Wednesday 21st may,2003 11192العدد الاربعاء 20 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نائب الأمين العام لمجلس الوزراء: نائب الأمين العام لمجلس الوزراء:
التغيير الوزاري لا يعني بالضرورة استقطاب وجوه جديدة!
التغيير الوزاري الأخير واعد بأكثر مما نطمح

  حوار/ أحمد الفهيد
كان موعد اليوم الثالث من ربيع الأول، موعداً مسبقاً لتشكيل حكومة سعودية جديدة،وقد حمل التشكيل الجديد الكثير من التطلعات المتفاوتة قبل، وخلال، وبعد صدوره.
ويبقى تفاوت هذه التطلعات عائداً لتفاوت الإلمام بتفاصيل الأمور ومتطلبات المرحلة والقرب من أروقة القرار.
وعلى الرغم من الظروف العالمية المحيطة إلا أن التغيير اتسم بالتدرج والثبات، كما يراه البعض، عاكساً ثبات مواقف المملكة في سياساتها الداخلية والخارجية. والذي يعكس بدوره مزيداً من الاستقرار على سوق مهمة كالمملكة، سواء على مستوى انتاج طاقة العالم أو حتى على مستوى المناخ الاستثماري الواعد.
ولإلقاء مزيد من الضوء على قراءتنا لهذا التغيير الوزاري الجديد، التقينا معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان الكاتب واستاذ الإدارة اضافة إلى كونه نائباً للأمين العام لأمانة مجلس الوزراء.. فإلى التفاصيل:
* كيف تقرؤون معاليكم التشكيل الوزاري الجديد، وماهي التوجهات الجديدة في المرحلة القادمة من السياسة السعودية والتي يمكن أن يعكسها هذا التشكيل؟
- بدءاً، لن أزايد بالقول على من يرى أن التشكيل الجديد لمجلس الوزراء لم يكن في مستوى طموح كل الناس الذين يطمعون دائماً فيما هو افضل، لاعتقادي بأن المواطن والمسئول يتقاسمان هذا الطموح معاً، فلا حاجة اذن أن يزايد احدهما على الآخر، او ان يزعم احد بأن بينهما فجوةً تردم مزايدةً بهذا القول او ذاك.
من جهة اخرى، ادعي بأن القائلين بهذا الرأي يختلفون قطعاً في تشخيص او تعريف هذا «الافضل»، بعضهم يقيسه في ضوء المصالح الذاتية الخاصة به، مباشرةً كانت او غير مباشرة، والبعض الآخر يربطه بمقاييس هي اقرب الى «المثالية» مما هو متوقع او متاح، وبين «انانية» الطموح و «مثالية» التوقع، يبقى الحكم على هذا الحدث محاصراً بين ضبابية الشك، واحتمال اليقين!
انتقل من هذه المقدمة الى صلب الرد على السؤال فأقول: ان التشكيل الوزاري الاخير يَعِدُ بالكثير مما كنت اطمح فيه كمواطن من جهة، وكتلميذ للادارة وممارس لها من جهة اخرى. ويقوم تفاؤلي على عدة اعتبارات اهمها التالي:
اولاً: ان هذا التشكيل لم يولد بين عشية وضحاها، او يأت من فراغ، بل خضع لدراسة متعمقة متعددة الاطراف والمستويات زمناً طويلاً، وصولاً الى هذه النتيجة.
ثانياً: انه اقترن بتعديلات هامة في الهيكل الاداري لعدد من الوزارات لم تكن متوقعةً لدى العامة من الناس، وجاءت متفقةً مع منهجية وعقلانية التنظيم الاداري الحديث، بضم المناشط المتشابهة او المتداخلة تحت مظلة ادارية واحدة، كما حدث في موضوع الثقافة، بضمها الى الإعلام، باعتبار ان بينهما علاقة تكامل وترابط بين الآلية والمضمون فالاداء الثقافي يعتمد علي المنظومة الاعلامية، مقروءة ومسموعةً، والاعلام يعتمد في العديد من روافده على مخرجات المشهد الثقافي.
ثالثاً: ان جدوى التشكيل الوزاري لا تتأتى بتغيير الاسماء والمسميات، كما قد يتوهم البعض او يتوقع، لان التغيير الكلي ليس مطلباً لذاته، لكنه مرتبط بمنظومة من الاعتبارات والتوازنات التي يقدرها ولي الامر، ويرى عبرها مالا يراه الدهماء من الناس. وتتجسد جدواه بمدى قدرته على التفاعل مع هموم الناس، والتعامل معها بحنكة وايجابية نتائج!
رابعاً: لن احاول في هذا الرد الموجز ان اكون «حكومياً» اكثر من الحكومة، لكن المؤكد ان التشكيل الجديد يمثل في تقديري المتواضع نقلةً نوعيةً مدروسةً ومباركةً باذن الله، ضمن برنامج طموح للإصلاح الاداري طويل النفس تتبناه الدولة وترعاه، ممثلةً في اللجنة الوزارية للتنظيم، التي يرأسها سمو النائب الثاني، حفظه الله، وهناك جهود اخرى تبذل حالياً داخل الكواليس الادارية من لدن هذه اللجنة، وفرق العمل المتعددة المرتبطة بها، مما يعني ان قافلة الاصلاح الاداري لم ولن تنتهي عند عتبة هذا التشكيل، ومن ثم فان هناك نقلات اداريةً اخرى قادمةً سيكون لها مردود ايجابي، يصب في صالح المواطن ومصلحة الوطن باذن الله.
* ماهي المواصفات او المعايير المشتركة بين اعضاء الحكومة الجديدة كما ترونها؟
- توحي القراءة الاولى بوجه عام لخريطة المجلس الجديد بأن التأهيل، والكفاءة والتخصص كانت في مجملها القاسم المشترك فيمن تم اختيارهم لحمل حقائب هذا التشكيل، كما كان الحال في التشكيل السابق، وما سبقه. وهذه سمة تبشر بالخير، وتعد بالكثير مما يهم المواطن. وهي دليل جديد يؤكد رغبة ولي الامر في توفير حد اعلى من كفاءة الاداء لتنفيذ برامج التنمية المتعددة الاغراض.
* هناك اربعة وزراء جدد التحقوا بالمجلس الوزاري على الرغم من انهم كانوا اعضاء فاعلين من خلال مواقعهم القيادية في حكومات سابقة، ولم يشتمل التغيير على ادخال عناصر قيادية جديدة. كيف ترون كإداري تغذية الادارات العليا بعقليات جديدة قد تحتاج وقتاً اطول لاكتساب بعض الخبرات والقدرة على التعاطي السريع مع الاحداث؟
- التمس العذر من القارئ الكريم ومن واضع السؤال لانني آنس في مقدمته لبساً قد يغوي مسار الرد عليه، وسأبني الاجابة في ضوء ما فهمته منه فأقول:
ان كان المقصود من مقدمة السؤال القول بأن التشكيل الحالي ضم وجوهاً كان اصحابها اعضاء في حكومات سابقة، فهذا ليس بصحيح ابداً، فوزراء الصحة والنقل والزراعة والاتصالات ووزير الدولة الجديد، معالي الاستاذ عبدالله زينل كل هؤلاء يشاركون في عضوية مجلس الوزراء لاول مرة. وهم كفاءات مؤهلة ومتخصصة ومشهود لها بالحسنى، سمعةً وأداء، ويعقد علي مشاركتهم في التشكيل الجديد الكثير من الرجاء بعد الله.
وعلى ضوء ذلك، اقرر اختلافي مع ما طرحه السؤال في قوله ان التشكيل الجديد، لم يستقطب عناصر قياديةً جديدة. مؤكداً في الوقت نفسه ان اي تغيير وزاري في اي زمان او مكان لا يعني بالضرورة ان يستقطب التشكيل كلاً او جلاً، وجوهاً جديدةً، كما يفهم من سياق السؤال، مثلما انه ليس من الضرورة ايضاً ان يكون كل مؤهل ذي كفاءة وتخصص وزيراً، فهناك مواقع في الادارة العليا والمتوسطة في هذه الوزارة او تلك تنتظر قدوم اولئك المؤهلين مهنياً ليشاركوا الوزير اعباء المهمة المناطة به وهمومها عبر مواقع قيادية مختلفة. وهذا امر مشهود فيما تطلبه الوزارات من مجلس الوزراء لتعيين قدرات وطنية شابة ومؤهلة لادارة برامج هامة ضمن منظومة التنمية.
* في ظل التوازنات الدولية الجديدة، والتحديات الاعلامية والاقتصادية التي تواجهها المملكة في الوقت الراهن والمتوقعة على مدى المستقبل القريب ما مدى مواكبة التغيير للخطة او الدور الذي تضطلع به الحكومة السعودية الجديدة في الفترة القادمة؟
- احتلت المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الخالد حتى الآن مكانة رياديةً متميزةً ضمن الاسرة الاقليمية والدولية، وهي ماضية في تعزيز هذه المكانة وتوظيفها خدمة للوطن والمواطنين، وتأكيداً لدورها السياسي والحضاري، محلياً واقليمياً ودولياً، واعتقد ان التشكيل الوزاري الجديد يملك من المقومات والمؤشرات قدراً يعزز هذه المكانة، ويعد بالمزيد من الانجازات في هذا السبيل باذن الله!
* ترددت بعض التوقعات حول هيئات او مؤسسات جديدة على مستوى القطاعات البلدية تدفع لمزيد من المساهمة الاهلية في القرارات البلدية الخاصة بالمناطق، في التغيير الهيكلي الجديد، سواءً حالياً او حتى مستقبلاً ما مدى دقة هذه الترديدات؟
- لا استطيع التعليق على امر لم يزل اسير «الترديدات» والتكهنات هنا او هناك. الحقائق وحدها هي الجديرة بالمتابعة، قراءةً وتأملاً وتحليلاً.
اما التأويل المبني على التمني او التكهن او الافتراض فانه لا يغني من الحقيقة شيئاً!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved