* باندا آتشاي رويترز:
حذرت اندونيسيا الانفصاليين في اقليم آتشاي من «الابادة» مع دخول هجومها العسكري يومه الثاني بينما هدد الانفصاليون بالقتال الى الابد وقالوا ان 17 مدنيا قتلوا وفي ذات الوقت نشطت مناشدات دولية لاندونيسيا والمقاتلين باللجوء الى التفاوض ونبذ الحرب.
وفي محاولة لتهدئة مخاوف سكان الاقليم البالغ عددهم نحو أربعة ملايين نسمة من ان تسيء القوات للمدنيين أصدر القائد العسكري الجنرال اندريارتونو سوتارتو أوامر لضباطه باطلاق النار على رؤوس رجالهم اذا فعلوا ذلك.
وأبدى المجتمع الدولي قلقا شديدا من تجدد القتال بعد انهيار اتفاق سلام ابرم قبل خمسة أشهر خوفا من سقوط اعداد كبيرة من القتلى ودعت الولايات المتحدة واستراليا والامم المتحدة الى العودة لمائدة المفاوضات.
وقال سوتارتو أمام 200 ضابط بالجيش في عاصمة الاقليم باندا آتشاي: يتعين عليكم ملاحقة قوات حركة آتشاي الحرة والقضاء عليهم. دربتم على القتل فأبيدوهم. وتطالب حركة آتشاي الحرة بالاستقلال منذ عام 1976.
وقال سوتارتو انه لن يتسامح مع الجنود الذين يسيئون معاملة المدنيين ثم يلقون اللوم على المتمردين، وأضاف: إذا تطلب الامر اطلقوا النار على رؤوسهم، لانهم لا يختلفون عن مقاتلي حركة آتشاي الحرة.
وانطلقت الدوريات العسكرية مرة أخرى في مختلف ارجاء الاقليم، وقال الضباط انهم يعتزمون انزال مظليين لتأمين مطار في تاكينجون في وسط الاقليم الذي تقطنه اغلبية مسلمة والواقع على الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة.
وارتفعت تقديرات طرفي الصراع لاعداد القتلى، وقال متحدث باسم الحركةان 17 مدنيا قتلوا منذ بدء الحرب وأضاف ان المتمردين لم يتكبدوا أي خسائر.
وزعم المتحدث سفيان داوود: أطلقت النار على الناس ثم أحرقوا كذلك أحرق العديد من المنازل.
وقال الجيش الاندونيسي انه قتل اربعة متمردين وان اربعة من جنوده أصيبوا بجروح واتهم الحركة بإحراق 20 مدرسة لكنه لم يورد تعليقا فوريا على مزاعم عن مقتل مدنيين ونفى داوود ان تكون الحركة أحرقت أي مدارس.
وعرض التلفزيون المحلي لقطات لألسنة لهب تتصاعد من اربع مدارس في بلدة بالقرب من بلدة لوكسيوماوي الصناعية التي تدور الحرب بالقرب منها، واختبأ المدنيون أو فروا.
وأحرقت مدرسة الليلة قبل الماضية على مشارف باندا آتشاي
وأمرت الرئيسة ميجاواتي سوكارنوبوتري ببدء الحملة بعد انهيار محادثات سلام في طوكيو.
وقال محمود مالك الزعيم البارز بالحركة في ستوكهولم ان انصاره في الاقليم الغني بالنفط والغاز سيواصلون الحرب «إلى الابد».
وسقط أكثر من عشرة آلاف قتيل في الصراع المستمر منذ عقود وهو إحدى أطول الحروب الانفصالية في آسيا.
وعززت الحكومة في الفترة الاخيرة قواتها المنتشرة في الاقليم من 38 ألفاً الى أكثر من 45 ألف جندي، وتقدر قوات الانفصاليين بنحو خمسة آلاف مقاتل.
وقال شهود في باندا اتشاي ولوكسيوماوي ان الحياة المدنية بدت طبيعية امس الثلاثاء فتوجه السكان لاعمالهم وفتحت المقاهي على جانبي الطريق كالمعتاد.
وألقى وسطاء اللوم على جاكرتا في اخفاق محادثات طوكيو قائلين ان الحكومة طرحت المزيد من الشروط جعلت الحوار مستحيلا، وأصرت جاكرتا على ان يتخلى المتمردون عن المطالبة بالاستقلال.
وستكون الحملة على آتشاي من كبرى الحملات العسكرية منذ غزو تيمور الشرقية عام 1975 واحتفلت تيمور الشرقية أمس بذكرى مرور عام على انفصالها عن إندونيسيا.
لكن حركة اتشاي الحرة تفتقر للدعم الدولي الذي حظيت به مساعي انفصاليي تيمور للاستقلال.
واتشاي واحد من اقليمين انفصاليين في إندونيسيا والآخر هو اقليم بابوا في أقصى شرق البلاد.
|