* لديّ قريب تربطني علاقة صداقة قوية وأسمع بأنه يعاني من مرض نفسي، فما هو المرض؟
- يمكن القول بأن هناك نوعين من الأمراض النفسية، النوع الأول هو الذي لا يكون للمريض أي دخل فيه ويكون ناتجاً عن اضطراب في المستقبلات والناقلات العصبية بالمخ، وأمثلته: الفصام، الاضطراب الوجداني، الهذيان. وفي الغالبية العظمى قد لا تظهر أعراض هذا النوع إلا بعد بلوغ عمر 17 سنة أو 25 سنة وتكون أسبابه وراثية على الأغلب حيث يكون أحد الأقارب من الدرجة الأولى أصيب بمثل ذلك المرض.
وأهم أعراضه هو تخيل أشياء غير موجودة، الكلام غير المفهوم، سماع أصوات وهمية تتحدث معه، الإتيان بتصرفات غريبة. والنقطة الهامة هنا هو أن المريض يكون مقتنعاً تماماً بأن ما يسمعه من أصوات حقيقي وأن هناك من يتربص به وقد يرفض تماماً أي علاج.
أما النوع الثاني فيشمل كل ما يؤدي إلى خلل في توازن الشخص النفسي ويجعله يعاني من قلق أو اكتئاب، ملل، وضيق في الصدر، وساوس مستمرة لا يستطيع التخلص منها مثل تكرار غسل اليدين للتأكد من نظافتهما وتكرار التأكد من غلق الأبواب، الإحساس بالعصبية الشديدة.
وقد يظن البعض أن هذه الأمراض تحدث بطريقة عادية ولمعظم الناس، وهذا صحيح ولكن إذا أدت هذه الأعراض إلى خلل في الحياة الاجتماعية والوظيفية يقل إنتاج الشخص في عمله ويكثر تغيبه وتتدهور حياته الزوجية والعائلية وتكثر الخلافات والمشاكل فهذا يعني وجود اضطراب نفسي يجب علاجه.
* في حالة الشك بالمعاناة من الكآبة، هل من الضروري استشارة طبيب نفسي، وما هي الكآبة بارك الله فيكم؟
- الاستشارة تكون عندما يشعر الشخص بأن شيئاً ما تغير في نفسه وفي مشاعره وفي علاقته بالآخرين، فلو كان إنساناً مفرط النشاط مرحاً يحب الناس والاجتماعات ثم يصبح قليل الحركة، حزيناً ومنعزلاً عن الناس، أو لو كان هادئاً ثم يصبح عصبياً لا يتحمل أية مضايقات، أو لو كان نومه طبيعياً وعميقا خالياً من الأحلام المزعجة فيصبح نومه قليلاً وصعباً وتكثر فيه الكوابيس.
ولكن كل هذه الأعراض تحدث بصورة عرضية لأي إنسان نتيجة لظروف وضغوط معينة في حياته وهذا يعتبر طبيعياً. أما إذا استمر ذلك التغيير لمدة طويلة تزيد على ثلاثة أسابيع متتالية وأثر بصورة سلبية على حياة الشخص الاجتماعية والمهنية فإن كل هذا يستلزم استشارة الطبيب النفسي:
- لدى ملل وضيقة صدر، لم يعد باستطاعتي العمل مثل السابق.
- أنام قليلاً، فاقد الشهية للطعام، أصبحت أبكي لأقل الأسباب.
- لا أستطيع تحمل الأولاد، أضربهم لأي سبب، لا أتحمل زوجي.
- في العمل الجميع يقول إنني متغير، ما عدت أضحك وأتكلم مثلما كنت أفعل.
تلك الكلمات نسمعها تقريباً يومياً في العيادات النفسية من المرضى وهم لا يدركون أن كل هذه الأعراض قد تعني أنهم يشعرون بمرض الاكتئاب وأنه من الأمراض النفسية المنتشرة، وهو يظهر بصور مختلفة وأنهم لو حصلوا على العلاج المناسب فإن حياتهم ستتغير جذرياً لأنهم سيتخلصون من جميع الأعراض المؤلمة التي تؤرقهم في حياتهم وتجعل تصرفاتهم غريبة حتى على أنفسهم.
أما الكآبة فهي نوع من الإحساس السلبي الذي يجعل الشخص يشعر بالحزن والألم والمعاناة النفسية الداخلية. ويؤدي هذا الإحساس إلى أن يعرض الشخص عن الأكل ويصاب بالأرق وقلة النوم، وبالتدرج مع زيادة حدة هذا الإحساس يقل النشاط والحيوية والرغبة الجنسية وتزداد العصبية وتقل قدرة الشخص على تحمل المنغصات وتصبح حياته صعبة. وقد تظهر الكآبة على صورة مشاكل عضوية جسمانية بأن يشكو الشخص من آلام في الرأس أو مختلف أعضاء الجسم، وضعف التركيز والذاكرة ويقل التحصيل الدراسي أو العطاء في العمل. ومع استمرار هذه المعاناة يتولد الإحساس باليأس والنفور من الحياة .
د. أحمد جاد
استشاري الطب النفسي
مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
* أنا شاب أزاول العادة السرية باستمرار فما هي الأسباب التي تؤدي إلى فرط ممارستها، وكيف يمكنني تجنب مضاعفاتها.
- أسباب مزاولة العادة السرية عديدة وتشمل ما يلي:
1- إنها وسيلة سلبية متاحة للتنفيس عن الرغبة الجنسية تتم بشكل سري غير معلن.
2- وجود المؤثرات التي تثير الرغبة الجنسية والتي يسهل الوصول إليها مثل القنوات الفضائية الإباحية والتي قد يمتد إرسالها على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
3- التأثير السلبي للأصدقاء والزملاء من خلال تبادل الحديث عن هذه العادة وعن القنوات الفضائية الإباحية مما ينمي لدى الفرد حب الاستطلاع والتعرف على ما يجري في هذا القنوات .
4- المفاهيم الخاطئة عن العادة السرية والتي قد يتناقلها الزملاء في المدارس والجامعات.
5- ضعف الإيمان والالتزام بالتعاليم الدينية في مواجهة الرغبة والغريزة.
6- السمات الشخصية التي تصاحب المفرط في هذه العادة وهي أن يكون سلبياً، اعتمادياً، ضعيف الثقة بالنفس، خجولاً اجتماعياً، منطوياً، تنقصه المهارات الاجتماعية في التعبير عن ذاته، يتميز نمط تفكيره بالتفكير الخيالي والانشغال بالصور الذهنية التخيلية.
ولتجنب مضاعفاتها يجب القيام بما يلي:
أولأ: تجنب مصادر الإثارة الجنسية خاصة القنوات الفضائية الإباحية والبعد عنها تماماً.ثانياً: تجنب الاستسلام للتفكير الخيالي واسترجاع صور ذهنية بفرض الاستثارة مع محاولة الانشغال بأشياء واقعية مثل ممارسة الرياضة البدنية بأي شكل من الأشكال حسب المتاح سواء الألعاب مثل كرة القدم أو السباحة أو على الأقل الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية باستخدام الأجهزة وذلك لتفريغ الطاقة الداخلية مع المحافظة على الصحة.
ثالثاً: تجنب الحديث عن هذه العادة مع الأصدقاء أو موافقة أي صديق للذهاب لأية مشاهدة تؤدي إلى الإثارة.
رابعاً: تقوية العلاقة مع الله بالانتظام في الصلاة والتسبيح في كل الأوقات خاصة عند ظهور أي فكرة أو رغبة لممارسة هذه العادة فذكر الله وتسبيحه هو خير حافظ وخير معين على مقاومتها.
د. محمد جمال عبد الغني بدر
بروفيسور واستشاري الطب النفسي
مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
|