطلب الادب، فإن كنتم ملوكاً سدتم وان كنتم وسطاً رأستم وان اعوزتكم المعيشة عشتم. فاتقوا الله ايها المسلمون، واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved