إن الكثير من الأمراض الخطيرة يمكن علاجها بمجرد الاكتشاف المبكر لها وتشخيصها، وذلك ينطبق على الأورام والأمراض الخبيثة. كذلك فإن بعض الأمراض البسيطة مثل ضغط الدم أو السكري قد تصبح مضاعفاتها خطيرة وقاتلة إذا تأخر اكتشافها أو أهمل علاجها، وعلى ذلك فإن المتابعة الطبية المستمرة والفحص الطبي الدوري يمثل الأهمية القصوى في الاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية من مضاعفاتها الخطيرة وبالتالي المحافظة على الصحة بإذن الله.
* ما هي الفحوصات الطبية الواجب إجراؤها بصفة دورية؟
1- قياس ضغط الدم مرة كل ثلاثة أشهر إذا كان طبيعيا، ومرة كل شهر إذا كان مرتفعا.
2- قياس نسبة السكر بالدم مرة كل ستة أشهر إذا كان طبيعيا، ومرة كل شهر إذا كان مرتفعا.
3- عمل رسم قلب كل سنة.
4- قياس نسبة الكوليسترول والدهون بالدم سنويا إذا كان طبيعيا، ومرة كل ثلاثة أشهر إذا كان مرتفعا.
5- فحص وظائف الكبد وظائف الكلى وصورة الدم مرة كل سنة.
6- عمل رسم القلب الجهدي مرة كل سنة بعد سن الأربعين.
7- عمل أشعة على الصدر كل سنة للاكتشاف المبكر لأورام الرئة وبعض أمراض الصدر المزمنة، مثل الدرن الرئوي وغيرها.
8- عمل موجات صوتية على البطن كل سنة للاطمئنان على الكبد والمرارة والطحال والبنكرياس والكلى والمثانة وغيرها من الأعضاء الداخلية بالبطن والحوض.
9- عمل مسحة من عنق الرحم مرة كل سنة وذلك لفحصها مجهريا للاكتشاف المبكر لأورام الرحم، خصوصا للنساء فوق سن الخمسة والثلاثين.
10- عمل أشعة على الثدي كل سنة للاطمئنان على خلوه من الأمراض سواء الحميدة أو الخبيثة، وذلك بالنسبة للنساء فوق سن الأربعين.
11- عمل قياس كثافة العظام للتأكد من عدم الإصابة بمرض هشاشة العظام وهو مرض صامت وليس له أعراض ولكن له خطورة شديدة، إذ قد يتسبب بإصابة النساء بعد سن الأربعين بكسور بالغة بالعمود الفقري والحوض والعظام بمختلف أجزاء الجسم، كما أن هناك بعض التحاليل والفحوصات الأخرى التي قد يراها الطبيب ضرورية مثل، فحص الإبصار والعيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة والتي قد تكون لها أساسية في بعض الحالات. وكذلك فحص ما قبل الزواج والذي له فوائد عظيمة أهمها تجنب الأمراض الوراثية، إضافة إلى الحماية من الإصابة ببعض الأمراض المعدية الخطيرة مثل: الإلتهاب الكبدي ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وغيرها من الأمراض التي قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء وأفراد الأسرة الآخرين.
* ما هي العوامل التي تعوق بعض الأشخاص عن إجراء الفحص الطبي الدوري؟
* عدم الإدراك لأهميتها.
* الاعتقاد الخاطئ بأن الذهاب إلى الطبيب لا يكون إلا في حالة المرض فقط.
* عدم إعطاء الأهمية الكافية لبرامج التوعية من قبل بعض مقدمي الخدمة الصحية من خلال إبراز فوائد الفحوصات الطبية الوقائية.
* من أحد العوامل المهمة التي تعوق إجراء الفحص عدم تغطية تكلفة هذه الفحوصات من قبل شركات التأمين وبالتالي نجد الأشخاص الذين يتلقون العلاج من خلال بطاقات التأمين لا يقدمون على إجراء هذه الفحوصات، ولكن مهما كانت تكلفتها فهي توفر على المدى البعيد تكاليف علاج بعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والأورام الخبيثة.
* عدم قدرة بعض الأطباء على التواصل مع المريض، إذ إن الطبيب هو محل ثقة المريض وهو أقدر شخص على تقديم النصيحة والمشورة لأفراد المجتمع فيما يتعلق بالنواحي الوقائية والفحوصات الطبية المطلوبة لكل مرحلة عمرية ولكل فرد على وجه الخصوص.
* وهناك عامل مهم جدا في عدم إجراء هذه الفحوصات وهو الخوف من اكتشاف الإصابة ببعض الأمراض عند إجراء الفحص الطبي الدوري... إذ نجد أن البعض يفضلون التعايش مع الأمراض دون العلم بها حتى لو كلفهم الأمر حياتهم بدلا من اكتشافها وعلاجها، وهنا لا بد لنا من التذكير بأن الصحة هي وديعة ثمينة من الخالق سبحانه وتعالى ويجب أن نحافظ عليها ونصونها، كما أنه لا بد لنا من مواجهة الواقع بكل إيمان قوي، والامتثال لتعليمات الطبيب وتوجيهاته.
إن الفحص الطبي الدوري قد أصبح ضرورة تفرضها علينا ظروفنا البيئية المعاصرة من انتشار الأمراض الخطيرة وزيادة عوامل الخطورة على الصحة العامة للأفراد، مما يساعد في المحافظة على صحتنا وصحة أفراد أسرنا ومجتمعنا بإذن الله.
د. إيهاب عبد الله خطابي
طبيب الأسرة
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|