* الرياض - الجزيرة:
ان المسح الذي أجرته شركة ميريل لينش لشهر أيار «مايو» يوحي بأن تحسن أرباح الشركات في الفصل الأول من هذا العام قد يكون أثر بالأسواق المالية العالمية كالتأثير الذي احدثته نهاية الحرب في العراق. غير ان الدولار الأمريكي لم يستفد من النتائج الجيدة التي حققتها الشركات وذلك نتيجة القلق الذي لا يزال يساور مديري الأموال من جراء حجم العجزين اللذين يزعجان الولايات المتحدة.
يقول دافيد باورز، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة ميريل لينش:«إن الأرباح القوية التي حققتها الشركات الأمريكية في الفصل الأول من هذا العام لعبت دوراً أكبر في ارتفاع أسعار الأسهم مما كنا نتوقع».
«وان ثلاثة أرباع مديري الاستثمار يرون ان العامل الرئيسي في نمو أرباح الشركات نجم عن تخفيض التكاليف وليس نتيجة نمو المبيعات. كما ان الانفاق الترسملي بقي غائباً عن الساحة ريثما يتم خفض الديون».
غير ان هذا لا ينفي ان مديري الاستثمار ينظرون الى أرباح الشركات الأمريكية بأنها أكثر ارتفاعا وأفضل جودة مما هي الحال في كثير من المناطق الرئيسية في العالم. فقد استردت الشركات الأمريكية المكانة التي كانت قد فقدتها لسنة خلت في أعقاب سلسلة من الفضائح التي لطّخت ادارتها.وكان لانتعاش أرباح الشركات الأمريكية أثران عالميان مهمان.. الأول، تمكن مديرو الاستثمار من رفع تكهناتهم للأرباح بالسهم للشركات العالمية من 6% الى 8%. والثاني، هو ان المستثمرين راحوا يعتقدون في الوقت الحاضر ان تقلبات أرباح الشركات العالمية ستنخفض. ففي الشهر الماضي، كانت أكثرية تبلغ 43% من مديري الاستثمار يفكرون ان التقلبات في أحوال الشركات ستزداد، أما الآن، فهناك أكثرية تتعدى 20% يعتقدون ان التقلبات سوف تنخفض، وعليه، يقول باورز: «من شأن حالة مثل هذه ان تكون بنّاءة بالنسبة الى التقييمات وبالتالي بالنسبة الى حالة الأسعار».
لا أثر على سعر صرف الدولار الأمريكي
لم يكن لأرباح الشركات الأمريكية أي أثر على نظرة المستثمر السلبية الى الدولار الأمريكي. والذي يدعو الى الاستغراب ان المستثمرين الذين يرون ان سعر اليورو أصبح أعلى من قيمته العادلة هم الآن أكثر من الذين يرونه رخيصا. مع ذلك لا يزالون يعتبرون اليورو عملتهم المفضلة ويتوقعون ان يستمر بالارتفاع في الأشهر الاثني عشر القادمة. وبالرغم من المستوى الحالي لسعر صرف الدولار، فإن ثلث مديري الاستثمار مصممون على الانكشاف على الدولار وشراء اليورو. وهذا الأمر يعود الى قلق المستثمرين من العجز المزدوج. ففي هذه السنة، قد يبلغ كل العجزين في الحساب الجاري والموازنة 5% من الناتج المحلي القائم، وهذا من شأنه ان يشكل خطرا يهدد قيمة الدولار في السياق الطويل، ويجدر بالذكر ان ما يقرب من 50% من الذين شملهم الاستطلاع، وباستطاعتهم اتخاذ تدابير الحيطة اللازمة لصون موجوداتهم من هبوط الدولار قد فعلوا ذلك.
كيف يوزع أصحاب الرساميل استثماراتهم؟
في الوقت الراهن، ان موزعي أموال الاستثمار، بالمتوسط، يوظفون 51% من موجوداتهم بالاسهم. ولا يزالون الى حد كبير يفضلون سندات الشركات على السندات الحكومية. ويفضلون الاستثمار بأسهم الأسواق الناشئة على الأسهم اليابانية. أما بالنسبة الى القطاعات، فإن مديري الاستثمار يحبذون الشركات التي تصنع المواد الصيدلية ويتحاشون المرافق العامة والسلع والمواد الاستهلاكية.
وقد بلغ مستوى الأرصدة النقدية في الحقائب الاستثمارية ما يقرب من 5% أي أكثر قليلا مما كان عليه الوضع في نيسان «إبريل» وربما نجم ذلك عن ان أسواق الأسهم قد ذهبت بعيداً في التحسن وبسرعة تثير الانتباه في السباق القصير. ويستمر المستثمرون بالاعتقاد ان أسواق الأسهم تحمل في طياتها قيما استثمارية أفضل من السندات.
كذلك، ثمة أكثرية 22% من مديري الاستثمار لا يزالون يرون الأسهم رخيصة، بينما هناك أكثرية 52% يعتبرون الأوراق المالية ذات الدخل الثابت أغلى من قيمتها الأساسية.
اشترك في هذا الاستطلاع 300 مدير يشرفون على استثمار 732 بليون دولار.
|