* القاهرة مكتب «الجزيرة»- محمد الرماح:
أكد نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية أن الجانب الفلسطيني مستعد للمضي قدما في تنفيذ خريطة الطريق دون شروط إسرائيلية جديدة ودون محاولات إسرائيلية للتهرب من مسئولياتها. واضاف شعث في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع أحمد ماهر وزير الخارجية المصري عقب لقائه الرئيس مبارك أمس بالقاهرة أن الجانب الفلسطيني أوضح لشارون أن الأمن لا يمكن ان يحقق السلام الإسرائيلي ولكن السلام هو الذي يحقق الأمن وعن مخاوف البعض من اندلاع حرب بين الفصائل الفلسطينية أكد شعث ان الفلسطينيين لن ينجرفوا إلى حرب فلسطينية فلسطينية.
وكشف شعث النقاب عن أهمية تكثيف الحوار الفلسطيني في هذه المرحلة من أجل الوصول إلى هدنة لمدة عام كامل تكون فرصة للتحقق من مدى جدية واستعداد إسرائيل للتنفيذ الفعلي لخريطة الطريق وقال شعث: ان الفصائل الفلسطينية ستعود للحوار فيما بينها برعاية مصرية في القاهرة قريباً، واتهم شعث حكومة شارون بالعمل على تقويض فرص السلام ونجاح خريطة الطريق المعتمدة دولياً من خلال استمرارها في اعمال الاغتيالات والهدم وتدمير مؤسسات الشعب الفلسطيني ورفض إسرائيل الاعلان عن قبولها للخطة الأمريكية حتى الآن ومحاولاتها استغلال اللوبي اليهودي في أمريكا لعدم ممارسة أي ضغط أمريكي على تل أبيب.
وعن العمليات الفدائية الاخيرة ضد الإسرائيليين ومدى اتخاذها كذريعة اضافية من جانب شارون خاصة قبل لقائه مع الرئيس الأمريكي أكد شعث ان الجانب الفلسطيني لم يغير موقفه المعروف في ادانة أي عمليات ضد المدنيين سواء كانوا من الفلسطينيين أو من الإسرائيليين.
وقال شعث انه لا يمكن تحقيق الامن لإسرائيل من خلال المزيد من الاجراءات القمعية ضد الفلسطينيين مشيراً إلى ان عدد الذين كانوا مطلوبين قبل الانتفاضة كان عشرين فلسطينيا واصبح العدد الآن 4 آلاف إلى جانب 14 ألف مسجون مشيراً إلى خطورة ممارسات إسرائيل التي أدت عمليا إلى تدمير الهياكل الأمنية للسلطة الفلسطينية وبخصوص استقالة صائب عريقات وزير المفاوضات الفلسطيني دعا شعث إلى عدم المبالغة في تفسير هذه الخطوة مؤكداً أنها لا تعكس أي صراع أو خلاف سياسي على الساحة الفلسطينية.وقال شعث انه نقل رسالة إلى الرئيس حسني مبارك من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وان الرئيس مبارك كان واضحاً في التأكيد على دعم مصر لشرعية الرئيس عرفات وضرورة تمتعه بحرية الحركة وعدم المساس به وانه الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني.
وقال شعث ان الرئيس مبارك اشار خلال اللقاء إلى أنه رغم ان الفرصة قد لا تكون سانحة لقيام دولة فلسطينية غدا إلا ان صمود الشعب الفلسطيني سيجعل هذه الفرصة ممكنة في الوقت القريب وأكد شعث ان الفلسطينيين من جانبهم لا يضيعون فرصة من أجل السلام وحل المشكلة، فيما دعا وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إلى ضرورة تكثيف الولايات المتحدة من جهودها لضمان التزام الاطراف المعنية بوضع خريطة الطريق موضع التنفيذ.
واعتبر ماهر أن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة عباس أبو مازن هو جزء من عملية بناء الدولة الفلسطينية التي أصبح لها الآن رئيس دولة ورئيس حكومة وبرلمان ومشروع دستور مشدداً على ان مصر تدعم بناء الدولة الفلسطينية بكل مؤسساتها التي دمرتها إسرائيل.
|