* لشبونة - (اف ب):
صرح رئيس منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ان المئات فقط وليس عشرات الآلاف من القطع الاثرية سرقت من المتحف الوطني العراقي في بغداد أثناء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق.
وقال المدير العام لمنظمة اليونيسكو التابعة للامم المتحدة كويشيرو ماتسورا ان فريقا من أربعة خبراء وصل الى بغداد السبت الماضي لتفحص الاضرار التي وقعت في المتحف خلال عمليات النهب التي اجتاحت العاصمة العراقية الشهر الماضي في أعقاب استيلاء القوات الاميركية عليها في التاسع من نيسان/ ابريل.
وأضاف كويشيرو ماتسورا للصحافيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه مانويل دوراو باروسو في البداية اخبرنا ان حوالي نصف القطع سرقت أي ستين أو سبعين ألف قطعة لكن يبدو ان أقل من الف قطعة فقدت وانه تم انقاذ قطع مهمة.
لكنه رأى ان فقدان الف قطعة يشكل خسارة كبيرة للمتحف والتراث الثقافي وعلينا ان نستعيد أكبر قدر منها. وتابع ان فريق خبراء اليونيسكو الذين انضم اليهم ثلاثة خبراء أميركيين في بغداد سيساعد على وضع جرد مفصل للقطع المفقودة من أجل المساعدة في جهود الشرطة على استعادة الآثار المسروقة.
وأضاف انه من المقرر ان يعود الفريق الى باريس مقر المنظمة لتقديم تقريره.
وبدأ الانتربول حملة في كافة انحاء العالم بحثا عن الآثار المسروقة من متحف بغداد الذي كان يضم حوالي 170 ألف قطعة يعود بعضها الى ما بين 3000 و2500 قبل الميلاد.
وواجهت الولايات المتحدة انتقادات شديدة بسبب اخفاقها في اتخاذ اجراءات كافية لمنع عمليات نهب المتاحف العراقية والمواقع التاريخية بعد استيلاء قواتها على العاصمة العراقية بالرغم من انها اتخذت خطوات لحماية وزارة النفط ومصافي النفط العراقية.
والى جانب نهب المتحف الوطني قام مرتكبو عمليات النهب بتمزيق الوثائق في مركز الارشيف الوطني واضرموا النار في المكتبة الوطنية في بغداد ودمروا وسرقوا العديد من القطع والاعمال التي لا تقدر بثمن بعضها يرجع في تاريخه الى اقدم حضارات العالم.
كما تعرض متحف في مدينة الموصل الشمالية للنهب إلا ان ماتسورا قال ان خبراء اليونيسكو لن يزوروا سوى المواقع التي تعرضت للنهب في العاصمة العراقية.
ويرغب ماتسورا في استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يحظر كافة عمليات الاتجار بالآثار والكنوز العراقية.
إلا ان الخبراء يعتقدون ان العديد من القطع لن تستعاد أبدا بسبب وقوف عصابات اجرامية على ما يبدو وراء بعض عمليات النهب.
|