(1)
* مَنْ يستطيع العبور المباشر بين «السيف» و«الوردة» ومن «اللهب» إلى «الصقيع»..؟!
* لا أحد من «الأسوياء» حتى «الأقوياء» إلا أن يكون «حجراً» لا «بشراً» فمن تصم أذنيه أصوات الانفجارات والاغتيالات.. لن تشنِّفها همسات «شاعر».. أو أغرودة «طائر»..!
* سيبحثُ -مثلنا- عن حمامة «أبي فراس» ليبثّها شجنه.. أو سيحكي «لحصانه» - كما في الأسطورة - فربما نابَ عنه في «موت الكمد» ليعاني -وحده- «حياة الكبد»..!
* سوف يستوي لديه «النور» و«الديجور».. فلم يعد ينتفع بناظره.. كما نظرية (أبي الطيب).. أو ربما لم يعد يؤثر فيه «نوح الباكي».. أو «ترنم الشادي».. مثلما ادعى (أبو العلاء).. وسيبقى دون ذلك.. عربياً حكم عليه «الزمن» أن يعيش خارج «التاريخ»..!
(2)
* نحنُ ضحايا منْ..؟
* مثلما كان بعض «عجمهم» ضحايا «غوبلز».. فربما كان بعض «عربنا» ضحايا «أحمد سعيد» أو «محمد سعيد».. كما بعضنا وبعضهم -على حدّ سواء- ضحايا ال«سي.إن.إن».. و«السي.بي.إس».. وما جرى مجراهما..!
* والفارق.. هنا.. ان بعضنا «يحلمون».. وبعضهم «يحكمون».. وأن «سعيديْنا» «إفرازا» أنظمة.. أما «سعيدوهم» «فمفرزو» أنظمة.. وشتان بين «فاعل» و«مفعول به».
(3)
* مَنْ يملكُ «الحقيقة»..؟!
* يدخلنا «الخلاف» بل و«الاختلاف» في تناقضات «أيديولوجية» و«سياسية» و«اجتماعية» عميقة..!
فما «حُرم» بالأمس «حُلّ» اليومَ.. وحُرمَ غداً.. وحلّ بعد غدٍ.. وبدونا في «تيه» فكريٍّ.. وأصبح شبابُنا مطالبين بتجديد «عقولهم» كُلّ آن..!
* لا معنى هنا للتبرير «بمرحلية» التفكير التي قد تتغير بسببها بعض «الاقتناعات» فذلك أمرٌ «وظيفي» يتفق فيه «المشرِّق» و«المغرِّب».. غير أن ما نمارسه بحقّ «عقولنا» انقيادٌ لمؤثراتٍ «خارجية» غير مستقرة ترعى مصالحها فتحركنا «ذات اليمين» و«ذات الشِّمال».. ولا نستطيع التواؤم مع متطلبات هذا «الحراك» الغريب.. لأنه -ببساطة- لا ينبعُ من داخلنا.. ولايعنيه «خارجُنا»..!
(4)
* من يقرأ الرأي العام..؟
* ولكم إن شئتم «صوغ» السؤال بمباشرة أكثر.. فمن يُمثِّل فكرنا.. وتوجهاتنا..؟.. وهل تستطيع الوسيلة «الإعلامية» التقليدية ان تثبت اجماعنا على ما يبث فيها..!
* ربما بنسبةٍ محدودة أو حتى معقولة.. لكنها لاتعكسُ كلَّ الرؤى.. وساحات «الإنترنت».. ورسائل «البريد الآلي».. وحوارات «البالتاك» شواهدُ على أن «عقولنا» تتشكلُ هناك بصورٍ تختلف عما تتشكل فيه هنا..!.. بل إن المقرر المدرسي المعتمد الذي تتلمذ عليه «جميعُنا» لم يعد مؤثراً وإن قيل ما قيل..!
* وأكثر من ذلك.. فلم يعد الأب والأم والأسرةُ قادرين على «زعم» الدور الأكبر في حياة أولادِهم.. فعملية «التخليق الذهني» عملية «جمعيّة» يشارك فيها كل حسب «سطوته» أو «سلطته» أو «موهبتِه».. ولم تعد معرفة «الرأي العام» أو ناتج «التأثير» مقيسة بما هو «ظاهر» بل بما هو «مستتر»..!
(5)
* لماذا اختلفنا..؟
* حينما كنا صغاراً.. كنا نقرأُ «ساطع الحصري» و«سيد قطب».. ونفهم «عبدالقادر عودة مثل «منيف الرزاز»... ونستوعبُ «القصيمي» و«صادق جلال العظم» مثلما «عبدالعزيز البدري» و«محمد الغزالي»، ونحفظ «نزار قباني» كما «محمد إقبال».. ونعجب ب «الرافعي» و«طه حسين» على حد سواء..!
* كان لنا قرار «الاختيار».. مع توجيه غير مباشر.. «بوعي» هذا.. أو «نزق» ذاك.. و«بوسطيّة» أولاء و«تطرف» أولئك.. ولم نكن نخفي «قراءاتنا».. بل كان حظُّ بعضنا ممّن تعلم آباؤهم ان أتيح لنا الحوار السهل المنطلق المباشر.. حول «الظلال» و«المعالم» و«الشبهات» و«التجربة المرة» و«اقتصادنا» و«فلسفتنا» و«الوسادة» و«نائب عزرائيل» و«قالت لي السمراء» و«الوتريّات» و«الأغلال» و«بين العلماء والحكام» و«الشعر الجاهلي» وتحت راية القرآن و«من هنا نبدأ» و«من هنا نعلم».. وغيرها..!
* خليطٌ «غرائبيٌّ.. يرتحل من «اليمين» إلى «اليسار»، ومن «الشدة» إلى «الاسترخاء»، ومن «المسموح به» إلى «المسكوتِ عنه»..!
(6)
* هل نحن.. نحن..؟
* لم نكن نتوارى.. أو نداري.. وفي مدينة مثل «عنيزة» كانت الجلسات «المفتوحة» و«المغلقة» «مداراً» متسامحاً لا يأذن بقمع «توجّه» أو فرض توجيه.. ويذكر «صاحبكم» في «مجايليه» وسابقيهم أنهم يُحاورون «شيوخهم» حول كل الأمور.. وفي كل الاتجاهات.. ولم يُنكر عليهم «إفراط».. ولم يحاسبوا على «تفريط»..!
* في زمننا كنا نقدم إذاعة «المركز الصيفي».. على الهواء مباشرة.. (كل صباحٍ ومساء) وكانت«السمّاعات» تغطي فضاء مدينتنا.. لتبث «القرآن الكريم».. وأقوال الصحف.. وبعض البرامج المنوعة.. إضافة إلى أناشيد وطنيّة «مموسقة» من مثل: (وطني الحبيب/ أخي جاوز الظالمون المدى/ كل أخٍ عربيّ أخي..)
* لم يتوار الطلابُ الصغار ومشرفوهم عن إسماع «أصواتهم» و«موسيقاهم».. ولم يقف «المعلمون» و«الدعاة» و«المربون» عن التواصل معهم.. في هذا الشأن وسواه.. وكان الجميع يحترم الجميع.. وربما «اعترض» «مجتهد» دون ان «يفرض» أو «يُغرض»..
* لم تخلُ حفلاتُ الأندية الرياضية «الرمضانيّة» من أغانٍ شعبية لفنانين مشهورين وكانت السماعات تبثّ على أرجاء المدينة.. ولم يتصادم أحد مع أحد..!
* ظلت للعلماء هيبتهم.. وللهيئة احترامها.. وللدعاة دورهم.. وللحوار «الحُرِّ» مكانُه ومكانتُه..!
(7)
* هل عُدنا للخلف..؟
أم
* هل كُنا مختلفين..؟
* يذكر صاحبكم بين مايذكر أنه - وهو في الصفوف الأولى المتوسطة بمعهد عنيزة العلمي - أرى شيخه «الداعية» مقالاً في مجلة «روز اليوسف» أو «صباح الخير»- لايستطيع الجزم- وكانت من مقتنيات مكتبة المعهد التي كان أحد أعضاء جماعتها.. وفيها زاوية قديمة للدكتور «مصطفى محمود» يحسب عنوانها «اعترفوا لي».. وتضمنت عبارات «إلحادية» صريحة في الفترة التي سبقت تسجيل «رحلته من الشك إلى الإيمان»..
ويذكر أن شيخه اكتفى بشكره، وأخذ المجلة.. وانتهى الأمر..!
* ويشير في هذا المقام إلى أحد أساتذتِه الفضلاء ممن عرف بورعه وزهده وفقهه.. وقوله لخاصّته: إنه إذا مر واستمع من أحد المنازل إلى صوت محمد عبدالوهاب عبر «المذياع» أو «المسجل» وهو يغني..
أخي جاوز الظالمون المدى.. فحق الجهاد وحق الفدا..
أَنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا..
يتمنى الوقوف وإكمال الاستماع.. لولا اعتقاده بعدم جواز ذلك..
* ويستعيد النقاشات الصريحة التي تتم بين الطلاب وشيوخهم وأساتذتهم.. وفيها ما يتصل بنطاقات «عَقَديّة» و«فكريّة» شائكة.. ولم يغضب «المشايخ».. ولم يمتنع الطلاب..!
(8)
* أين الخلل..؟
* الحَجْر يولد حَجْراً دون ريب.. و«الوصايةُ» لاتجوز إلا على «القُصَّر».. وخلال أعوامٍ قلائل تبدلت «الأذهان» و«الأوضاع»، وغدا «طفل» الأمس «رجلاً».. لايقبل دور «ريشة» في مهب الريح..!
* لم يعد «الصّمت» أو «الإسكات» أو «التجاهل» أو «الاتكاء» على ما تحرّره الوسائط الرسمية كافياً للحكم على واقع المرحلة.. وإطلالة سريعة على بعض «المنتديات» الحاسوبية التي يشارك فيها «الخاصةُ» و«العامةُ» كافية لإيجاد مؤشراتٍ جديدةٍ لقراءةٍ بحثيةٍ مختلفةٍ تراعي «الأصوات» المتشابكة التي لم يألفْها الخطاب السائد..!
* ولم يعد «استعداء» فئة ضد فئة أو «استعلاؤها» عليها هو الحل.. فالحقيقةُ «رهنٌ» بإعادة أجواء «الانفتاح الملتزم».. و«الالتزام المنفتح»، والدعوة إلى حوار هادئ يراعي ثوابت «العقل والنقل» ولا تنقلبُ فيه «المدركاتُ» بين «عشيّةٍ وضحاها..!
* هكذا يحكم المنطق.. وهكذا يتحكم.. وهكذا نفهم.. ونتفاهم..!
* من هنا ننطلق..!
IBRTURKIA@Hotmail.Com
|