ان تدرس مادة القراءة في المرحلة الابتدائية فهذا ضروري، وان تدرس في المرحلة المتوسطة فهذا مطلوب، وان تدرس في المرحلة الثانوية فهذا مرغوب، ولكن ان تدرس مادة القراءة في المرحلة الجامعية في تخصص اللغة العربية، فهذا يحتاج للنظر فيه.
في قسم اللغة العربية لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وفي جميع المستويات يدرس الطلاب مادة تحت مسمى «القراءة» بمعدل محاضرة واحدة اسبوعياً، وهي نفس القراءة في المراحل الدراسية الاولى الا انها من كتاب يختاره الاستاذ الجامعي وان الاختبار فيها عبارة عن سؤال او سؤالين خلف ورقة اختبار مادة النصوص، فبربكم ان اثمرت جهود الجامعة في تعليم القراءة فكيف سيكون هذا المدرس غداً الذي لم يجد القراءة إلا داخل اسوار الجامعة؟ وكيف سيكون لو لم تثمر هذه الجهود ونجح في مادة القراءة وهو لا يجيد القراءة؟ خصوصاً ان هذه المادة طفيلية تابعة لمادة النصوص الادبية والحصول على درجة النجاح في مادة النصوص نجاح تلقائي في مادة القراءة، اذن فلا فائدة لها ولن تعلم القراءة لذلك الذي لم يتعلمها خلال اثني عشر عاماً دراسياً، ثم حتى لو كانت صارمة تعلم القراءة جيداً فهي فكرة مرفوضة مبدأ، اذ على ماذا تخضع وماذا تقيس اختبارات القبول في الجامعة اذا كانت جودة القراءة غير مهمة؟؟ وهل النسبة العالية في نهاية المرحلة الثانوية معيار كاف لتأهيل مدرسي اللغة العربية مستقبلاً؟ ام ان اختبارات القبول تهتم بجوانب ليست جودة القراءة من ضمنها.
واذا كانت مادة القراءة في جامعة الامام مجرد حشو لخمسين دقيقة فلتكن محاضرة اضافية لإحدى المواد الاخرى لعلها تكون اجدى للطلاب.
فهد سند الحربي/جامعة الامام بالقصيم قسم اللغة العربية
|