خمس عمليات فدائية فلسطينية في غضون ست وثلاثين ساعة، منذ أولى العمليات التي تزامنت مع اجتماع محمود عباس «أبومازن» رئيس وزراء السلطة الفلسطينية ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي أرييل شارون.
هذه العمليات لا أعتقد أنها حظيت بالإعجاب والتأييد اللذين كانت تحظى بهما العمليات الفدائية الفلسطينية السابقة.. نعم الجميع من الفلسطينيين والعرب وحتى من غير العرب يتعاطفون مع الفلسطينيين، ويفهمون دوافع من قام بهذه العمليات والمنظمات التي خططت لها ونفذتها، فالعدو الإسرائيلي يدفع هؤلاء دفعاً لمواجهة العدوان المتواصل والمستمر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تصعِّد من عمليات القتل والاجتياح والتضييق على الفلسطينيين الذين يئسوا من كل الوعود ومشاريع الحلول التي لم تضع حداً لعمليات الإبادة المستمرة الموجهة ضد الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون هوادة، وهذه العمليات المصحوبة بالتضييق والضنك اللذين طالا الحياة المعيشية للشعب الفلسطيني كافة، بدءاً بحرمان هذا الشعب من لقمة العيش والمسكن والأمن الشخصي والنفسي، فالفلسطيني يكدح طوال اليوم لتأمين لقمة يسد بها رمق عائلته وأبنائه، وإذا حصل عليها عاد لمنزله ليجد الجرافات والدبابات قد دمرته، إما بالإزالة أو بالقصف العشوائي، أو تهديم أجزائه للنفاذ إلى منزل آخر بحجة التفتيش أو تأمين الأمن وسلامة الطرق التي يسلكها المستوطنون.
هذه الحالة اليائسة للفلسطينيين عامة تفرِّخ كل يوم فدائيين لا يجدون مفراً من مواجهة هذا الظلم بعمليات يراها من لم يعايشها أنها عمليات يائسة وغير طبيعية ولا تتوافق مع الطبيعة الإنسانية ولكن ماذا يفعل الفلسطينيون، وحتى المقترحات السلمية، ومبادرات التسوية التي تقدم ويقبل بها الفلسطينيون تواجه برفض إسرائيلي مثل ما تواجه به الآن «خارطة الطريق» رغم كل المثالب التي تحيط بها والغموض الذي يلف العديد من المطالب الفلسطينية الشرعية مثل عودة اللاجئين الفلسطينيين. ووضوح حدود الدولة الفلسطينية.. ومراحل تكوين وتشكيل هذه الدولة.
أمام هذا الوضع هل يستغرب من الفلسطينيين أن ينفذوا خمس عمليات فدائية في يوم ونصف.. وهل يكفي هذا ليتنبه العالم ومقدمو الوعود دون تنفيذ، حتى يصدقوا مع هذا الشعب وينصفوه بالضغط على قادة الكيان الإسرائيلي الظالم الذي اغتصب الأرض ويعمل على إبادة الشعب لتفريغ الوطن من أهله الشرعيين.. هل تكفي هذه العمليات حتى يصحو العالم من سباته ويلتفت لهذا الشعب الذي يضحي أبناؤه بأرواحهم لإعادة الحق لمساره.
|