بقلم: إبراهيم الركيان (*)
* يبدو أن كرة القدم أنصفت فريق الرائد الكروي عندما منحته بطاقة العودة لدوري الدرجة الأولى مع مرتبة الشرف وهو المكان المناسب والملائم لفريق ذي امكانيات فنية وإدارية ضعيفة. الهبوط الرائدي «المتوقع» لم يؤثر على جماهيره العريضة كونها تدرك قبل غيرها أن فريقها لم يكن جديراً بمنازلة فرق الدوري الممتاز بسبب ظهوره بمستويات فنية متدنية للغاية واكبها نتائج مخجلة ومؤسفة.
الرائد التاريخ الذي يعود تأسيسه إلى العام 1374هـ كأول أندية القصيم تأسيساً عانى في السنوات الأخيرة من مشاكل وانقسامات ساهمت بصورة مباشرة في تأخره عن بقية أقرانه من الأندية الأخرى وهو الذي يمتلك كل مقومات النجاح التي قد لا تتوفر في الأندية الكبيرة، الرائد ولد لكي يبقى شامخاً وينافس أندية الكبار لأنه كبير بتاريخه وعراقته وبجماهيريته لكنه بكل أسف ذهب ضحية لمن يدَّعون حبه وهم في حقيقة الأمر أبعد ما يكونون من ذلك، مما جعله يراوح مكانه وكان السقوط إلى دوري المظاليم أمراً لا مفر منه في ظل ما حدث له من جور وظلم من أقرب الناس إليه ممن فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة ناديهم.
أسباب عديدة أوصلت الرائد إلى هذه الحالة المتردية وبالتالي عاد غير مأسوف عليه إلى دوري الدرجة الأولى نستعرضها من خلال التقرير التالي:
إدارة بقدم واحدة لن تحقق النجاح
* منذ أن تم تشكيل مجلس الإدارة الحالي برئاسة أحمد العبودي والأمور تكاد تكون واضحة للجميع من أن هذه الإدارة لن تستطيع تسيير شؤون أعرق أندية القصيم وأكثرها شعبية كما ينبغي، إذ تم الابقاء على بعض العناصر في التشكيل الإداري الأول وهي التي لم تكن ترغب في الأصل بمواصلة المشوار في حين تم ادخال عناصر أخرى غير فاعلة لكم أن تتصوروا رئيس النادي ليست لديه خلفية رياضية ونائبه خالد السيف مقيم بمدينة الرياض ولا يتواجد بالنادي سوى عضو أو عضوين، إذاً كيف يتحقق النجاح والاستمرار؟
إدارة تعمل بلا منهجية واضحة وتسير بقدم واحدة في ظل غياب الاستراتيجية الإدارية قطعاً لن تحقق كل ما تصبو إليه جماهير ومحبو النادي في كل مكان وهذا ما حدث..
كأس الفيصل يكشف حال الإدارة
* جاءت أولى مسابقات الموسم الرياضي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - تحت 23 عاماً ليكشف حال الإدارة المايل، إذ تلقى الفريق الكروي خسائر عدة وبنتائج كبيرة جداً الأمر الذي جعل الجماهير الرائدية تطالب بضرورة استقالة الإدارة لأنها في الأصل لم تكن مقتنعة بالتشكيل الإداري، وزاد من حدة الغضب الجماهيري الاستعداد السيئ لهذه المسابقة فضلاً عن اهمال الفريق الأول الذي جاء استعداده لمسابقة الدوري متأخراً ولم يكن بالصورة المطلوبة لفريق صعد لكي يبقى، ويبدو أن الإدارة لم تكن تدرك أن الدوري الممتاز يختلف كلياً عن دوري الدرجة الأولى كما هو الاستعداد ولكن ماذا عسانا أن نقول لنادٍ يدار بهكذا عقليات والضحية هو الرائد وجماهيره.
اللجنة المشرفة بلا صلاحيات
بعد سقوط وفشل الفريق في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» حدث تبدل إداري وفني، إذ ابتعد المشرف العام عبدالعزيز البليهد وتم اقصاء المدرب البرازيلي «فرنانديز» وجيء بالخبيرين ابراهيم الربدي وعبدالعزيز المسلم وتم التعاقد مع البرازيلي «جانيتي» وحدث ذلك قبل انطلاق مسابقة الدوري الممتاز بفترة قصيرة.
إدارة مشرفة تعمل بلا صلاحيات مالية كيف لها أن تحقق النجاح؟ هذا ما حدث للربدي والمسلم. وكانت بوادر الفشل واضحة منذ أن حضر هذا الثنائي في بداية الأمر كانت الأمور تسير «بالبركة» ولكن مع توالي المباريات كثرت مطالب الفريق المادية الأمر الذي أوقع اللجنة المشرفة في حرج كبير مع اللاعبين، والإدارة ذاتها التزمت بتأمين كل احتياجات الفريق المادية لكنها لم تفعل، إدارة لا تستطيع تأمين مبلغ لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال لمعسكر يوم قبل المباراة كيف إذاً يتحقق للفريق البقاء بالدوري الممتاز؟
كما أن أكثر المتفائلين لم يتوقع تكليف الربدي بمهمة الاشراف المباشر على الفريق الكروي بسبب التراشق الإعلامي بينه وبين رئيس النادي العبودي على أعمدة الصحف الأمر الذي أثار استغراب الجميع وهذا يؤكد بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك أو الجدل أن الرائد يدار باجتهادات شخصية من خارج الإدارة في ظل ضعف شخصية الإدارة.
الطائي والشعلة بداية سقوط الفريق
جاءت خسارة الفريق من الطائي والشعلة في الدور الأول وسط بريدة معقل الرائد بداية السقوط الرائدي، إذ لم يكن أنصاره يتوقعون سقوط فريقهم بهذه السهولة وخصوصاً أن الآمال الرائدية كانت معقودة على هذين اللقاءين وإذا لم يحقق الفوز على الطائي والشعلة في بريدة إذاً متى يحقق ذلك؟ والفريق ذاته لم يقو على مجابهة بقية الفرق أو التفوق عليها بدليل أنه أنهى القسم الأول ولم يجمع سوى «7» نقاط فقط من أصل «33» نقطة.
خميس يخلف جانيتي
لم يكن مدرب الفريق البرازيلي «جانيتي» بذاك المدرب الذي يبحث عنه الرائديون، إذ أهمل الجانب اللياقي لدى اللاعبين ولاسيما أن الاستعداد للدوري لم يصل إلى درجة الرضا وكان تأثير ذلك واضحاً على أداء المجموعة ككل.
جاء الوطني يوسف خميس وكل الآمال الرائدية كانت معقودة عليه بعد الله لكي يصلح ما أفسده غيره وليعيد صياغة الفريق من جديد، حدث ذلك بعد لقاء الاتفاق في الدور الأول وتابع خميس هذا اللقاء من المدرجات ودوَّن العديد من الملاحظات في كراسته، ومنذ أن وطئت قدم خميس أرض الرائد دخل في مشاكل مع بعض اللاعبين، إذ أمر بإبعاد السنغالي المميز علي مال بحجة أنه لن يستطيع خدمة الفريق مما أثار سخط الجماهير وأصبح مال هو الشغل الشاغل لها ومع توالي المباريات تراجع خميس عن قناعاته تجاه هذا اللاعب وقام بإشراكه أساسياً ولكن بعد فوات الأوان، كما قام خميس بإبعاد عبدالله ادريس وسلطان السعيد ورفض عودة يحيى سليمان وتجاهل بعض نجوم الفريق ثم قام بالاستعانة بهم في آخر مباريات الدوري في اشارة واضحة لتخبطاته دون أن يجد من يقول له قف إلى هذا الحد في الوقت الذي كان يجب اقصاؤه من منصبه طالما أنه يسير بهذه القناعات «الشخصية» الخاطئة التي لم تكن مبنية على رؤية «فنية» واتخذ العناد والمكابرة طريقاً له، إذ تفرَّد بالرأي دون أن يأخذ بمشورة الآخرين الأمر الذي أوجد «هوة» كبيرة بينه وبين اللجنة المشرفة واللاعبين وإزاء ذلك كان من الطبيعي جداً أن يفشل في مهمته، وليت الرائديين قبل أن يتعاقدوا معه استرجعوا تاريخه منذ أن كان لاعباً بصفوف فريقه النصر ولكن!!
الاتفاق يكشف حقيقة الإدارة
كان نزال الاتفاق يمثل أهمية قصوى للرائديين كونه يحدد وبشكل كبير بقاء الفريق من عدمه، وعلى الرغم من حساسية هذا النزال «العاصف» إلا أن الاستعداد له لم يكن بالشكل المطلوب، إذ تخلف الأجنبيان مودي نجاي وعلي مال لأسباب مالية بعد أن رفض العبودي صرف مستحقاتهم بحجة عدم توفر المبلغ «مئة ألف» ريال في الوقت الذي قام بضخ مبالغ تجاوزت «مئة وخمسين ألف» ريال بعد هبوط الفريق!!
أي تفكير هذا!! ولعل مشكلة العبودي أنه في كثير من الأحيان لا يحسن اختيار الوقت المناسب لدفع المبالغ.الفريق كان بإمكانه صنع شيء لو تعامل الربدي والمسلم بصورة جدية مع المواجهات الحاسمة الأخيرة تحديداً، إذ لم يعط استعدادات الفريق لهذه المواجهات أي انطباع حسن يؤكد بالفعل أن الرائديين لديهم العزم على ابقاء فريقهم بالدوري الممتاز لموسم آخر جديد، اذ مارس بعض اللاعبين الغياب المستمر عن التمارين ولم تستطع اللجنة المشرفة إيقاف هذه التجاوزات البعض منهم يحضر يوماً ويتخلف أياماً عدة، عدم الاخلاص واللامبالاة كان هو العنوان الأبرز لبعض اللاعبين، والغريب في الأمر أن المسلم والربدي اعترفا بعد هبوط الفريق بأن بعض عناصر الفريق خذلوهم إذ أكد المسلم أن ولاء بعض اللاعبين للاستراحات أكثر من ولائهم للرائد!! في حين قال الربدي ان بعض اللاعبين بلا ولاء!!
أما العبودي فقد أكد في تصريح سابق له أن هناك أيدي خفية عبثت بالفريق وأثرت على بعض اللاعبين بهدف اسقاط الإدارة وافشالها من قبل أشخاص محسوبين على النادي، وقال: انه يعرف هؤلاء الأشخاص جيداً ولا يملك أية سلطة لمعاقبتهم، وقال من بين ما قال سوف يتم اتخاذ كافة الاجراءات بحق هؤلاء اللاعبين، وذكر أنه تم تكليف أمين عام النادي يوسف المقيطيب لتقصي الحقائق!!
في الوقت الذي نفى المسلم وجود أيدٍ خفية عبثت بالفريق في تصريح أدلى به مؤخراً ولعل السؤال الذي ينبغي اثارته - ما هذا التناقض بين التصريحين؟
والجميع بانتظار ظهور الحقائق لينال المخطئ جزاءه الرادع جراء ما اقترفه بحق الرائد وجماهيره!!
كما يجب الاشارة إلى أن الخلافات التي حدثت بين الربدي وإدارة النادي وبين المسلم والعبودي والفريق يخوض نزالاته الحاسمة بالدوري ساهمت هي الأخرى بسقوط الرائد في الوقت الذي كان الفريق بحاجة إلى التكاتف والتعاضد من أجل المحافظة على كيان الرائد ولا شيء غيره.
بربكم نادٍ يدار بهكذا شكل هل يستحق مسؤولوه البقاء وإدارة شؤونه؟
للأسف هذا هو حال الرائد ضوضاء وضجيج ومهاترات وانقسامات وتناقضات والضحية هي جماهيره «المسكينة».والنصر يثير علامات الاستفهام؟؟!!
الحماس الذي أبداه العبودي في لقاء النصر الذي لا يقدم ولا يؤخر للرائد كونه ودَّع دوري الأضواء «مبكراً» أثار استغراب الجميع، والعبودي ذاته قام بتحفيز اللاعبين ووعدهم بمكافآت في حالة الفوز على النصر وظهر رئيس الرائد على غير العادة مضطرباً طوال المباراة وكأن فريقه يخوض معركة من المعارك، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاهتمام من العبودي؟ أما كان من الأفضل لو انصرف اهتمامه في مواجهات الشباب والاتفاق والرياض عندها لن ولن يلام لو دفع للاعبيه أموال «قارون» من أجل الفوز على النصر.
ولكن لا عليه طالما أن رئيس أعضاء شرف ناديه الشيخ صالح السلمان قال عنه في تصريح سابق نشر ب«الجزيرة» إنه أفضل رئيس مر على الرائد!! في الوقت الذي يطالب الجميع بضرورة استقالته، ثم ما هي المعايير والأسس التي على ضوئها يتم تقييم عمل الشخص في أي مجال كان؟ في حين نجد بعض إدارات النادي السابقة حققت عشرات البطولات في موسم واحد ولم تحظ بالدعم «المعنوي» من أعلى سلطة شرفية!! ولعلني هنا أتساءل وغيري كثير - هل الوضع الحالي الذي يعيشه الرائد يروق للسلمان؟
أصحاب المصالح الشخصية دمَّروا الرائد
ظل الرائد يعاني منذ سنوات عدة من وجود «الشليلة» وأصحاب المصالح الشخصية وبات الرائد التاريخ جسراً لوصول هذه «الفئة» إلى أهدافها وغاياتها، ولعل أسباب تدهوره وتأخره عن الأندية الأخرى تكمن في وجود هذه «الفئة» التي أخذت تعبث بالنادي حتى دمرته وأوصلته إلى الحضيض، رجالات الرائد «الكبار» مطالبون قبل أي وقت مضى بضرورة بتر هذه «الفئة» وكشفها أمام الملأ لكي تعرف جماهير النادي حقيقتها فهل أنتم فاعلون؟
مهاترات وتراشقات والضحية النادي
لعل أكثر ما يؤرِّق مضاجع الجماهير الرائدية العريضة هو المراشقات الصحفية ونشر غسيل النادي من قبل بعض مسؤوليه الكل بدأ يكيل التهم للآخر عبر أعمدة الصحف وكأن الرائد موعود في نهاية كل موسم مع هذه المهاترات، أين عقلاء النادي؟ لماذا لا يعملون على ايقاف هذه التجاوزات التي تسيء للمنطقة قبل أن تسيء للرائد، نحن نسأل والجميع يتساءل لماذا مشاكل الرائد لا تنتهي؟ أيها الرائديون هل يعجبكم وضع ناديكم الحالي الذي بات «كالدمية» تقلب يمنة ويسرة وسوف يسقط أعرق أندية القصيم ولن تقوم له قائمة في ظل وضعه الحالي، بكل أسف أن بعض الرائديين يعشقون اختلاق المشاكل لأتفه الأسباب لأنه لا يمكن لهم العيش إلا وسط بحور من المشاكل لأنهم في الأصل يختلقون المشاكل من أجل المشاكل دون الأخذ في الاعتبار مصلحة ناديهم.
نعم، من الجور والظلم أن يصل حال الرائد إلى هذه الدرجة المتدهورة، الأندية تتطور للأفضل وأحمر القصيم يتطور للأسواء يا رجال الرائد يا من تدَّعون حبه أنقذوه من المصير المجهول ومن المستقبل المجهول.
مطلوب عقد اجتماع شرفي عاجل
من أجل رسم مستقبل النادي فإنه بات من الضروري عقد اجتماع شرفي موسع وعاجل لوضع النقاط على الحروف لأن البيت الرائدي بحاجة إلى من يعيد له ترتيبه من جديد، إذ يجب أولاً كشف من يضلل معظم الحقائق عن رئيس أعضاء الشرف صالح السلمان، وكذلك مناقشة كل السلبيات والأخطاء التي تتكرر في كل موسم دون تعديل، كما أنه يتعين إقناع العبودي بالاستقالة مع ضمان مستحقاته المالية مع تقديم خطاب شكر وتقدير على ما قام به من جهد طيلة فترة رئاسته، وعلى رجالات النادي أن يدركوا أن المجاملة لا تصلح وضعاً ولا تقدم رائداً مميزاً على الساحة الكروية، كما أنه يجب إعادة صياغة العضوية الشرفية ومنحها لمن يستحقها ممن يقوم بأدوار «مالية»؛ لأن الرائد «تشبع» من التنظير والكلام الزائد، والرائد هو النادي الوحيد الذي تضم قائمته الشرفية أكثر من «350» عضواً بدون فائدة وكل من هب ودب قال أنا عضو شرف رائدي!!
وقد تعمدت في التقرير عدم التطرق لأمانة أعضاء الشرف لأنها جثة هامدة لا تقوى على الحراك.
(*) مسؤول الشؤون الرياضية بمكتب عكاظ ببريدة
|