ماذا سيذكر لنا التاريخ.. هل سينصف أغنياتنا المعاصرة ويجعل منها إرثاً تتناقله الاجيال جيلاً بعد جيل أم أنه سيتجاهل تلك الفتره الزمنية ويدرجها في خانة النسيان ويدعها للايام والسنين القادمة. لتكون كفيلة لاصلاح ما تم هدمه، فمرحلة بناء الاغنية السعودية منذ زمن ليس بقريب كانت تجري على قدم وساق من خلال اشخاص غيورين على وضع الاغنية وبذلوا مجهودات يشكرون عليها. كانوا يتطلعون دائماً الى الجودة والقيمة الفنية فيما يقدم للمستمع والناتج هو العمل الراقي. كانت الاغنية بالنسبة لهم رسالة والابداع هو الهدف المراد الوصول إليه اما الآن فالوضع أصبح مختلفاً والاسباب عديدة، هناك من يتهم شركات الانتاج بأنها هي السبب الرئيسي في تردي الذوق العام وهي المسؤولة عن وضع الاغنية وما وصلت إليه فهل نبرىء الشاعر والملحن والفنان من هذه التهمة المنسوبة لشركات الانتاج ولكن كيف نبرئهم وهم الاعضاء الاساسيون المشاركون في هذه الجريمة «إفساد الذوق» تلك هي الجريمة وقد يرى البعض بأنني أبالغ عندما أقول إنها جريمة وان المسألة لا تتعدى الاجتهاد في التجربة. هذا هو المعتقد السائد لديهم وقد تجنوا على الفكر في الكلمة وابتدعوا نظرية الكلمة البيضاء أو الشفافة كما يدعون. أرادوا لنا تسهيل المسألة فالموضوع بسيط جداً فلا داعي ان نشغل عقولنا بالتفكير فنحن نعيش في الألفية الثالثة.
قالوا عن الاغنية المكبلهة بأنها أصبحت متخلفة فهي لا تواكب العصر الذي نعيش فيه، فنحن في زمن السرعة وأنا أقول لهم: لونوا في الكلمة واجعلوها بيضاء ان شئتم او خضراء كما يحلو لكم. سرّعوا في الأغنية أو بطئوها كما تشاؤون ولكن لا تجنوا على الفكر ولا تفسدوا العقول وللمستمع أقول: «أنت أيضاً تشارك في هذا الجرم اذا سمحت لهم بالتمادي في افساد الذوق وانا لا ادعي ان كل ما يقدم هو مفسد لذائقة المستمع فهناك الطرح الجيد والبناء ولكن للأسف الاغلبية تأتي لصالح الدخلاء على الفن، فهل من منقذ لانتشال أغنيتنا من الوحل الذي تتخبط فيه، أتمنى ذلك».
الوفاء يزعجهم
الوفاء.. هذه الكلمة بمعناها السامي من الطبيعي جداً أنها قد تزعج من هو غير وفيٍّ مع نفسه قبل أن يكون وفياً مع الآخرين والامثلة متعددة؟ هناك من يرى بأنه لا حاجة لان يكون وفياً للحبيب أو الصديق فيدع الامور تسير كيف ما تشاء ما دام القلب ينبض فالحياة بالنسبة له جميلة ولكن السؤال: هل ستكون الحياة وفية معه؟ لا أعتقد ذلك.
ترنيمة
عالم همها دايم تدوس الورد..؟
|